رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتي لايبقي القاتل الحقيقي» خارج السجن»!

قبل أن نقرأ: لا أظن أن أحداً من المصريين كان جاداً في القصاص العادل من حسني مبارك وأولاده. لقد اكتفينا بمنع «بكري» له من السفر وإحالة النائب العام له للمحاكمة في واقعتين فقط هما قتل المتظاهرين وفضيحة القصور الرئاسية. استرحنا إلي هذا الحل وتركنا النيابة «تحاول» !والمخابرات «تتمنع»! والداخلية المتهاوية «تتواري» عن المساعدة، ويتلف نفر منها مستنداتها ووثائقها وأسطواناتها! وجهاز أمن الدولة المترنح «يطأطيء» رأسه خجلا، فقد أُسْقِطْ،كما أسقطت الداخلية، ووقعت ملفاته (الساخنة) في أيدي «سوكة» و«أسماء» و«النجار» وغيرهم.. مما أدي إلي إعلان النيابة عن عجزها التام، في التوصل» إلي «أدلة الإدانة»، ضد مبارك!!.


دعونا من قتل المتظاهرين، فلهم الله! (وتباهينا بجهادهم في جلساتنا الخاصة، ومقالاتنا الدامعة) ثم إنهم ليسوا وحدهم، فالدماء المصرية تسيل منذ اندلعت «جمعة الغضب»، دون أن نكون جادين في إيقاف نزيفها، سواء كنا معارضين لحسني أو مؤيدين لمرسي، أو مؤيدين- بعد عزله -. والقاتل الذي لايزال يمارس القتل هو حسني مبارك (الرئيس.. وليس الشخص) الذي خلعناه وفضحناه في يوم 25 يناير.. فدولته لاتزال قائمة.. والكتابة عنه وفيه ليست «موضة قديمة» كما يتصور البعض.. في «بدلة مبارك» هي «بدلة العصر».. صنعتها ماكينات حياكة عربية - مصرية خالصة.. وبأيدي «ترزية ومقصدارات» مصريين من نوع خاص جداً.. لانعرف كيف سيلاقون ربهم.. فمثلما هناك «قضاة» في الجنة، هناك «ترزية ومقصدارات» في النار. هم الذين صنعوا «بدلة مبارك» وهم الذين يصنعون بدلات غيره من الرؤساء والحكام والوزراء.. وزراء عدل (بقي) وزراء ظلم (بقي) الله تعالي أعلم.
قلت دعونا من «قتل المتظاهريين» ولم أقل دعونا من «قتل المصريين».. وهنا بيت القصيد.. فكم قتل من المتظاهرين في ميدان التحرير؟ وكم قتل من المتظاهرين في عهد المجلس العسكري؟ وكم قتل من المتظاهرين في عهد مرسي؟ وكم قتل من المتظاهرين من اخوان مرسي بعد سقوط مرسي، انتقاما لمرسي في عهد «السيسي»؟
الإحصائيات حتماً ليست لدي رئيس البوندستاج، الذي يزعم أن عدد القتلي ناهز الألف وعدد المعتقلين ناهز الأربعين ألفاً! وليست لدي وكالة تزييف «رصد».. التي تنطق بلسان «إخوان الإرهاب» ولكن لدي «ويكي ثورة» التي توثق لأحداث الثورة منذ اندلاعها فتقول إنه» خلال فترة الـ 18 يوم الأولي من ثورة 25 يناير تم حصر 1075 قتيلاً، وفي عهد المجلس العسكري.. خلال عام ونصف تم حصر 438 قتيلاً، وفي عهد محمد مرسى.. خلال عام تم حصر 470 قتيلاً وفي عهد السيسي/عدلي منصور تم حصر 3248 قتيلا حتي 31 يناير 2014، فيما تم حصر عدد ضحايا فض الاعتصامين وتوابعهما.. منذ 14 اغسطس حتي 1 سبتمبر 2013 في حدود 1817 قتيلاً.
الأعداد المذكورة لاتفرق بين الشهداء سواء من المواطنين العاديين أو من الجيش والشرطة، أو من قتلي الجماعات الإرهابية.
كل الدم المصري حرام.. لكن السؤال: هل لأنه دم فهو يصدمنا ويفجعنا ويدمي قلوبنا ويهز مشاعرنا؟ فماذا عن ملايين القتلي الذين يقتلهم «مبارك» منذ عام 1981 وحتي اليوم. حيث تركهم نهباً لتفشي الأمراض الفتاكة في أنحاء الوطن لاتستثني أحداً، سوي أبناء الأكابر فقط من وزراء ورجال أعمال ومدراء وفاسدين ونحو ذلك، في مقابل سقوط الآلاف من أبناء الزبالين والبوابين والفلاحين والعمال والفقراء والمعدمين فريسة لفيروس (c) اللعين. وكان من سخريات الأقدار، أن يخرج علينا أحدهم، مرتدياً ملابس الجيش، وروج له باعتباره لواء بالجيش ويدعي اللواء «إبراهيم عبد العاطي».. وأنه نجح في اختراع جهاز عبقري لعلاج فيروس

(c) ويتندر عليه مصريون بتسميته «عبعاطي كفته»، بعد أن فشل اختراعه السحري الذي أعطي أملاً زائفاً لعلاج الفيروس، وكانت المصيبة أنه أعطي هذا الأمل في حضور كبار قادة الجيش، وفي حضور (السيسي وكان وقتها وزير دفاع ومرشحاً محتملاً للانتخابات الرئاسية! فكان ذلك مثار سخرية وتهكم - بل واتهام - الدكتور نادر فرجاني، لـ «السيسي»، ذلك أنه لم يواجه فضيحة جهاز «الكفتة»، لأن الجيش هو من روج للاختراع (!) في حينه واستثمر ذلك في الانتخابات الرئاسية، لحصد أصوات 15 مليون ناخب بحسب نادر فرجاني!
من هو القاتل الحقيقي هنا ياسادة؟ هل هو السيسي الذي سكت عن فضيحة عبعاطي وفريقه.. أم أن القاتل الحقيقي هنا هو (الرئيس) حسني مبارك؟! بوضوح أقول إنه يتعين علينا جميعا أن نتوحد ضده في بلاغات مليونية نتقدم بها إلي النائب العام ،نتهمه جميعاً بالقتل الجماعي، باعتباره كان رئيساً لكل المصريين وأنه أخلَّ بقسمه، وحنث بيمينه وتعهده بأن يصون الوطن ويحترم الدستور والقانون ،الذي شرع أساساً لأجل الحفاظ علي حياة المواطنين وصحتهم، لكنه أهدرها حينما تركهم يشربون مياه المجاري الملوثة ويتعرضون لشتي أنواع الأوبئة ويعيشون حياة غير نظيفة وغير كريمة، تقترب من حياة « الحيوانات» (واعتذر من شعبنا الصابر) حتي سقطوا ولايزالون يسقطون فريسة المرض الذي تعجز الدولة عن توفير العلاج فيه لكل هذا الكم من المصابين به والبالغ عددهم الآن بالملايين (نسبة المصابين بالمرض هي الأعلي عالمياً وتبلغ 14 في المائة في حين تبلغ في الصين 2 بالمائة).
بعد أن قرأنا: خصوم «السيسي» يحملونه مسئولية كل الدم المصري وكل ما جري منذ اندلاع الثورة، بل ويحملونه حتي مسئولية وباء تفشي علي مدار 30 عاماً، ويستخفون بمناشدته لشركات الدواء توفير «ماليون» جرعة للمصابين، ويبرئون «مبارك» من التهمة، لأنه لم يعد له حول ولاقوة.. ولأن المعركة الآن لم تعد معه، وإنما مع «الانقلاب»!
مبارك الذي «أسقطناه» أصبح بريئاً، والسيسي الذي «انتخبناه» أصبح مداناً ومتهماً، لأنه أولاً انقلابي، وثانياً لأنه لم «يفصل رأس عبعاطي الكفتجي» عن جسمه.. حتي يرتاح «معسكر الدكتور نادر فرجاني»؟! إلي هذا الحد غابت البوصلة، فاصبح البريء متهماً والقاتل يجد من يدافع عنه؟ والأسوأ من هذا أننا نفشل في القصاص من المجرم.. ونتركه حراً طليقاً خارج السجن؟إيه الـ (.....) ده؟