رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة أخيرة

انطلقت شرارة الحرية في قلب كل الشعوب العربية ولن تهدأ الا بعد أن تسقط الكثير من الحكام والأنظمة العربية، هذه الصحوة لم يتوقعها كل خبراء العالم في السياسة، كانوا دائما يقولون إن شعوب العالم العربي هادئة مستسلمة لقدرها وتخاف أنظمتها، واليوم يعكف كل الخبراء علي محاولة تحديد اتجاهات موجات التغيير دون معرفة فعلية أو ملامح لما يمكن أن يحدث. الشعوب العربية تحركت في اليمن ضد الديكتاتورية. الأغلبية الشيعية تحركت في البحرين ضد الأمير. الأردن تشهد مظاهرات عارمة تتزايد. وفي شمال افريقيا يتوقع البعض سقوط كل الأنظمة بالكامل بدأت بتونس ثم مصر واشتعلت الجزائر وخرج شعب ليبيا وتحرك شعب المغرب.

كل الشواهد الآن تؤكد أن الدور علي خلع الرئيس القذافي في ليبيا بعد 40 عاما في الحكم. و40 عاما هي فترة طويلة جدا في البقاء علي أي كرسي فما بالكم عندما يكون هذا الكرسي هو الرئاسة في احدي أقوي وأكبر الدول العربية اقتصاديا. ليبيا تسبح علي بحر من البترول وللأسف عندما تزورها تشعر أن القذافي عندما وصل إلي الحكم أغلق الباب خلفه فلم يدخل ليبيا أي تطوير طوال تلك السنوات. في احتفاليته الأخيرة بعيد الثورة وبداية حكمه دفع القذافي ما يقرب علي مليار دولار فاتورة الاحتفالات والضيافات وخلافه. ويقال إن ثمن الأنوار التي انتشرت في المدن وشوارعها كلفت الدولة أكثر من 250 مليون دولار، وأن شركات أجنبية تم استدعاؤها لتعمل علي مدي شهرين في تلك الاحتفالات.

ولو تجولت بالسيارة في ذلك البلد ستجد أن شعبها الطيب تحمل الكثير من الأخ العقيد ودماغه التي اضحكت علينا العالم، ليبيا لم يكن بها فنادق بإدارات محترمة. كل شيء مملوك للدولة وإدارات أشبه بما كنا نراه في فنادق درجة خامسة في قري مصر، الأسواق مليئة بالمنتجات ولكنها بلا خدمات، سيارات فارهة وشوارع خاوية كأنك في قرية بسيطة، كانت اهتمامات القذافي في السنوات الأخيرة هو أن ينصب نفسه ملكا لملوك أفريقيا وزعيما لكل الزعماء العرب علي اعتبار أنه أقدمهم في الحكم.. وكان يتفاخر بذلك.. يقيم احتفالات يجمع فيها قبائل أفريقية ليقف الجميع ويعلنوا ولاءهم لملك الملوك!!

وها هو ملك الملوك اليوم يأمر بقتل شعبه بعد أن شعر بمدي غضبهم عليه. ها هو الشعب الليبي يخرج ضد طاغية من النوع الثقيل ليغيره ويعود إلي الحياة، ليبيا وضعت أقدامها علي بدايات طريق التغيير وقد تسبق الجزائر واليمن لأن تطورات الأحداث بها أسرع من الآخرين.. لقد تغير عالمنا العربي إلي الأبد.