شيماء عادل وأزمة مهنية صحفية مستمرة ومتوالية
مهنة البحث عن المتاعب هكذا اطلقوا على الصحافة.وانها كذلك لمن يحبها وليست كذلك لكل من يمتطيها.وانها مغرية وشيقة وممتعة ومتعبة ايضا لكل من يعشقها.ولكل من يعى اهدافها.وقد تكون مربحة لمن يريد الربح .وخراب بيوت لمن يركب الصعاب فيها.و الصحفية الشابة شيماء عادل من النموذج الذى حاول استاذنا جلال الحمامصى ان يدلنا عليه وكلنا تمنينا ان نصل اليه..
وايضا نموذج شهيد المهنة عادل الجوجرى رحمة الله عليه والذى مات على الهواء فى الاسبوع الماضى خلال حوار تليفزيونى عنيف فى أحد استديوهات احدى الفضائيات دفاعا عن موقف ورأى وفكرة.ورغم اقتراب اربعة عقود على ممارسة مهنة وهواية لعبة الصحافة الا ان شيماء عادل ابنة الصحافة الشابة والتى تقترب من الخامسة والعشرين قد ضربت امثالا رائعة فى الجرأة والشجاعة المهنية التى لا يتحلى بها بعض ممن تقدموا لمنصب او وظيفة رئيس تحرير الشاغرة او التى ستشغر والتى اعلن عنها مالك الصحف القومية القانونى .وهذه الابنة الشجاعة مثال أتنبأ لها بأن تكون احد رموز هذه المهنة خلال سنوات قليلة.فرغم عمرها الصغير الا انها فيما يبدو تعشق البحث عن المتاعب .لقد ذهبت الى غزة فى عز نار الاحتلال الصهيونى.ودخلت ليبيا مع اول من دخلوا اثناء سقوط القذافى.كما تسللت الى سوريا منذ ايام لترى وتكتب عما يتم للشعب السورى الشقيق من معاناة. وعادت مصابة من الشام .لترى بداية لهب ورائحة لربيع عربى او ازمة فى سوداننا الشقيق فاستقلت الطائرة وهبطت الى شارع الجامعة فى الخرطوم لتكون وسط الاحداث.وهنا حدث لها درس لا يجب ان ينساه كل من يعشق البحث عن المتاعب وهو ان تراعى نظم وتقاليد البلد الذى تسعى الى ان تنقل ما يحدث فيه للعالم.وهو فى السودان ضرورة ان تحصل على تصريح او اذن رسمى وبطاقة تثبت علم الدولة بوجودك كصحفى اجنبى من مجلس الاعلام الخارجى التابع لوزارة الاعلام شبيه بهيئة الاستعلامات لدينا.ورغم ان التعامل مع الاحداث الملتهبة وميلاد الفوران وحماس الصحفى قد ينسيه الالتزام بتعليمات هذا البلد الا انه درس لابد منه .وربما فى ظل الحريات المهنية ان تكون عضوية اتحاد الصحفيين العرب
[email protected]