عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بطولات.. من أرض الفيروز!

فى عيد تحرير سيناء، أقدم التحية لكل أبطال سيناء.. سواء من رجال القوات المسلحة البواسل، أو من السكان الأصليين على السواء.. وأنتهز هذه الفرصة، لأقول على طريقة شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودى: صباح الخير يا سينا.. وبهذه المناسبة أيضًا، أود أن أشير إلى قصة بطولة من أرض الفيروز.. كما أرجو أن تقوم الجهات المعنية بتقديم بطولات السيناويين، خاصة أن هناك من تحدث عن خيانات هنا أو هناك!

بالتأكيد هناك قصص تُروى.. وهناك قصص تُحكى.. ليس آخرها قصة البدوية الشابة، التى جعلت صفحات الإرهابيين امام الجيش ككتاب مفتوح.. المجاهدون فى سيناء جنود مجهولون.. من المهم أن نقدم بطولاتهم.. رجالًا ونساء.. المرأة السيناوية لا تقل جهادًا عن الرجل أبدًا.. فقد كان دورها عظيمًا.. استفادت منه القوات المسلحة والمخابرات المصرية.. سواء فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى، أو مواجهة الإرهاب الغاشم!
القوات المسلحة تعرف هؤلاء الأبطال.. تعرف دورهم الوطنى العظيم.. لا يقلل من ذلك خروج البعض، أو سقوط آخرين فى بئر الخيانة.. لا ينبغى أن يحدث تعميم.. لا ينبغى أن تظهر قصص الخارجين على السطح.. قدموا قصص البطولة والفداء.. اكتبوها بحروف من نور.. أعرف أن بعضها يظل طى الكتمان حرصًا على حياتهم.. أو لأن المهمة ينبغى أن تستمر.. لكن إظهار البطولات يكشف عن معدن هؤلاء الوطنيين، إلى حد كبير!
رفض أن يكون ملكًا!
قرأت منذ ايام قصة قاهر موشى ديان.. إنه سالم الهرش.. يقول ابنه الشيخ موسى الهرش، إنه رفض أن يكون ملكا على سيناء بدعم إسرائيلى.. ويضيف أن السلطات الإسرائيلية كانت تتداول مع والده على تدويل سيناء من عام 67 إلى 68 وفى هذه الفترة كانت المخابرات المصرية موجودة معانا، لدرجة أنه أثناء هذه المفاوضات جدى أقام عزومة كبيرة للموساد فى سيناء.. وكان ضمن المعزومين رجال المخابرات أيضًا!
ويشرح ان المخابرات كانت تتخفى فى زى البدو، لأنهم كانوا يعيشون فى صورة أهالى من القبيلة.. وتابع: ظل والدى يتماشى معهم فى تدويل سيناء، حتى جاء يوم مؤتمر الحسنة، وكانت اللطمة الكبرى لموشى ديان وزير دفاع إسرائيل الأسبق، ووكالات الأنباء العالمية والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، عندما قال والدى إن مصر لن تُدوّل وولايتها مصرية، رغم أن المصير الذى كان ينتظره هو الاعتقال، والإعدام على يد إسرائيل!
المفاجأة أن المخابرات المصرية نجحت فى ترحيله إلى الأردن وأسرته عبر ميناء العقبة، وبعد مرور سنوات عاد مرة أخرى ليلتقى الزعيم جمال عبد الناصر، الذى قدم له هدايا عبارة عن «طبنجة وبندقية» ولكن الشيخ سالم تبرع بكل شىء للقوات المسلحة.. يقول: نحن

أبناء سيناء تحكمنا أحكام وأعراف، لا يمكن أن نحيد عنها أبدًا.. هذه قصة بطولة نشرتها «اليوم السابع» أقدمها للرد على مزاعم البعض، حول خيانات بعض البدو!
فى حالة دفاع.. لماذا؟
سيناء تعيش فى شدة بسبب الإرهاب من ناحية، وحظر التجوال والطوارئ، من ناحية أخرى.. السؤال: كيف يعيشون فى حالة حرب دائمة، ثم فى حالة دفاع عن النفس طوال الوقت؟.. شىء صعب للغاية.. لكن أهل سيناء يتحملون من أجل الوطن.. يتحملون بصبر وعزيمة ووطنية.. كل ما يريدونه أن نحسن الظن بهم.. فلم يفرطوا فى وطنهم أبدًا، لا فى الماضى ولا فى الحاضر.. وربما دفعوا أرواحهم نتيجة تعاونهم مع الجيش!
تمر هذه الذكرى، ولا اسمع صوت المجاهد الكبير أمين القصاص.. كنت أهنئه بتحرير سيناء.. وكان دائم السؤال عنى.. يغضب لأى شىء يمس سيناء، ويتطوع للدفاع عنها ويكتب المقالات.. وكان رحمه الله يتمتع بوطنية شديدة.. وقد دعانى لزيارة العريش قبل رحيله، فقلت متسائلًا: كيف؟.. قال: كل شىء عادى فى العريش.. سعدت أنهم لم يفروا، ولم يهربوا.. بل قرروا البقاء دفاعًا عنها.. كما دافعوا عنها أيام الاحتلال، قبل تحريرها!
آخر كلام!
باختصار علينا تقديم قصص البطولات من أرض الفيروز.. فإنها تزيد الولاء والانتماء، وتكشف حقيقة الدور الذى لعبوه زمان والآن.. لكن من يقوم بهذه المهمة؟.. هل هى المحافظة ام وزارة الثقافة أم الجيش؟.. مهم الإفراج عن بعض القصص، التى لا تؤثر على الأشخاص ولا الأمن.. مهم أن يعرف الشباب بطولات أهل سيناء.. مهم لهم أنفسهم.. حتى يفخروا بأهلهم، ويرفعوا رؤوسهم.. ارفع راسك فوق إنت مصرى!

(مهم الإفراج عن بعض البطولات، التى لا تؤثر على الأشخاص ولا الأمن.. مهم أن يعرف الشباب بطولات أهل سيناء!)