رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

متدين في دنيـــــــا الفن

اللهم احمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم! تذكرت تلك الحكمة الشهيرة عندما فوجئت بهجوم من فنانة ترفض أفلام الاثارة!! وكنت أتوقعها من هؤلاء الذين يدعون إلى الانحلال في أفلامهم!!

والموضوع من أوله أن «رانيا محمود يس» ابنة الفنان المحترم، قالت: إنني لا أفهم في الحرية ولا في الابداع!! والسبب هجومي على أولئك المبدعين الذين يدافعون عن «تراث أبوك» علي حد تعبيرها! والذي دفعها إلي انتقادي في موقعها الالكتروني بهذه الطريقة التي تفتقد إلى الذوق!! أنني تجرأت على ما يسمى بجهة الابداع! وكثيراً من نجومها البارزين لهم أفلام تتعارض مع الاخلاق والقيم الجميلة التي تربينا عليها كمصريين!!
وكنت أتمنى أن يكون كلام «رانيا» أكثر موضوعية، وبأسلوب راق أفضل!! وهناك مثلاً كلمة أفضل من أبوك!! ايه رأيك يا سيدتي في تعبير والدك رحمه الله! والمؤكد أنه لا يوجد انسان يستطيع أن يزايد علي موقفي في الدفاع عن تراث والدي وحبيبي واستاذي احسان عبد القدوس عليه ألف رحمة، حيث وقفت بكل قوة ضد من حاول تشويه تراثه باسم الدين! وكان لي مع أخي أحمد عبد القدوس مواقف مشهودة دفاعاً عن والدنا الغالي وتلك حكاية طويلة إذا أردت من هاجمتني أن تسمعها مني فأنا على استعداد.
وقالت رانيا محمود يس: إنني لا أفهم معنى الحرية! وهذا كلام يثير السخرية ولا يستحق الرد وأتركه للقارئ الذي يعلم أنني أفنيت عمري في التصدي للاستبداد الذي كان جاثماً على أنفاسنا حتى قيام ثورتنا العظيمة التي نجمت في الاطاحة بالنظام البائد.
وأنا بالطبع جاهل بمعنى الابداع في نظر «حضرتها»!! لأنني تجرأت وهاجمته وتلك الجبهة التي ترفع هذا الشعار البراق!! والابداع من وجهة نظري هو الفن الراقي النظيف وكنت دوماً مدافعاً عنه بقوة حيث إنني الكاتب الاسلامي الوحيد الذي يكتبه بانتظام دفاعاً عن الابداع في مواجهة المتطرفين من كل جانب.. أقصد المتشددين الدينيين والذي يرفض الفن جملة وتفصيلاً! والتطرف العلماني الذي يزعم أنه لا يجوز الحكم على الأعمال الفنية من منطلق اخلاقي أو ديني! إنما من منطلق الفن للفن!! هل هو فيلم «حلو» أم سيئ من الناحية السينمائية فقط!! وممنوع الكلام في الاخلاق وتقاليد مجتمعنا، وهذا ما أرفضه بكل قوة ولا يمكن أن يسمى

إبداعاً بل انحلالاً باسم الفن!
ويلاحظ أن تعبير «الفن النظيف» يثير المتطرفين من كل جانب! وهذا ما لاحظته وكتبت عنه أكثر من مرة فالذين يفهمون إسلامنا الجميل بطريقة خاطئة أقصد المتشددين باسم الدين يقولون: مفيش حاجة اسمها فن نظيف! وأنصار التيار العلماني من العاملين في الفن يكررون ذات التعبير: مفيش حاجة اسمها «فن نظيف» زي أهلي التزمت بالضبط وصدقت تلك الحكمة والتي تقول: الطيور على أشكالها تقع!
وفي الاسبوع الماضي نشرت رأيي في جبهة الابداع بعد الفقرة السابقة له مباشرة في باب متدين في دنيا الفن من أن الرقابة على المصنفات الفنية قررت حذف 17 مشهداً من سيناريو أحد الأفلام لأن فيها مشاهد تحتوي على قلة أدب!! فهل هذا الابداع الذي نريده! ويلاحظ أن بعض الفنانين يرفضون الرقابة على المصنفات الفنية ويطالبون بالغائها! وللأسف هؤلاء ما يسمى بجبهة الدفاع عن الابداع مع أن العديد من زملائهم يعرفون جيداً كلمة «العيب» ويحرصون على الابتعاد عنها في الأعمال الفنية التي يقدمونها.. المؤكد أنه يوجد في جبهة الابداع فنانون يعرفون الفن النظيف ويحرصون عليه، من الظلم أن نضعهم جميعاً في سلة واحدة.
وتعجبني كلمة إمام عصره الشيخ محمد الغزالي عليه ألف رحمة الذي قال إنه لا يوجد تناقض بين الفن والدين، ويشرح ذلك قائلاً: إذا حدث تعارض فسيكون هناك خطأ في أحد الجانبين.. أما أن ما نراه انحلالا باسم الفن: أو تشدد ديني يتعارض مع إسلامنا الجميل.. وصدق شيخنا العظيم فيما قاله.