رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سراي عابدين.. والخديو المفترى عليه

سراي عابدين.. مسلسل الجهل بتاريخ مصر.. ومؤلفته هبة مشاري افترت على الخديو اسماعيل حاكم مصر المستنير.. وصاحب أول مشروع نهضوي حقيقي في الشرق والعالم الثالث.. كان مشروعاً حضارياً وتعليمياً وتثقيفياً وسياسياً وقضائيا.. هذه المؤلفة لا  تعلم أن حرية الابداع تقف عند الحقيقة التاريخية لقد افترت هبة مشاري على الخديو وأمه خوشيار هانم وعمته نازلي هانم.

وكان عليها أن تقرأ تاريخ هذه المرحلة الهامة.. حيث كان الخديو المفترى عليه يؤسس دولة حديثة بالعلم والتعليم والتحديث جعلها امبراطورية مصرية تمتد من البحر المتوسط حتى حدود أوغندا والصومال وجعل من القاهرة باريس الشرق ومن الاسكندرية عروس المتوسط.
ليس من حق أي شخص أو مبدع باسم الابداع ان يغير من التاريخ ويغتال أبطاله بعمل فني ردىء ونسخة باهتة من المسلسل التركي حريم السلطان.. بأخطاء تاريخية وأحداث مفتعلة اخذت مسلسل «سراي عابدين» وسقطت به.. كمسلسل سقط بسبب خيال شطح وزيف الوقائع والتاريخ باسم الإبداع.
رسالة غاضبة.. وصلتني من عالم الاثار والتاريخ الدكتور حجاجي ابراهيم استاذ ورئيس قسم الاثار بكلية الاداب والحاصل على وسام فارس من الرئيس  الايطالي.. قال الدكتور حجاجي في رسالته الغاضبة إن أغلب ابطال المسلسل تلاميذي.. ولابد أن تعرف المؤلفة ان سراي عابدين لم تكن ماخوراً.. بل كان يتسم بالانضباط.. فهو قصر الحكم.. وما جاء بالمسلسل هو العبث نفسه.. هناك غياب تام للمادة التاريخية ويجب ايقاف هذه المهزلة لأنه يزيف التاريخ ويفتري عليه.. ما هذا التهريج جلنار شقيقة صافيناز الشركسية وكانت زوجة للخديو اسماعيل تحمل سفاحاً وتأتي الى القاهرة وتنتحل شخصية شقيقتها وتخدع الخديو كأنها زوجته!!؟؟ وتنسب الطفل اليه.. يعني الخديو كان عبيط مثلاً.. ما هذا الخيال المريض ثم تطلع علينا المؤلفة بتهريج أكثر قرفاً بأن تجعل احدى زوجات الخديو تخونه.. والعجب أن الاكتشاف يتم بأن يضع الطفل رشيد ابن الخديو على كتفه شارات الضابط الخائن أثناء اختلائه بأمه.. يا سلام أيضاً جاء في المسلسل أن الخديو اسماعيل قتل شقيقه الأكبر أحمد رفعت ليفوز بولاية العهد.. وهذا غير صحيح بالمرة.. فالأمير أحمد رفعت مات غريقاً عند كفر الزيات عندما سقطت عربته في النيل وهو عائد من الاسكندرية.. ونجا من الغرق الامراء الذين كانوا معه لأنه كان بدينا.. جهل تاريخي آخر.. عندما تذكر المؤلفة أن الخديو قتل أخاه مصطفى باشا فاضل بالسم حتى لا ينافسه على العرش ثم نجدها في حلقة أخرى ترسله الى استنبول.. رغم أن هذه الواقعة لم تحدث أصلاً.. ثم يصل التخريف والجهل بالتاريخ وتزييفه أنها جعلت العمة

باشا «نازلي هانم» عمة الخديو تعشق سايس خيل بالقصر وتسميه أدهم.. وتجعل الخديو اسماعيل يضبطهما ويطلق  عليهما الرصاص من مسدسه ويحرقهما بالكشك المختليان به.. الذي لا تعرفه هبة مشاري أن العمة باشا نازلي هانم عاشت أكثر من تسعين عاماً.. وكانت تشرف وهى في هذه السن على بناء مسجدها على النيل بنفسها يومياً وأطلق العامة عليه مسجد العجوزة بل سمى الحي كله حتى الآن باسم العجوزة وهذه العجوزة هي العمة باشا نازلي هانم.. ثم شطح خيالها على الملك فؤاد.. فقامت بقتله بالسم وهو طفل.. ولم تعرف حتى الآن أن الامير فؤاد اصبح ملكاً وحكم مصر حتى عام 1937 وهو والد الملك فاروق.
هذا المسلسل جريمة في حق الإبداع والفن والتاريخ.. وافتراء على واحد من أفضل حكام مصر استنارة الخديو اسماعيل أو حاكم ألغى الرق والعبودية.. وأول حاكم اهتم بالقضاء على الامية والتعليم وزرع المدارس في ربوع البلاد ويكفي ان عدد تلاميذ التعليم الأولي سنة 1875 بلغ 120 ألف تلميذ بالاضافة الى المدارس الاجنبية التي اقامها وضمت عشرة آلاف تلميذ.. وهو الذي أسس التعليم العالي الحديث وعرفت مصر في عهده المدارس العليا «الكليات الآن» مثل مدرسة الحقوق والآثار والمحاسبة والزراعة والفنون ومدرسة الألسن بالاضافة الى الطب والهندسة.. وهو اول حاكم يفصل بين السلطات ويؤسس هيئة الوزراء والبرلمان ونظام القضاء المصري الحديث.. والصحف والمسرح بل وانشأ القضاء الاداري تحت اسم مجلس الدولة في 24 ابريل 1879.. واختصاصاته هي نفس اختصاصات مجلس الدولة الحالي.
هذا هو الخديو اسماعيل المفترى عليه وأمه خوشيار المفترى عليها والتي قامت ببناء مسجد الرفاعي.. سراي عابدين.. هبة مشاري افترت عليه وانتهت رسالة الدكتور حجاجي الغاضبة.