رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إدارة الأزمة

لن تنتهي مشاكل مصر المتراكمة طوال 30 سنة في 30 يوماً، ونحن الآن نواجه أزمة عملاقة، وهي أزمة تختلف عن أزمة الثورة التي واجهها النظام السابق بغباء شديد من بعض قياداته، ولكن لن نخوض في تلك الأزمة ودعونا ننظر للأزمة الحالية، لقد نجحت الثورة وسر نجاحها لم يكن فقط في خروج الشباب ولكن في خروج الشعب بأكمله مع هذا الشباب الرائع. السويس كانت ملحمة من البطولة والاسكندرية كانت مشعلة من الحماس وكل مدن مصر تحركت، ولكن الذي يجب أن ننظر اليه الآن هو المستقبل وما نحتاجه الآن هو التحرك سريعاً ولكن دون ارتكاب أي أخطاء، وهي معادلة صعبة ولكن ليست مستحيلة.

أهم ما يجب أن نراه الآن هو أسلوب جديد في التخاطب من أي قيادي أو مسئول مع الشعب، ثم أسلوب مختلف في الحوار بين فئات الشعب وطوائفه.. المظاهرات الفئوية التي خرجت في كل مصر تطالب بحقها تتطور وتهدد بكوارث لا يعلم أبعادها أحد.. وهي جميعاً تطالب بحقوق ولكن التوقيت خاطئ، وحتي لو استجابت بعض الوزارات أو المؤسسات لتلك المطالب فهي تفعل ذلك بشكل متعجل دون النظر الي عواقب مستقبلية سواء من حيث التكلفة أو من حيث الادارة.. النظرية السائدة الآن عند قطاعات عريضة هي الضغط حتي نحصل علي مطالبنا.. وهذه ثقافة انتهازية ولكنها نتيجة طبيعية لسنوات من الكبت والقهر وضياع الحقوق. وبالتالي نحن بحاجة الي حوار مع فئات نعلم نحن ويعلمون انهم علي حق. ونحتاج أن نقنعهم بأن التظاهر والإضراب الآن سيضيع حقوقهم وسيدمر مصر، وعندما نتحدث يجب أن نضع في اعتبارنا ان أصحاب المظالم سمعوا تصريحات كثيرة من قبل وحصلوا علي وعود من قبل، وأن كل ذلك لم يحل مشاكلهم، وبالتالي فإن أسلوب الحديث معهم يجب أن يختلف تماماً، ويجب عدم تقديم وعود وأن يكون الصدق هو عنصر الحوار والمصارحة هي أساس الحديث.

وفي مثل هذه الأحوال لا يعقل أبداً أن تخرج

وجوه سابقة لم تنفذ أي وعود لتحاول احتواء المواقف، المدير الذي يثور ضده العاملون يجب أن يتحدث شخص غيره، ويجب عليه وعلي أي مسئول أن يتعلم كلمة آسف. وأن يعترف بالخطأ أو الاخطاء.. لو شعر الناس بإمكانية الحل الصادق سيصبرون مرحلياً، وهناك طلبات في وسط الأحداث غير منطقية، وهي التي يجب أن نصارح أصحابها والشعب بها.. حاولوا أن تجعلوا الشعب جزءاً من الحل وجزءاً من الحكم حتي يشعر الناس انهم أصبحوا فعلاً جزءاً من الدولة.

الأمن العام في مصر أيضاً يحتاج الي ادارة أزمات.. دعونا نعترف ان هناك من استغل الاحداث ليس في سرقة محلات ولكن في مخالفات صارخة مستمرة.. الحكومة تعلم ان هناك الآن مخالفات بناء في المدن وفي الاراضي الزراعية.. لماذا لا يتم التحرك فوراً والقبض علي هؤلاء المخالفين؟ اذا كان السبب هو الخوف من الشعب فهذا منطق مغلوط.. الشعب ثار لإصلاح مصر، والاصلاح يأتي معه احترام القانون والالتزام به وما يحدث في مصر هو حالة فساد متفجرة، ولو بدأت الحكومة في مواجهة بعض هذه الحالات بصرامة فسوف تتوقف تلك التحركات ولو جزئياً.. مصر في أزمة ادارة وتحتاج الي صدق وشفافية وحزم شديد في القانون.. نحن لا نريد حرية بلا دولة نريد حرية واقعية ودولة لها أسس.