الكاستن
رحل مسعد نور أحد أشهر لاعبي كرة القدم في مصر، وابن النادي المصري الذي أمتع الجماهير وقاد فريقه في فترات صعبة في السبعينيات ثم الثمانينيات، رحل الكاستن وكما كنا نطلق عليه في بورسعيد بعد صراع طويل مع المرض. صراع لم يشاركه فيه أحد إلا قليلاً ولم يجد دعماً من الدولة ولا المحافظة إلا بطلوع الروح. والكاستن كان يرفض ان يطلب من أحد أن يساعده، ولكنه كان يتأثر نفسياً بهذا التجاهل المتعمد، كانوا يهاجمونه رغم مرضه العنيف وحاربوه في رزقه وفي منصبه في النادي والسبب هو أنه كان يرفض في السنوات الأخيرة السيطرة الواضحة للحزب الوطني علي النادي المصري، وبما أنه لم يقبل الواقع، بدأت عمليات حصاره واخراجه من النادي المصري حتي لا يتدخل في مخططات محمود المنياوي وشلة الأنس التي كانت تحيط به.
تابعت مسعد نور مثل أي شاب بورسعيدي عاشق للمصري منذ أعوام الثمانينيات، كنا نطارده في الشارع عندما نراه وكان دائماً يبتسم لنا ويسلم علينا، ثم تابعت الكاستن بعد ذلك مدرباً، والعيب الوحيد في مسعد نور انه لم يكن يجيد النفاق رغم إجادته للعب الكرة والتدريب... وفي السنوات الأخيرة أصبح الكاستن صديقاً نلتقي في رحلات صيد السمك أو في المنزل ليحكي عما يحدث ويعلق علي الرياضة والسياسة. كان همه الأخير هو أن يستقل النادي المصري عن السياسة في بورسعيد، وأن يعود نادياً رياضياً لا يتلاعب به أصحاب المصالح بعد وفاة السيد متولي، وكان الكاستن أول من شجعني علي اطلاق فعاليات كأس مصطفي شردي في بورسعيد لفرق الشباب.
فاز مسعد نور في معظم مبارياته ولكنه كان يعلم أن مباراته الأخيرة ضد المرض اللعين لها نتيجة معلنة سابقاً... كان يعلم أنه
الآن بعد أن رحل مسعد نور أعتقد أن من حقه أن ينال التكريم الذي لم ينله في حياته، هذه هي عادتنا في مصر ألا نشعر بقيمة الناس الحقيقية الا بعد ان ترحل عن الدنيا، يعيشون بيننا ويضربون أمثلة في الحب والعمل والأخلاق والشهرة... ولا نلتفت اليهم الا بعد وفاتهم ورحيلهم. رحم الله مسعد نور »كاستن« بورسعيد والنادي المصري لقد كان رياضياً خلوقاً محترماً يستحق كل تكريم يناله...