عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية شعب أحبابي ..غداً ألقاكم "2"

كانوا علي موعد مع القدر .. كان الرحيل نعمة لهم وفضلاً لأنهم لم يشاركوا في جمعة تصحيح المسار.. لم يعيشوا هذا التشرذم.. لم يشاهدوا انهيار الرمزية الوطنية بازالة البلطجية لشعار الشرطة من علي واجهة وزارة الداخلية سامح الله الذين طنطنوا بالشعارات حتي كادوا أن يحرقوا القاهرة ويدمروا الوطن.

. ويكفي أن التاريخ سيظل يلاحقهم حتي بعد رحيلهم إلي دار الحق. ولنتركهم لضمائرهم ونذهب إلي الذين فقدناهم وفقدنا معهم الحكمة والرؤية والبصيرة.
* العظماء لا يموتون .. المفكرون لا يتلاشون .. المبدعون لا ينتهون ولا تطويهم الأيام. لأن مواقفهم وأعمالهم صارت جزءا من تاريخ الأمة. ولأن لهم تلامذة ومريدين سيحملون الراية ويسيرون علي الدرب. الأيام القليلة الماضية كان لي مع العمالقة لقاء طويل وذلك أثناء زيارتي لقبورهم ببورسعيد وبسيون في اطار زياراتي المستمرة لهم منذ أن رحلوا عن الحياة. أساتذني والدي مصطفي شردي الرمز والقيمة. جمال بدوي المعني والتاريخ.. سعيد عبدالخالق العطاء المتجدد. وكأني أستمع الي نبض قلوبهم وهي تدق فرحا بالثورة التي أسسوا لها وناضلوا من اجلها منذ سنين بآرائهم وأفكارهم. وقفت منكسرا أمام عظمة الله تعالي راضيا مرضيا بقضائه وقدره وانصرفت مستريح الضمير طيب النفس لأنني أتواصل مع أعظم من عرفت في حياتي لذا لم ينسني إياهم باذن الله ضجيج الحياة ودوامتها حتي ألقاهم. ولأنهم أكبر من أي كلام وأجل من أي معني وأعظم من أي عبارات لا أقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.
* شاركتهم حلم الصحافة النظيفة ونجاح أول تجربة للصحافة الحزبية اليومية. كنا جزءاً واحداً في كيان شديد الاحترام. الزملاء القيمة الكبيرة مجدي مهنا. والملاك الثائر عادل

القاضي. والمبدع فؤاد فواز ابن أخبار اليوم. يتجسد لديهم النبل في أسمي معانيه. والأدب بكل مضامينه. رموز صحفية وضعوا بأدائهم نهجا جديدا للصحافة. نماذج محترمة في مهنة لا يبدع فيها الا الشرفاء. كانوا اضافة كبيرة في بلاط صاحبة الجلالة منذ تزاملنا في مدرسة مصطفي شردي الصحفية في الثمانينيات كان كل منهم مدرسة صحفية تشهد علي شموخها الأجيال تلو الأجيال. فقدتهم جسدا طاهرا ولكنني لم أفقدهم قدرا كبيرا لا أفخر بهم وحدي. بل يفخر بهم معي زوجاتهم وأولادهم واخوتهم وكل محبيهم.
* رحلة طويلة من الكفاح في الحياة قضاها بين الألم والأمل. أصدقائي.. سعيد المسلماني اخصائي امراض النساء. المهندس جمعة جادو. عصام لطفي تاجر الموبيليا. كانوا جميعا لي أخوة أعزاء. شاركتهم حياتهم وأملهم في المستقبل وحرصهم علي التطور والنهوض بالمجتمع. فالأول كان انسانا نبيلا وعلامة مضيئة في تخصصه والثاني كان مبدعا وصديقا وحبيبا للجميع والثالث كان يبتسم للحياة ويتمسك بالأمل ويحلم بالمستقبل رغم انه لقي ربه وهو في الأربعين من عمره قضي نصفهم في صراع مع المرض رحمهم الله تعالي رحمة واسعة.

بقلم :محمود الشاذلي