رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ارفع رأسك فوق.. أنت مصري

أحلامي لمصر

كمواطن مصري أحلم بدولة ديمقراطية مدنية تحقق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة لجميع المصريين وأعتقد أن بيان »الوفد« الصادر أول أمس وضع مانفستو عمل لتحقيق هذه الأحلام ويتضمن تشكيل مجلس رئاسي مؤقت وحل مجلسي الشعب والشوري واقرار التعديلات الدستورية للمواد 76 و77 و88 و93 و189 من الدستور الحالي وإصدار تعديلات قوانين مباشرة الحقوق السياسية علي أساس ديمقراطي مع ضمانات النزاهة وإجراء انتخابات بنظام القائمة النسبية وحرية تأسيس الأحزاب بمجرد الإخطار والاسراع في تحقيقات أحداث 28 يناير و2 فبراير وسرعة محاكمة المتهمين فيها، وقف العمل بقانون الطوارئ، الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ثم انتخاب جمعية وطنية لإنشاء دستور جديد بعد انتخاب الرئيس الجديد مباشرة واستقالة الرئيس من الحزب المنتمي له فورا وهناك أحلام عامة مثل:

1- لابد أن تكون الانتخابات بالرقم القومي والسماح للعاملين بالخارج بالادلاء بأصواتهم.

2- لابد من تقليص مهام رئيس الجمهورية وألا تكون سلطاته إلهية حتي لا نعود لعبادة الحاكم الفرد المطلق وأن تتم محاسبته هو وأسرته أو أي مسئول من الوزير حتي أصغر موظف بالدولة وفق القوانين والرقابة البرلمانية والتشريعية وإعمال مبدأ الفصل بين السلطات.

3- منع تعليق صور الرئيس في المصالح أو المؤسسات والوزارات وأقسام الشرطة فهذا لا يحدث إلا في الدول المتخلفة مثل مصر قبل 25 يناير.

4- لابد من فصل سلطات التحقيق عن سلطات الاتهام وأن تتحول تبعية السجون لوزارة العدل.

دموع الفرح

مساء جمعة »الخلاص« الساعة الخامسة والنصف أمام ماسبيرو كنت وسط بحر من شباب المتظاهرين يحاصرون »تليفزيون أنس الفقي« الذي روع المصريين ومارس أبشع أنواع الكذب والتضليل وطعن ثوار مصر بخناجره المسمومة واتهمهم بما لم يرد علي لسان أعدي أعدائهم فجعلهم عملاء وخونة ويعملون لصالح أجندات واعتقد أن التحقيقات ستكشف ما فعله »الفقي« في هذه الفترة بتعمد وفكر جهمني وممارسات جوبلزية - نسبة إلي جوبلز وزير دعاية هتلر - وبهذه المناسبة أجبر محمود سعد الذي رفض المشاركة في خطط تضليل وكذب الفقي والمناوي وكذلك أحيي المذيعتين الشريفتين سهي النقاش وشهيرة أمين اللتين قدمتا استقالتمهما وضحتا بكل شيء أمام غضب الفقي عليها بعد أن رفضتا الطعن في شباب مصر من الثوار الذين وقفوا علي مدد الشوف يرددون منذ الصباح هتافًا ذا مغزي« الجزيرة فين.. الكدبين أهم، في اشارة واضحة لانفصال هذا الاعلام عن ضمير أمته وأوجاع الشعب وأحلامه في الحرية. وظل هذا الهتاف هو المفضل حتي قبيل الساعة السادسة بدقائق حيث تحركت مع زوجتي وأصدقاء عادوا من الخارج للمشاركة في الثورة، الزميلة منال قابيل المقيمة في إسبانيا والتي لم أرها منذ تخرجنا - حوالي 24 عامًا - إلا في نفس اليوم وعبدالرازق عكاشة المقيم في فرنسا والذي عاد بعد جمعة الغضب. كنا جميعا نشعر باليأس والاحباط من خطاب مبارك مساء الخميس وأجمعنا أننا أمام رجل مسن مجنون ومختل عقليا ونفسيا وقلت لهم إنني شعرت في خطابه الركيك وطريقة نطقه المعوقة للحروف والمونتاج السيئ للخطاب بأنني أمام خطاب نيرون قبل حرق روما لكنه هنا بلا عزف لأن مبارك يكره الموسيقي أصلا وأنني هنا أمام راسبوتين في دهائه وشاوشسيكو في استبداده وغطرسته وغروره واجمعنا أننا علي شفا حفرة من الهلاك إذا استمر هذا الرجل وأن مصر كلها ستخرج غدًا السبت في ثورة عارمة لا يحمد عقباها. كنا نتحرك للتحرير وتذكرت أنني لم أتناول الطعام منذ الصباح فقال لي صديقي »تعالي نأكل طعمية وكشري مع الشباب في التحرير ولا أنت عايز كنتاكي واجندة«؟ وضحك لكنني لم أضحك لأنني كنت شاردًا فيما سيحدث غدًا وفجأة وجدت خلفي مظاهرة قادمة من أمام ماسبيرو للتحرير تردد في نفس واحد »يارب.. يارب.. يارب« واستغربت الهتاف وسألت صديقي لماذا لا يكملون الدعاء فيقولون »يارب خده.. يارب خلصنا« فقالت زوجتي ما هو ربنا عارف اللي جواهم وجوانا وأخذنا نردد معهم يارب، يارب لمدة دقائق وما أن وصلنا أسفل كوبري أكتوبر بالقرب من ميدان عبدالمنعم رياض حتي وجدنا من يهتف في فرح »إن. مبارك مشي.. مبارك غار« ولم أصدق فوجدت أحدهم يفتح سيارة تاكسي ويسمع الراديو فسألته فإذا به يقفز ويحتضني وهو يردد مبارك مشي.. سليمان قال بيان من رئاسة الجمهورية.. وفجأة الكل صار في واحد.. الجميع يهنئي الجميع في احضان وقبلات.. يا الله هل هذه كانت أسرع استجابة من السماء بعد صيحة يارب أم أنها دعاء المظاليم الذي زلزل أبواب السماء ووصل لسدرة المنتهي وكانت انفراجة الكرب ونصرة ثورة مصر المقهورة، المهوبة، المذبوحة علي أبواب قصر القيصر الديكتاتور مبارك وعائلته؟!

6- لابد من إعادة هيكلة مؤسسة الشرطة ووزارة الداخلية وهيئاتها ومديرياتها وأقسامها وفق رؤية جديدة تمامًا تنطلق من خدمة الشعب ومبادئ حقوق الإنسان واحترام المواطن وحريته وسيادته في وطنه والتخلص من تراث القهر والاستبداد والاستعباد الذي عاملت به الشرطة المواطن طوال العقود الماضية ولكي يحدث ذلك لابد من تغيير مناهج كلية الشرطة والمعاهد الشرطية وتعليم طالب الشرطة مناهج أخري تحتوي علي مواد علم النفس والاجتماع والسياسة والأخلاق والتاريخ والدين وبالاضافة للقانون ولابد من الغاء جهاز أمن الدولة وتحويله إلي جهاز أشبه بالـF.B.I في أمريكا ويتولي جهاز الأمن العام حماية المجتمع من الجرائم الجنائية والاجتماعية وإلغاء فكرة الأمن السياسي أو البوليس السياسي الذي ورثه جهاز أمن الدولة من عصور القهر وقصف الحريات والتنكيل بالمعارضين للنظام الحاكم وصار أمن الدولة دولة أخري أقوي من الدولة نفسها وطاردت وسحقت المعارضين وتدخلت في كل المصالح والهيئات حتي أنهم كانوا يتحكمون في تعيين الوزراء والمحافظين بل ورؤساء تحرير الصحف المسماة قومية زورًا، ولكي يحدث كل ذلك لابد من اطلاق اسم الشرطة المدنية علي وزارة الداخلية وإلغاء جهاز الأمن المركزي الذي ينفق المليارات وقد ثبت خلال تجليات الثورة أن المصريين شعب متحضر

وأن سبب فساد وفوضي الأمن في الشوارع كان الأمن نفسه وتصرفات القيادات الفاسدة من جهاز الشرطة الذين عاثوا في البلد فساداً بالرشاوي وشلل الأقارب والابناء والاتاوات وللأسف معظم أفراد الشرطة كانوا ضحية أقلية من هؤلاء الفاسدين.

أحلم بمصر خالية من الرشوة أو الواسطة أو الكرسي أو ما يسمي بالاكراميات وأحلم بتطبيق مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب وأهل الكفاءة والخبرة لا أهل الثقة والحظوة.

أحلم بالقضاء الناجز والثواب والعقاب.

أحلم بانتخاب المحافظين في كل اقليم وكذلك العمد في المدن والقري والاحياء ليكون ولاء حاكم الاقليم لشعب الاقليم يخلص في خدمته ولا يكون ولاؤه للرئيس واحلم باستقلالية الادارة عن المركزية حتي تتحقق العدالة لابناء الريف وبحري وقبلي.

أحلم بتعليم خال من الدروس الخصوصية ومناهج تشجع الابداع والتفكير النقدي واحلم بمدرسة تصنع اجيالا للمستقبل.

احلم بشوارع نظيفة وكوب ماء نقي وعلاج يغطي كل الفقراء ومستشفيات لا تطرد المرضي وخبز من زرع ايدينا.

احلم باكتفاء ذاتي من القمح بل وتصديره مثل دول قريبة منا.

احلم بعودة مجد مصر الزراعي وعودة الفلاح لأرضه.

احلم بمصانع وتكنولوجيا ومواهب مثل شباب 25 يناير ترفع اسم مصر في كل المجالات.

احلم بصحافة حرة واعلام وطني مستقل لا يسمح باسم الحاكم بل يضع الشعب قبل الحاكم لان الحاكم خادم للشعب.

أحلم بزوال عبارة انت ماتعرفش انا مين ولا ابن مين، هذه عبارة من متحف التاريخ قبل 25 يناير 2011.

أحلم بمثقفين وعلماء وادباء وفنانين وشعراء يرسمون بخيالهم مستقبل أمة ويحلقون بابداعهم في افاق الحق والخير والجمال والحرية والانسانية ويصلون للعالمية ليرفعوا اسم مصر خفاقاً عالياً.

أحلم بعدم رؤية صورة رئيس تلح علي كل صباح في صدر الصفحات الأولي وعدم قراءة أي نفاق لأي مسئول مهما عظم، واحلم بعدم قراءة مقالات المتحولين والقافزين لسفينة الثورة وعهد الحرية الجديد وعلي سبيل المثال لا الحصر عبد المنعم سعيد لا أنسي له عبارة بعد 28 يناير عندما قال ان المتظاهرين يمارسون استبداداً جديداً لم نسمع عنه هو نفسه الذي اشاد بثورة الشباب أول امس في الاهرام ومدحها بعد سقوط مبارك، وهناك من أطلق عليها ثورة حرامية وثورة عملاء لاجندات خارجية ثم من تحولوا منذ ثلاثة أيام فقط، وهناك الاعلامية التي كانت مسئولة عن حملة دعاية جمال مبارك هي وزوجها وأخوه ثم ظهرت تبكي في التليفزيون وتقول أنا فخورة انني مصرية اما الاعلامي البدين فقد سخر من شعار الشعب يريد اسقاط النظام وحذر الثوار من الاستمرار في ميدان التحرير لان ذلك معناه فوضي واخذ يندب في كل البرامج كل عدة دقائق وبعد سقوط مبارك قال أنا كنت أتوقع انهم سينجحون أين انت يا حمرة الخجل.

ثورة غيرت العالم

من الان اتمني من واضعي منهج التاريخ الحديث في مصر وضع خطاب أوباما عن ثورة 25 يناير في مقدمة هذا الفصل الذهبي من تاريخ مصر، لقد نشرت خطبته في صدر كبريات الصحف العالمية وكانت مثار تحليل اكثر من مائة الف صحيفة في العالم ومنذ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق لم يحظ بلد في العالم بكل هذا الاهتمام، قال أوباما كلاما اقشعر له بدني »هذه الثورة ألهمتنا، اليوم هو يوم الشعب المصري الذي غير العالم بثورته السلمية، هذه الثورة هي أول ثورة سلمية تغير نظاماً لم يرض عنه الشعب«.

الملاحظ أنه نطق كلمة سلمية بالعربية والانجليزية. وقال هذه الثورة كان فيها المسلم بجوار المسيحي واحدهما يصلي والاخر يحميه، ثورة بحثت عن العدالة بلا عنف، ثورة القوة الاخلاقية، لقد سمعت شابا يقول أحس الأن لاول مرة ان لي قيمة وقال ساركوزي »لقد أعاد ابناء الفراعنة مجدهم القديم في ثورة هي الأهم في العصر الحديث« وقالت ميركل »هذه الثورة تشبه سقوط سور برلين وانتهاء الاشتراكيية من العالم«.

آخر الكلام: ارفع رأسك فوق.. انت مصري

أحلي الكلام: علي لسان الرسام الجميل حلمي التوني.. سلاما للشهداء الشهيدة سالي زهران جان دارك مصر

[email protected]