رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القاهرة.. الصومال.. قندهار.. والدكتور الجنزوري

قبل أن تتحول مصر أم الدنيا أقدم دولة عرفها تاريخ البشرية إلي الصومال أو لبنان.. وتصبح القاهرة مقديشيو أو بيروت أو قندهار في أفغانستان.. المشهد الحالي مخيف قوى متناحرة.. ثوار شرفاء يريدون استرداد ثورتهم ممن يحاولون سرقتها.. وتيارات دينية تريد سرقة الثورة والتهام كعكة الوطن والوصول

إلي السلطة والحكم بأي شكل وطريقة وتدخلنا فى نفق مظلم ومستقبل محكوم عليه بالعنف بسبب هذه التيارات الممولة بالدولارات والريالات والدراهم.. الوهابيون يحلمون بحكم مصر وتقزيم دورها الإقليمى وتقليص دورها الدولي حالمين بسقوطها والاستيلاء علي مكانتها والقضاء علي حلم الديمقراطية حتي لا تمد إلي شعوبهم وتهدد حكم العائلة والقبيلة والعشيرة.. ومخابرات أجنبية من كل شكل ولون تلعب في شوارع القاهرة لتعيد المشهد الذي حدث ويحدث في بيروت بلبنان ومقديشيو في الصومال وكابول في أفغانستان واقتصاد مصر ينهار يوم بعد يوم وانفلات أمني يهدد المواطن المصري، هذا هو المشهد الذي نعيشه الآن وتستيقظ عليه  مصر المحروسة.
عشرة شهور مضت علي الثورة ونحن نسير محلك سر، عشرات من الأخطاء والخطايا وقع فيها المجلس العسكري الحالي كان أولها أنه وضع ثقته في تيار سياسي ديني معروف طوال تاريخه بصفقاته وانقلاباته علي من يعقد معهم الصفقات السياسية.. تيار لا يري إلا مصلحته ولو علي جثة الوطن.. المسئول الآن أمام الشعب المصري عما حدث ويحدث الآن هو المجلس العسكري ومعه جماعة الإخوان والتيار المتأسلم الذي يتاجر باسم الدين.. المعروف أنك إذا أردت أن تشرع في بناء عمارة أو بناية قوية عليك أولا بالمهندسين الأكفاء الذين يضعون الأساس القوي السليم حتي لا تنهار العمارة علي سكانها وإذا أردت أن تبني دولة فأساسها المتين هو الدستور الذي يضعه جهابذة وأساطين القانون الدستوري  وعلماء السياسة كما فعل الملك فؤاد عندما تم وضع دستور  1923 وليست لجنة صبحي صالح المحامي العادي جدا والصول السابق في البحرية فأوقعونا في مستنقع تغوص أقدامنا فيه وأزمة سياسية وانهيار اقتصادي وانفلات أمني فقام الشباب يسترد ثورته الذي صنعها بدمائه وأرواح شهدائه وأخيرا ضاع في الطريق الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المسكين الذي ظلم نفسه وأظن أنه سيتكلم يوما عمل حدث معه بل سيصبح عليه لزاما أن يتكلم ليكشف الحقيقة للتاريخ فالرجل لم تكن لديه صلاحيات حقيقية بل أرادوه خيال مآتة وكبش فداء إذا لزم الأمر.. الدكتور شرف ومعه الدكتور يحيي الجمل كانا يريدان الدستور أولا أشياء كثيرة طلبوها لكنها قوبلت بالرفض خطا الدكتور شرف أنه لم يخرج إلي الشعب ليقول حقيقة ما كان يحدث معه في وزارته فظلم الرجل نفسه وظلم الثوار معه أخرج يا دكتور شرف وقل كلمتك

للتاريخ ونحن في انتظار مذكراتك.
أخيرا جاءوا بالدكتور الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق ولقد عرفت الرجل باعتبارى محررا برلمانيا لأخبار اليوم تسعة وعشرين عاماً عرفته وزيرا ونائبا لرئيس الوزراء ورئيس الحكومة.. رجلا لا يقبل النقد بسهولة خاصة الصحافة والدليل علي ذلك ما فعله مع الزميل عادل حمودة الذي أقصاه من مجلة روزاليوسف.. ولكن الرجل والحق يقال شديد الكبرياء تعرض لمؤامرة كبيرة من مراكز القوي والفساد في حكومته وكانوا مفروضين عليه وعلي رأسهم المرحوم كمال الشاذلي والدكتور محمد إبراهيم سليمان والدكتور يوسف بطرس غالي وحبيب العادلى وكان يعاملهم بحزم وكانوا يحركون ضده نواب الحزب الوطني لإحراجه، صحيح كان الجنزوري من رجال النظام السابق ولكن كان مكروها منهم فالرجل بحق كان أنظف منهم يدا.. الدنيا اتغيرت يا دكتور جنزورى عقلية المجلس العسكري لن تتغير فهل يمكنك أن تظل علي كبريائك وتحافظ علي كرامتك وتحصل علي صلاحيتك كاملة وتخرج علينا لتقول لنا الحقيقة إذا ما تم إرغامك علي شىء لا يقبله الثوار والشعب إذا اختلفت مع المجلس العسكري وهو ما لم يستطع أن يفعله الدكتور شرف وارتضي السقوط مظلوما.. هل ستستجيب إلي اللجنة الاستشارية المحترمة المكونة من أكابر السياسيين وتجعلها درعا تحميك من العسكر أم أن كبريائك وكرامتك لن تسمح.. هل ستنجح يا دكتور جنزوري في وضع حد أقصي للأجور وحد أدني.. هل ستنجح في هيكلة وزارة الداخلية وتضع على رأسها رجل قانون سياسيا وحازما وتنجح في إعادة الأمن المفقود.. هل ستستجيب يا دكتور للنقد اللاذع في الصحافة والإعلام بعد أن حطم الشعب حائط الخوف وتصبح رجل دولة بحق وحقيقي. إذا كنت ستنجح في الإجابة عن هذه الاسئلة المطروحة في الشارع المصري..  ستكون رئيس حكومة بجد وهذا ما نريده.