البيان التالى.. إكلينيكياً!
هذا اليوم ليس يوماً عادياً من أيام السنة وهذه الليلة التى تسبقه هى ليلة الأمل فى عودة حق شهداء 25 يناير بعد طول انتظار، الكل يقف فى ميدان التحرير وسط حر وظمأ يوم رمضانى عصيب يدعو لأن تكون الليلة هى حفل إفطار جماعى لكل أبناء الثورة، وانتظاراً لبزوغ فجر يوم 3 أغسطس، يوم محاكمة الرئيس المخلوع وهو أول رئيس عربى يحاكمه شعبه، الكل يتنافس ويعد الدقائق والثوانى قبل الساعات فى انتظار أن يجد الرئيس المخلوع وهو داخل قفص الاتهام، أمهات الشهداء قلوبهن تنتفض فى انتظار اليوم الموعود، يوم القصاص لدم أبنائهن الذين استشهدوا فى ساحات شوارع مصر الثورة، الكل يتأهب فى الحضور لحفل الإفطار الجماعى، الجميع يقوم بإحضار علب الطعام والماء من أجل أن يجلس هذه الليلة الموعودة فى انتظار فجر غداة محاكمة مبارك، الذى كان يظن أنه يحتمى بعزبة شرم الشيخ «مدينة شرم الشيخ المصرية حالياً»، الشباب يوزع أكياس التمر وزجاجات المياه المعدنية على الأهالى من أبناء الشعب المصرى الذين احتشدوا فى ميدان التحرير، الكل يتسابق فى الخدمة وقلوبهم تمتلئ شوقاً من أجل أن تمر هذه الليلة بسلام ليشاهدوا الرئيس المخلوع مريضاً كان أو صحيحاً وهو يرد على أسئلة القضاة، ويشار عليه بلفظ المتهم محمد حسنى مبارك، الكل ينتظر هذه اللحظات، الإفطار مر سريعاً وكأن الشبع ملأ قلوب الجميع فى انتظار صيام اليوم الموعود، جميع قنوات التليفزيون المصرى وأصدقائها من القنوات الخاصة والقنوات العربية والكاميرات تنتشر فى كل مكان وفى كل موقع أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، فى ميدان الأربعين بالسويس وداخل طرقات شوارع شرم الشيخ، الكل ينتظر الغد الموعود، لهيب الحماس يشتعل كلما اقتربت ساعات الانتظار وقبيل منتصف الليل بقليل يشتد الهتاف «القصاص.. القصاص»، الكل يضع يده على قلبه من أجل أن تمر الليلة بسلام دون شائعات عن وفاة الرئيس أو رحيله خارج البلاد أو تعرضه لغيبوبة مميتة.. الجميع لا يريد تلك الشائعات رغم مرور عدد من أصحاب الأجندات الخاصة بين المتظاهرين لبث