عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا بضيع يا «بديع»!!

بعد أن تقرأ.. حتما ستعيد قراءة ما سيلى من أبيات مرات ومرات.. سوف يريحك الشاعر حينما يعبر عنك, و«الابنودى» وإن كان شاعر الأمل والضمير والنهار الواعد والليل الشجى على مر السنين, فهو أيضا «صائغ» أحلام شعبنا والمعبر عنها هذه الأيام يقول: صابرين وصبرنا مش هيطول.. جهلك لئيم..انما فاضحك.. دقت كتير على راسنا طبول.. واحنا اللي فى الاخر نضحك!!

أشعر بك الآن والضحكة «الحذرة» تملأ رئتيك وترتسم على وجهك.. فما أكثر الباحثين عن انزياح «الغمة», اسمعك تردد: أنا مصرى ولو كمموا صوتى يوم وانخرست.. أو زادوا العقارب فيكى يوم وانقرصت.. بحبك وما زعلت منك ولا انقمصت.. بحبك يا مصر.. حتى «الإخوانيون» أنفسهم يتمنون انزياح الغمة؟ اسمعك الآن تقول إن الكاتب يوشك أن «يهرتل» وأقول لك لا بأس.. فضلا.. انتظر قليلا لتعرف من أقصد وعمن أتحدث. أتحدث عن عدد كبير من رموز»المنشقين» على الإخوان, على الأقل هناك عشرة (10) نعم عشرة من هؤلاء الرموز سوف نراهم جميعا وقد وثق «انشقاقهم» بين دفتى كتاب, يصدر قريبا للصحفى فوزى محمد عويس.. كتاب جديد يوثق تجارب ثرية لمصريين عاشوا عقودا فى كنف الجماعة وعاصروا مرشدين من طرز مختلفة, من التلمسانى ومصطفى مشهور وصولا الى مهدى عاكف ومحمد بديع, وكلهم بدرجة أو بأخرى عصفوا بمرتكزات الوطن وعاثوا فيه بأفكارهم «المرعبة», بدءا بالذى عقد الصفقات مع «السادات» لضرب الحركة الطلابية فى السبعينيات, على طريقة «بيزنس اذ بيزنس», بمعنى «نضربلك اليسار تفتح لنا الطريق لصعود الإسلاميين», حتى امتلأت مصر بالمتطرفين, الى ذلك الذى بذر بقسوة أخطر بذور التعصب والعنصرية المقيتة بين أبناء الأمة, حينما كشف عن «أفكار» الإخوان بالنسبة لوضع الأقباط فى الدولة (الإسلامية على طريقتهم) والتى لخصتها مقولته التى لن ترد على جنة: «إن الأقباط لا يدخلون الجيش ولكن يدفعون الجزية وهم صاغرون» وصولا الى ذلك المرشد الذى ما يلبث ان يخرج بالجماعة من أزمة ليدخلهم فى «هاويه» جديدة.. فهو الذى كشف امام النخبة المصرية - وفى تصريحات للزميل فوزى عويس أيضا - بأن الإخوان هدفهم أكبر من مصر.. وقال بالنص: «طز فى مصر» كان هذا المرشد يتحدث عن ان اهتمام الاخوان يتجاوز بلدا واحدا ولو كان بحجم (وطننا نحن!!) «مصر», فهم يعملون من أجل تحقيق أهداف الجماعة كونها تنظيما دوليا له فروع وتنظيمات ومكاتب فى بلدان إسلامية كثيرة, وهو نفسه المرشد الذى جعل مصر كلها تغلى وتبكى وتستنفر قبل أيام ومازالت, عندما كشف عن نية الإخوان ارتكاب «مذبحة» جديدة بحق القضاء, بخفض سن الإحالة للمعاش. هذا ما يحاك بليل, ويكشف أن المرشد الحالى ليس وحده الذى له كلمة عليا على الرئيس مرسى وانما حتى المرشد «المتقاعد» أيضا, نعم هذا ما أفاقت عليه مصر.. حتى اصبح الناس يوما بعد يوم يراكمون فى اتجاه واحد وهو البحث عن رئيس «بديل» للذى سقط فى اختبار الحكم بسرعة, وأصبح نهبا وفريسة لقرارات المرشد الحالى, والمرشد المتقاعد, ولسان حاله

يقول (أو يجأر بأعلى صوته): «أنا بضيع يا وديع»!.
لكن فوزى عويس فى كتابه الذى يصدر قريبا ويحوى 10 شهادات مهمة من بينها شهادات مطولة لمحمد حبيب وكمال الهلباوى وثروت الخرباوى ومختار نوح وإسلام الكتاتنى وعبد الجليل الشرنوبى يوثق شهادات خطيرة تدين تصرفات الجماعة من قلب الجماعة نفسها, حتى إن د. محمد حبيب يقول نصا: الإخوان لم يتعظوا من تجربة الإسلاميين فى حكم الجزائر والسودان وحماس. ويقول أيضا فى عناوين عريضة: الإخوان رشحوا الشاطر للرئاسة وكان هذا خطأ استراتيجيا لأنه يكلف الجماعة والوطن غاليا وها نحن ندفع الفاتورة. وعن النهج الثورى قال: الثورة ليست نهج الاخوان وشعبية الجماعة فى تراجع بسبب الأداء السيئ تحت قبة البرلمان. لن يحصدوا أكثر من 30٪ من المجلس المقبل. قول محمد بديع «الرئاسة أو السجن» دليل على فقدان الرؤية الإخوانية الاستراتيجية. «الحداد» هو وزير الخارجية. سأصدر كتابا قريبا أتناول فيه خفايا آخر انتخابات لمكتب الإرشاد ويتساءل: لماذا لا يحاكم مرسى على المذابح التى ارتكبت فى عهده فـ«حسنى» حوكم على قتل المتظاهرين فى 18 يوما. الأمريكيون سيعصرون مرسى حتى آخر قطرة ثم..!
أما د. كمال الهلباوى فيقول: مصر فى طريقها لتكون «دولة فاشلة».القيادة الإخوانية تتأخر فى التعامل مع الأحداث واتخاذ القرار وعندما تستيقظ تجد حبل المشنقة ملتفا حول رقابها. مرجعيات الرئيس كلها فاشلة. إن تعرضت مصر للانهيار فستكون الجماعة أكبر المتضررين. قيادات إخوانية حاليا تستعين بـ«البودى جارد» لكى يستطيعوا السير فى الشوارع!
بعد أن قرأت: أمازلت تتذكر أبيات الأبنودى أعلاه؟ لطفا أعد قراءتها مع كلمة أخيرة لمحمد حبيب الذى يقول: مصر كبيرة على الإخوان.. ودولة بحجمها لا يمكن أن تدار بالسمع والطاعة.. ورئيسها خالف الدستور وضرب بالقانون عرض الحائط واغتصب السلطة القضائية بإعلان دستورى معيب.. نختم بالخال مجددا: مش راح تحسوا برضا.. ولا يهنا ليكم عيش.. إلا إن هدمتوا القضا.. وطفيتوا نور الجيش.. وإحنا صابرين وصبرنا مش هيطول.. رجاء أعد قراءة بقية أبيات الرباعية أعلاه.