رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سن إبرة

 

في زمن الاذاعات الخاصة عند بدء دخول الراديو مصر، كان تجار المخدرات يستغلونها لتسيير أعمالهم.. من خلال تبادل إهداء أغنيتين مقابل مبالغ زهيدة: "في الجو غيم" و"الجو رايق وصافي" لصالح عبد الحي ومحمد عبد الوهاب. فإذا كان موعد التسليم كما هو دون تغيير.. أهدي "عباس أبو شفتورة" المعلم "حنكورة" أغنية "الجو رايق وصافي" لتتم الصفقة.. وإذا كانت الشرطة نشطة  تبدل الإهداء لأغنية "في الجو غيم" فيتم التأجيل لموعد آخر!! وهذا بالضبط هو ما قام به أنس الفقي.. عندما أمر المذيعين أن يحذروا شباب التحرير بضرورة مغادرة الميدان لأن "مجموعات إثارية" سوف تهجم عليهم بكور النار. ولم يكن هذا تحذيرا بقدر ما هو تحديد لساعة الصفر للبلطجية الذين تم تكليفهم بالهجوم علي الثوار، وتأكيدا لأن أحدا لن يوقفهم. ولم يكن التحذير المزعوم سوي عملية ضغط علي الأهالي لسحب أبنائهم من الميدان، وتخويف أكبر عدد منهم ليغادروه بالفعل، حتي إذا ما هجم البلطجية وجدوا عددا أقل وسهلت مهمتهم. ولا يمكن أن يقوم الرجل بذلك دون توجيهات من أعلي.. قد تكون من مبارك ذاته أو علي الأقل من وريثه الشؤم جمال. تماما كما أن السفاح حبيب العادلي لا يملك قرار إطلاق النار دون صدور التوجيهات من الرئيس مبارك شخصيا.

والحقيقة الأخيرة أملك عليها دليلا رأيته بعيني.. عندما قادتنا دعوة للعشاء وجهها لي اسماعيل صالح مدير سابق لاعلانات "الوفد" عام 86 .. لمتابعة تمرد الأمن المركزي لحظة بلحظة.. يومها شاهدت بعيني وزير الداخلية أحمد

رشدي يصدر أمرا صريحا لأحد مساعديه وقواته الخاصة بضرب "طلقات الرش" علي أقدام الجنود الذين حاصروا الفنادق السياحية والقبض عليهم.. فرفض الرجل وقال إن لديه تعليمات من جهة أعلي بعدم إطلاق أي طلقة!! وبعيدا عن أن لغز تمرد الأمن المركزي عام 86 لم يكشف بعد.. يبقي أن تلك الواقعة تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن وزير الداخلية هو الرجل الثاني في المسئولية عن أمر إطلاق النار.. بل إنه قد يكون لا دور له إذا ما اتصلت الجهة الأعلي وهي الرئاسة بقيادات الداخلية وأعطتها هي التعليمات مباشرة!! وعليه فاعلموا ياشباب الثورة أن عدم إدخال مبارك وابنه جمال وأنس الفقي متهمين مع العادلي في قضية قتل المتظاهرين حتي اليوم.. يعني أنه "في الجو غيم" علي الثورة وشبابها.. و"الجو رايق وصافي" علي قائد الثورة المضادة.. صبي صلاح نصر الذي مازال حرا طليقا لم تمسسه يد العدالة.. رغم أنه أخطر علي مصر وثورتها من كل من هم في السجون!!