رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عشوائية الرد على تل أبيب!

لفت انتباهى أن صور عبدالناصر كانت حاضرة، فى المظاهرات ضد السفارة الإسرائيلية.. ولم يرفع أحد صور الرئيس السادات، مع أن السادات هو الذى أصدر قرار الحرب، وحقق نصر أكتوبر المجيد.. وكان ناقصا أن يرفع المتظاهرون، صور حسن نصر الله..

وربما لم يسعفهم الوقت ليعثروا عليها.. فما معنى هذا؟.. معناه أن هناك من يهدد بالحرب على إسرائيل؟.. ولا تذهب بعد بعيداً، فقد قالها الدكتور محمود غزلان صراحة.. لابد من عمل عسكرى لاستعادة حقوق الشهداء.. تصوروا هذا هو الرد.. صور عبد الناصر، والعمل العسكرى؟!

وفى نوبة عنترية قال الدكتور غزلان: إنه يجب على السلطات المصرية، الرد بنفس طريقة الاعتداءات الإسرائيلية، على الحدود المصرية.. وتساءل: لماذا لا نأخذ حقنا بنفس طريقتهم، وهى اللجوء لعمل عسكرى ضد إسرائيل، وقتل ضباط إسرائيليين، مثلما قتلوا ضباطنا على الحدود، وقال غزلان: «من العيب أن أى شخص يضربنى على خدى الأيمن، أستدير لأعطيه خدى الأيسر».. ولا تفسير لهذا غير الدعوة للحرب.. جاهز حضرتك أو غير جاهز.. لا يهم.. المهم أن نأخذ حقنا.. وشيلوه من فوقى بعد كده!

وبرغم هذا لا يتصور « غزلان» أن يكون الرد، للدرجة التى تصل بنا إلى الحرب، ولكن فقط للنقطة التى نقتنع فيها باستعادة حقوقنا، وإثبات موقف ضد أى اعتداء آخر.. يعنى إيه؟.. كيف نقوم برد فعل عسكرى، لا يصل إلى درجة الحرب؟.. وهل هذه الدعاوى قد تصل بنا يوماً إلى حرب، نكون غير مستعدين لها؟.. وهل هذا التوقيت مناسب لهذا النوع من الكلام؟.. وإلى أى مدى تلاحظ أثر الانتخابات فى هذا الكلام، الذى يدغدغ مشاعر الجماهير؟.. لماذ ظهر الموقف المصرى عشوائياً إلى هذا الحد؟!

والعشوائية لم تكن فى ردود فعل السياسيين فقط.. لكنها كانت أيضاً على مستوى مجلس الوزراء.. سمعنا عن سحب السفير المصرى، واستدعاء السفير الإسرائيلى.. ثم اكتشفنا أن سحب سفيرنا لم يكن قراراً لمجلس الوزراء.. ثم قيل

لابد من اعتذار تل أبيب أولاً.. وكلام كثير.. بدا من خلاله الموقف المصرى ضعيفاً، ومتهافتاً وعشوائياً.. الدولة المصرية كبيرة لماذا نقزمها؟.. لماذا تبدو صغيرة فى موقف صغير؟.. فما بالكم أن تتخذ الدولة الآن، قرار الرد العسكرى أو قرار الحرب؟.. كفاية مزايدات وكفاية انتخابات.. لا المرشحون الرئاسيون كانوا عند ظن الجماهير بهم.. ولا الأحزاب السياسية.. وعدنا من جديد إلى عصر الحركات.. نتصرف دون أن ننتظر.. ونتصرف دون أن نقف عند حد معين، يبدأ بعده التفاوض!

كل الحكاية أننا ننتظر اعتذاراً رسمياً.. وكل الحكاية أننا ننتظر تحقيقاً.. بعده يمكن أن نتخذ القرار المناسب.. نرد عسكرياً، نعلن الحرب، أو نقبل الاعتذار؟.. لا مانع.. المهم أولاً أن نعرف حدود الاعتداء ومن وراءه.. الفرق كبير بين تصرف دولة بحجم مصر، وحزب ولو كان بحجم حزب الله.. اتركوا فرصة للمجلس العسكرى وتقديره.. واتركوه يتصرف، وعينه على الأمن القومى.. وعينه على استعدادات رد الفعل.. بلاش عنترية.. انتهى زمن القاء إسرائيل فى البحر.. وانتهى زمن إسرائيل الأرانب، وهنحارب.. ممكن نستفيد بتعديل كامب ديفيد.. بالطبع لا أثبط الهمم، ولا أتنازل عن حقوق الشهداء.. فقط أريد أن أعرف طبيعة الأرض، التى أقف عليها.. وهى غير الأرض التى يقف عليها الدكتور غزلان.. المتحدث الرسمى للإخوان!