رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المؤامرة من القديسين إلى سيناء

هل تتذكرون حضراتكم الهجوم الإرهابي الوحشي الذي ضرب مصر ليلة رأس السنة الميلادية؟؟. بالطبع إنه الهجوم الذي تعرضت له كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وأشعل نيران فتنة طائفية لم يطفئها إلا الله تعالى.

هذا الهجوم كان دخيلا على مصر لأن الأحداث الطائفية في المحروسة لم تكن تزيد عن نزاع فردي يتحول إلى اشتباكات مسلحة يسقط فيها قتلى من هنا وهناك، ولكن أن يتم التخطيط لضرب كنيسة بسيارة أو بقنبلة أو بعبوة ناسفة فهذا ليس تخطيطا داخليا من متطرفين، بل هو تخطيط خارجي ممن يريدون إشعال مصر.

ظلت مصر على صفيح ساخن على مدار أكثر من أسبوعين بعد هجوم القديسين، وكان الشغل الشاغل لوزارة الداخلية وأجهزة الأمن بل وأجهزة الدولة كلها نزع فتيل الأزمة ومحاولة الوصول إلى الجناة، لم تكد مصر "تشم نفسها" حتى خرجت الدعوة إلى مسيرة 25 يناير التي تحولت إلى يوم غضب في 28 يناير ثم إلى ثورة شعبية استمرت 18 يوما حتى تنحى الرئيس السابق حسني مبارك.

ربما يسأل القارئ نفسه الآن: وما هي العلاقة بين تفجير القديسين والثورة المصرية؟؟، أقول بمنتهى الصراحة والحزن معا إن العلاقة واضحة لأن الأيادي الخارجية القذرة لعبت بمقدرات الوطن ولا تزال تلعب بها، وما حدث ويحدث في سيناء خير دليل على ذلك.

 

ما أقوله ليس دفاعا عن مبارك ونظامه،النظام كان يستحق السقوط، ولكن مصر لا تستحق هذا المصير.
 

ثورة يناير كانت شعبية شاركت فيها كل فئات الشعب، ولكن هناك ممن دعوا إليها وخططوا لها وأداروها كانت لهم أهداف أبعد كثيرا من سقوط مبارك ونظامه، الهدف هو سقوط مصر، وبالأحرى توريطها في نزاع أو حرب إقليمية إضافة إلى محاولة تقسيمها طائفيا.

هل تخيل أحد من المصريين الشرفاء الذين شاركوا في الثورة أن تتعرض أقسام الشرطة إلى هجوم منظم مساء 28 يناير؟، هل كان أحد يتوقع أن تتعرض السجون لهجوم منظم آخر تستخدم فيه أسلحة غير موجودة في مصر ويتم من خلال هذا الهجوم تهريب عناصر لحزب الله وحماس تصل إلى الحدود في زمن قياسي؟، هل كان اقتحام مقار أمن الدولة في معظم محافظات مصر بالصدفة البحتة؟، لمصلحة من الفراغ الأمني الذي شهدته مصر منذ 28 يناير وحتى وقتنا هذا؟؟.

أنا لا أدافع عن الشرطة أو أمن الدولة، فهناك تجاوزات تصل إلى حد الجرائم في هذا القطاع، ولكن تلك الجرائم لا تبرر أبدا حملة تخوين الكل، ولا تبرر أبدا أن تعيش مصر بدون شرطة أو أمن دولة. تلك الحملة يدفع الوطن ثمنها حاليا. الثوار والإعلام سامحهم الله، زيّنوا صدور من هاجموا الأقسام والسجون بوسام الشهادة، ووصفوا من دافعوا عن الأقسام بأنهم مجرمون يستحقون الإعدام. ما الذي جنته مصر من كل ذلك؟؟.

الذي جنته مصر هو الإضرار بأمنها القومي وأمن المواطنين، هجمات لا مثيل لها على الأقسام والسجون، وشرطة مقيدة لا تستطيع التعامل لأنها لو تعاملت بشدة ستكون هي المجرم والجاني هو الشهيد. انظروا إلى الفراغ الأمني في سيناء ولمصلحة من هذا الفراغ؟، هل كان أحد يجرؤ على تفجير خطوط تصدير الغاز في سيناء 5 أو 6 مرات كما حدث بعد الثورة، هل كان أحد يجرؤ على مهاجمة قسم شرطة العريش ب50 سيارة تحمل 150 شخص من بينهم "فلسطينيون" في معركة استمرت 9 ساعات؟، هل كان أحد يجرؤ الحديث عن سيناء بأنها أرض للجهاد ضد إٍسرائيل؟.
وليت الأمر توقف عند الشرطة وأمن الدولة، ووصلت الطامة الكبرى للهجوم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتخوينه ووصفه بأنه من أتباع مبارك، والخروج في مسيرة لإسقاطه، والانتقال إلى مرحلة جديدة من خلال التشكيك في القضاء والتهديد بفرق اغتيالات، والسؤال هو: لمصلحة من كل ذلك؟.

هناك من يريدون توريطنا في نزاع عسكري مع إسرائيل بينما لا تزال مصر منهكة القوى في أعقاب ثورتها على النظام، هل لاحظ أحد أن الهجوم على إيلات وما تبعه من اعتداء إسرائيلي على حدودنا جاء بعد إعلان المجلس العسكري والحكومة عن خطة لتوطين مليون مواطن في سيناء الحبيبة بعد سنوات من التجاهل؟؟.
من حق شهداء سيناء علينا أن نوفيهم حقوقهم كاملة، ولكن من حق مصر أيضا ألا تدخل حربا بالوكالة وألا تدفع الثمن وحدها، والآخرون لم يفكروا يوما في إطلاق رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني.

من حق مصر أن تقف ندا بند ورأسا برأس أمام إسرائيل، ولكن وفقا لمصالحها الخاصة، وليس وفقا لأجندات أخرى تعمل ليلا ونهارا على التسخين والمطالبة بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد في هذا التوقيت.

مصر خط أحمر أمام أعداء الداخل والخارج، وسيظل أبناؤها "الشرفاء" بإذن الله في رباط إلى يوم الدين.