عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«ليفني».. توصيل «دليفري»

قبل أن تقرأ: ربما كان «البلكيمي» و«ونيس» هما الأكثر سعادة بين جموع تيار الإسلام السياسي، بإخوانه وسلفييه.. بالاعترفات «الليلية الساخنة» لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة جميلة جميلات الموساد «تسيبي ليفني» التي كشفت فيها أنها قامت - في سبيل الوطن - بممارسة الجنس مع سياسيين وقياديين ومسئولين مهمين.. اعترفت أن اثنين منهم هما كبير مفاوضي.. و.. وسر سعادتهما أن هذا قد يفتح باب الأمل أمامهما لخطب ود بنت عمومتهما.. ودعوتهما مستقبلاً لنيل «شرفها» وتوصيله إليهما «دليفري»، متي أمكن ذلك.

«ليفني» وعلي الرغم من أنها «عاهرة» إلا أنها عاهرة وطنية من طراز رفيع، فهي لا تتورع عن التضحية بأغلي ما عندها من أجل ما تعتقد «زوراً وبهتاناً وإثماً وعدواناً» أنه وطنها، مقارنة ببعضهم الذي يبيعون أغلي ما يوهموننا أنهم يؤمنون به من أجل «رقصة» أو «راقصة» أو خلوة غير شرعية في سيارة علي قارعة الطريق العام.. مع أن الأول كان يمكن أن يقترض قرضاً حسناً من مجلس الشعب - قبل إبطاله - ويسافر للخارج ليتجمل علي راحته، ومن دون أن يفتضح أمره في المستشفي، والثاني كان بإمكانه ذلك أيضاً لتدبير «مكان» لقضاء حاجته الملحة، بعيداً عن العيون وليس في سيارة، وإن كانت عين الله لا تغفل ولا تنام.. وسوف تحاسب «ليفني» علي الرغم من أنها فرطت في «شرفها» من أجل وطنها - كما تعتقد - كما ستحاسب «ونيس - البلكيمي» وغيرهما ممن يتاجرون بالدين ويدعون كذباً أنهم يمثلونه ويدعون للعمل بمبادئه ووفقاً لأخلاقياته، بينما يسعون وراء ملذاتهم وشهواتهم، ويطلبون لأنفسهم السلطة والنفوذ والثروة، شأنهم شأن الساسة الذين يعرفون الله علي طريقتهم، عندما يحتالون فقط لنيل أصوات الناخبين وحصد تأييد البسطاء وشراء ذمم العوام والجوعي والمطحونين.
وليت الأمر اقتصر علي هؤلاء.. ففي حياتنا العامة هناك «ليفني» دائماً وتوصيل «دليفري» أيضاً، وإذا كانت ليفني الأصلية باحت لنا باسم اثنين من كبار القادة الفتحاويين، فإننا لم نعرف بعد كم «ليفني» أخري ضاجعت حمساويين وفتحاويين أخري، فالشهداء عندنا بالجملة ووراء كل شهيد عميل أو خيانة أو مضاجعة، ووراء كل إهمال للقضية المركزية للعرب، خيانة بنفس الدرجة، فربما كان أحدهم يبيت في سرير «جولدامائير» في شبابها طبعاً، وإن كنا لا ندري هل كانت آنذاك في جمال وجاذبية ليفني.
وربما كانت الجاسوسة الحسناء «هبة سليم» تلميذة نجيبة لهما في لندن وباريس، ولا نعرف من هم المشايخ أو الساسة الذين تورطوا في مضاجعات من هذا النوع، ولا تستغربوا ذلك، فتاريخ تيارات التأسلم السياسي حافلة بـ «الريالة» علي النساء، ومؤخراً يتندر أشقاؤنا العرب علي نائب شوهد وهو «يسبح» في أحد شواطئ العراة الشهيرة.
المشكلة ليست في «الشهوة» و«الخطيئة» فللخطاة رب يحاسبهم، وللعصاة آخرة تكتب نهايتهم، وإنما المشكلة في الثمن الذي يدفعه هؤلاء لليفني وأمثالها، ويبدو أننا لم ولن نعرف أبداً.. إلا حينما «تسترجل» عاهرة مثل ليفني وتقرر أن تفضح ساسة لطالما تشدقوا وصدحوا طويلاً بأنهم مناضلون ومحاربون ومن عتاة المفاوضين، وتذكرهم لنا بالاسم.
والعنوان.. ساعتها ستكون أمام أفلام أقوي من أفلام البورنو «وأروع من سنجام» وسنكون أمام وجبة من الأفلام الثقافية المشروع مشاهدتها لأنها تمت باعتراف أبطالها، الذين يرون بالصوت والصورة كيف تمت عملية المضاجعة وأوجاعها وأوضاعها، ساعتها سنعرف بالضبط كم عدد الهكتارات المهمة التي فقدناها من الأراضي، وكم هي التنازلات السياسية التي أفرط في تقديمها المحاربون والمفاوضون الذين اقتيدوا للمفاوضات مرغمين كما تقاد الجياد في اسطبل داود.. ساعتئذ سنعرف لماذا بكي المشير العظيم محمد عبدالغني الجمسي في مفاوضات الكيلو 101 ومن الذي يعطي «الأمن» للعدو علي حساب أمننا، ولماذا كانت عملية السلام في أوسلو «أوهاماً» كما أسماها الأستاذ هيكل، وكيف وصل السم القاتل إلي يد عرفات، ليتم التخلص منه بين عشية وضحاها.
سنعرف ربما أيضاً من هو الطرف الثالث الذي خان الثورة وهو واقف بين عساكره في الميدان، يروج للشائعات، أو يؤدي تحية زائفة للشهداء، أو يأمر بضرب ثائر أو ناشط أو تفريق مظاهرات ومسيرات بالغازات المحرمة، ويأمر بفقيء عيون المتظاهرين وسحل وهتك عرض المتظاهرات وحرائر مصر، ثم يترك المجال لـ «شركائه» ليكذبوا ويدعوا أن عرض بنات مصر وحرائر مصر خط أحمر، أو يقف متمرساً خلف دبابيره ونسوره في مؤتمر صحفي مستأسداً علي أناس كل أسلحتهم أوراقاً وأقلاماً وحواسيب صغيرة نقالة، ربما نعرف خيوط المؤامرة التي تعرضنا لها، وهل كانت هناك مثلاً - وكما أشيع - أمراً وراء استدراج الزميل رضا هلال واختفائه؟.. وما علاقة المشير «أبوغزالة» بـ «لوسي أرتين»؟.. ولماذا كانت سوزان مبارك تضع محررات الصحف المكلفات بتغطية أخبار الرئاسة تحت الفحص والملاحظة والملاحقة خوفاً من «ليفني» في القصر الرئاسي؟
بعد أن قرأت: مؤسف أن تكون «ليفني» في كل مكان، لكن ليفني عندنا أخطر وأسوأ مما هي في مواخير تل أبيب، وإذا كانت ليفني الأمريكية قد أسقطت «بترايوس»، والباريسية أسقطت «ستروس كان، والسويدية أسقطت مؤسس ويكيلكس «أسانج» فإن ليفني الإسرائيلية عندنا أسقطت دولة وأضاعت قضية العرب المركزية ولازال العرض مستمراً!