عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وبعضُ الثوار همجٌ ورعاع

في التليفزيون المصري قلت للمذيعة التي ارتاعت لما سمعته: لو أني حاكم ورأيت أحدا يعتدي على كنيسة أو مشفى أو يكسر هيبة الدولة أنا أقسم بالله أني سأشرب من دمه!

بعدها حكيت قصة بالغة الدلالة عن الحسن البصري لما شكا إليه أحد تلامذته سرقة مصحفه فذهب به إلى زملائه وما إن بدا أنه سيسألهم حتى بكوا فقال قولته الرائعة: كلكم يبكي فمن سرق المصحف!
اتصلت بعدها سيدة فاضلة قالت: لقد أصبحنا شعبا من "الشراشيح" وصدقت فيما قالت. فالعين لا تخطيء في كل الوجهات كذبا وضلالا ونقدا جرافا واتهامات بلا بينة واستعراضا للجهل في كل زاوية في إعلامنا. وقبل البرنامج بيوم واحد كان هناك اعتداء على قاض بالمنصورة وتحطيم للمحكمة وشتائم نابية في قاعة المحكمة، وفي أثناء المعمعة الحالية يطوف رعاع على مديريات الأمن يرمونها بالمولوتوف ويصر البعض على اقتحام الداخلية التي تضبط سيارات بها أسلحة، وهناك أناس عاديون من هذا الشعب الشكاء أبدا قد أضحوا مجرمين ينتهزون فرصة غياب الأمن...وكلكم يبكي...فمن فعل كل هذه الجرائم؟!
قلت في البرنامج إني أنا نفسي كنت ملاحقا من أمن الدولة وأنا أول من يطلب المغفرة وفتح صفحة جديدة وإعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعهم وبناء مصر جديدة وحقن الدماء والمصالحة لأنه لن يعجب الثوار أحد ولو كان ملاكا. فهم من فرضوا علينا عضو لجنة السياسات عصام شرف أفشل رئيس للوزراء في تاريخ مصر وهم من كرهوه وهم من نافقوا الجيش وهم الآن كارهوه رغم أني مرارا قلت هنا إن حماية الجيش للثورة أكذوبة كبرى، وقلت بالنص إن الولاء كان لمبارك لآخر لحظة وإن الجيش اضطر إلى مسايرة الثورة بعد أن نزلت وحداته تساند الشرطة في قمع الثوار. وإن دل الولاء لرئيس الدولة على شيء فإنما يدل على كون الجيش سليما ومعافى من الانشقاقات والخلافات ومؤيدا للشرعية.
ورغم أن المصالح الأمريكية واتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل كانتا في نظر الإدارة الأمريكية أغلى كثيرا من أرواح المصريين صمت أوباما وإدارته إلى أن وجدوا ألا مناص من سقوط مبارك فدعموا شباب الثورة على مضض. وقتها كان الجيش يحجز الثوار ويسلمهم إلى الشرطة وحدثت انتهاكات خطيرة أسخفها تحليق الإف-16 فوق ميدان التحرير لإرعاب الثوار ما حدا بالإدارة أن اتصلت تعنف الجنرالات بأن هذا إن حدث فلا ينبغي أن يكون بأسلحة أمريكية حفاظا على سمعة أمريكا!
اختبارات العذرية وحدها كارثة ومحاكمة اثني عشر ألف مواطن عسكريا فجيعة لكن الحق يقضي أن التحديات هائلة وأن العبء ثقيل وسيناء وحدها تعاني من ميليشيات مسلحة

بتوجهات سلفية جهادية خطيرة والاقتصاد ينزف وبدأنا نرى مجرمين جددا من الشعب العادي شجعهم على الجرائم غياب الأمن، وهناك انتهازيون في كل الوجهات وأموال لا حصر لها دخلت جيوب الكثيرين وأولهم الإسلاميون لأجندات محددة، ويجب أن ننتبه الآن إلى ضرورة الإسراع بالانتقال الديمقراطي والنزول إلى الانتخابات وبهذا ستخرج مصر من عصر التيه إلى بوابة الديمقراطية. الديمقراطية التي يمارس بعض الإسلاميين الدجل فتصل الحال بهم إلى أن يقولوا سلفية ديمقراطية ولا أدري كيف يجتمع الدين الذين لا يرضى إلا بأحادية العقيدة مع الديمقراطية التي ألفباؤها تعددية ووقودها علمانية؟!
الديمقراطية يا سادة ممارسة لا قواعد جامدة وشعبنا شعب جاهل بنسبة أمية أقل من النصف بقليل ناهيك عن أمية ثقافية ودينية وطبية وعلمية كما أن معدل الجرائم الذي تضاعف بفضل جهود الشعب العظيم قد أثبت أننا –صلاة النبي أحسن- من أفسد شعوب الأرض فلماذا ننافق الناس ولا نجلدهم بالحق جلدا حتى ينفضوا عن أنفسهم هذا الغرور الغبي؟
ورغم حزني وأسفي على هذه الدماء الطاهرة إلا أنه لا مناص من دعم القوات المسلحة والشرطة وكل مؤسسات الدولة والوقوف إلى جانبها لأن العبء ثقيل ومصر على حافة الهاوية ومن لا يعرف حجم الكارثة فإني أدعوه أن يقرأ ما كتبه الكاتب الإسرائيلي إيهود ياري في مقاله الأخير بعنوان "سيناء: هل تتحول إلى جبهة صراع جديدة؟" ليعرف أن سيناء –وهي مشكلة واحدة من مشكلات كثيرة- ربما تُكتب نهاية مصر كلها منها إن نحن أضعفنا جيشنا وأجبرناه أن ينظم المرور ويعيد الأمن للشوارع.
وعلى أية حال الثورة ليست أهم من مصر، وعلى رأي سيد حجاب قبل نصر أكتوبر:
يا خوفي ما يوم النصر ترجع سيناء وتروح مصر.
[email protected]