رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خلاص »بح«

 

إلي كل أبناء هذا البلد، إلي كل أصحاب المطالب الفئوية والمظاهرات والاضرابات، إلي كل العمال الذين قرروا البلطجة وايقاف انتاج المصانع وابتزاز الإدارات، إلي كل الجماعات المتطرفة دينيا، إلي السلفيين والمسيحيين وعموم شعب الكنيسة، إلي السادة الأطباء وأساتذة الجامعات.. إلي عمال العقود والباحثين عن التثبيت وإلي جميع من له مطلب وقرر أن يضغط لتنفيذه الآن.. إليكم جميعا أيها السادة نقول خلاص »بح«.. فركش.. مصر شطبت واقتصادها انكمش ولم يعد لديه مقدرة علي أن تستمر بهذا الشكل، ولن أقول لكم إنكم السبب ولكنني وبالفم المليان ومعي الملايين نصرخ في وجهكم قائلين إنكم العائق الأساسي والوحيد أمام الحل.

مصر تنهار اقتصاديا. النمو توقف، الديون تزداد والفقر دخل كل بيت والسياحة انضربت أكثر من أي ضربة يمكن أن يوجهها لها الإرهاب. يا أيها السادة الكرام لو استمر الحل هكذا فلن تجدوا شيئا لتطلبوه. لو استمر الحال بهذا الشكل فلن تجدوا ما تأكلونه وستقوضوا أسس الدولة والاقتصاد. المجلس العسكري أعلن أمس الأول أرقاما واقعية تضعنا جميعا أمام المسئولية. والحالة التي وصلنا إليها تسبب فيها أساساً النظام السابق، ولكن استمرارها سببه الشعب الآن، واستمرارها معناه أن الشعب لا يريد أن يتحمل المسئولية ولا يقوي عليها. المجلس العسكري لا يريد أن يصبنا بالذعر ولكنه يقول لنا الحقيقة لأن توجه مصر هو خيار شعبها ولأن الشعب هو الذي يدير البلاد والحكومة لم تعد تدري من أين تأتي بأموال لسد الاحتياجات لشعب قرر أن ينتحر. وأنا أكرر ما قلته هنا منذ اسبوعين عن أن الشعب هو صاحب قرار الانتحار رغم الهجوم الذي تعرضت له بعد مقالاتي.

كأن الناس قررت أن تمسك بسكين وتخرج لتطالب بنصيبها من جسد مصر بلا وعي أو منطق أو خوف علي المستقبل. كل دول العالم واجهت كوارث وأزمات عبر تاريخها. وكل دروس التاريخ تؤكد أن الخروج من الأزمات كان عبر باب واحد فقط هو العمل المتواصل. العمل حتي في ظل ظروف قاسية ورواتب ضعيفة هو الذي سيحسن الظروف ويزيد الرواتب. وهذا أمر يحتاج إلي وعي وإدراك بأن الظروف التي صبرنا عليها سنين طويلة يمكن

أن نصبر عليها سنة واحدة قبل أن تتغير. وهذه المرة نحن نعلم أنها ستتغير. ولكن من أين يأتي الوعي والإدراك والمنطق والثقافة العامة والتحضر؟!

المجلس العسكري بعد كل الأرقام والحقائق السلبية التي طرحها أكد امكانية أن نخرج من عنق الزجاجة لأن المصانع موجودة والبنية الأساسية واضحة المعالم المهم هو أن نعمل. وبمناسبة العمل أرجو من الاخوة الأفاضل الذين تفرغوا في الآونة الأخيرة لتقديم بلاغات ضد أي مستثمر وأي استثمار وأي عقود أن يلتقطوا أنفاسهم وان يكفوا عن البحث عن شركات كبيرة ذات اسم وسمعة لكي يهاجموها ويرفعوا ضدها قضايا. الحمد لله يا سادة جبتوا التايهة وقرر كل المستثمرين سحب أموالهم ولم تشهد مصر دخول مليم  أحمر في الاستثمار ولن يكون هناك بناء أو تشغيل عمالة. وأنا لا أقول إن القضايا الحقيقية الواضحة لن يتم التحقيق فيها لنعيد حق مصر ولكن هناك فارقًا كبيرًا بين التحقيق والتشهير. ما هي ميزة مصر الآن أمام أي مستثمر أو صاحب رأس مال مصري أو عربي أو أجنبي.. لا شئ، رأس المال يبحث عن الربح. والربح يحتاج استقرار وأمن وأمانًا بدون اضرابات واعتصامات وفئويات ونزاعات طائفية.. والأهم هو أن رأس المال يريد أن يتم احترامه ومعاملته بعدالة وعقابه لو أخطأ بعدالة.. ونحن للأسف الشديد نصر علي أن ندمر كل شئ السيئ والجميل.. وندمر في إطار هذه الحالة الغريبة اقتصاد مصر ومستقبل مصر.