رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذئاب العاوية

قبل ساعات من انعقاد المؤتمر الاقتصادي العالمي التي تستضيفه مصر، شن الإرهابيون خلال الأيام الماضية سلسلة من الهجمات الإرهابية، التي استهدفت عددًا من المدن، لإظهار الدولة بالعجز عن توفير الأمن لأكبر تجمع في العالم.

لقد تجاوز الإرهاب الأسود، كل مدى يتصوره عقل أو ينسجه خيال، فالتفجيرات، والعنف السائد حاليًا، يمارسه هؤلاء الذين تراجع ولاؤهم وانتماؤهم للوطن، ولا يعرفون معنى الوطنية أو التسامح، ولا خطر ببالهم حرمة الدماء، لأنهم ببساطة، لا يريدون خيرًا بالبلاد والعباد.
ماذا يريد الإرهابيون ومصاصو الدماء؟، وما مغزى رسائلهم المتكررة التي يبعثون بها كل يوم.. في كل محافظة ومدينة، عبر التفجيرات والتخريب المتعمد للمنشآت الحيوية وقتل الأبرياء؟.. أسئلة لم تجد إجابات مقنعة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتوقيتات والأماكن المستهدفة.
لا نعرف مغزىً لتلك الأفعال الشيطانية، إلا أن هؤلاء الإرهابيون، يريدون توجيه رسالة تخويف للغرب والمستثمرين والدول المشاركة بالمؤتمر الاقتصادي، مفادها، أن لا مكان آمنًا، أو أن من يقومون بحمايتك استثماراتكم المتوقعة في مصر لا يستطيعون حماية أنفسهم!!.
إن توقيت وتزامن الأعمال الإرهابية الأخيرة والمتكررة، التي يرتكبها هؤلاء الحمقى، أثبتت أن هناك خططًا شيطانية لإسقاط أي أمل في انبعاث الدولة اقتصاديًا، ونهوضها مجددًا، بعد كبوة اقتصادية طال أمدها لعقود طويلة.
إن خطر الإرهاب أصبح يحتاج إلى فلسفة أمنية مختلفة، عن تلك المتبعة حاليًا، تقوم على وقف انتشار المناخ العام الذي يُحِث على الكراهية والتحريض، وأن تشيع روح المصالحة والتسامح وإعلاء دولة القانون، لأن وجود الانفلات الأمني وغياب العدالة وتراجع الثقة في تطبيق القانون، أهم الأسباب التي تؤدي

إلى تغذية مظاهر الفوضى والعنف.
من المفارقات العجيبة، أن الإرهاب الداعشي لم يغب عن المشهد، فأطلَّ برأسه مجددًا، ولكن هذه المرة، من خلال تشجيع من أسماهم "الذئاب المنفردة"، لشن هجمات وتفجيرات، لم تعد تقتصر على شبه جزيرة سيناء, وإنما طالت أيضًا القاهرة وعدة محافظات أخرى.
نعتقد أن تلك الهجمات التي تشنها "الذئاب العاوية"، تستهدف بالأساس تقويض ثقة المستثمرين في الأوضاع بمصر, قبيل انعقاد المؤتمر، الذي نعتقد أنه يمثل مشروع "مارشال جديد" لإنقاذ الاقتصاد المصري.
إننا نعتقد أن الهجمات والتفجيرات المتتالية التي وقعت مؤخرًا تعبر عن روح اليأس التي دبَّت في أوصال الإرهابيين، ومحاولة فاشلة لإرباك الوضع الوضع الداخلي، وتوصيل رسالة "قلق" لأجهزة الأمن والحكومة، من خلال تشتيت جهود الجيش والشرطة، وخلق حالة من الذعر، وعرقلة خروج الاقتصاد من عنق الزجاجة.
نحن لا نشك في نجاح المؤتمر بشكل كبير، بعد إعلان مشاركة 80 دولة وأكثر من 25 منظمة إقليمية ودولية، وشركات كبرى ومتعددة الجنسيات.. تلك المشاركة التي تمثل شهادة ميلاد اقتصادية جديدة، رغم عواء الذئاب.