رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اهبطوًا مصرًا.. فإن لكم ما سألتم!

من النادر أن أستخدم القرآن صريحًا واضحًا فى عنوان مقال.. أحب أن يكون القرآن فى موضعه المقدس.. لكن ربما كان السبب هذه المرة، أن النص القرآنى أكثر دلالة على المعنى، من أى كلام آخر.. لذلك حين جئت أكتب عن المؤتمر الاقتصادى الأبعاد والنتائج، لم أجد غير هذه الآية الكريمة، كى أدعو المستثمرين للاستثمار فى مصر.. الله سبحانه هو من قال «اهبطوا مصر» فإن لكم ما سألتم».. فماذا نقول بعد ذلك؟!

لو كان لى أن اضع على باب قاعة المؤتمرات عبارة، لكانت هذه الآية.. هناك من يقول: وهل يفهمها الأجانب؟.. وهناك من يقول: العبرة ليست بالكلمات.. العبرة بأن تكون مصر على قدر المؤتمر.. أن تكون على قدر اللحظة التاريخية.. المهم أيضًا ليس المؤتمر وحشود رجال الأعمال.. العبرة بما بعد المؤتمر.. كثيرون يذهبون للأسواق يتفرجون ويعودون لا يشترون.. السؤال هنا: كيف تُغرى الغير بالاستثمار؟!
قبل الإجابة أود أن أقول إن مصر استعدت.. رئيس الوزراء إبراهيم محلب بحث استعدادات المؤتمر.. اطمأن على كل شىء.. الوزراء المختصون كل فى موقعه قدم المطلوب.. محافظ جنوب سيناء لا ينام.. الرئيس نفسه يتابع.. يبقى تمهيد التربة للاستثمار.. يبقى حين يقرر المستثمر أن يجد تسهيلات.. أن يجد من يعاونه، لا من يعرقله.. فى كل الأحوال هذا المؤتمر فيه بعد سياسى.. هو الاستفتاء على دور مصر أولًا!
التسويق السياسى أيضًا!
كنت أستطيع أن أكتب: لا تنتظروا المن والسلوى من مؤتمر شرم الشيخ.. كنت استطيع أن أكتب: البعد السياسى فى المؤتمر الاقتصادى.. الأول لم يرحنى شخصيًا ولا نفسيًا.. لأن الناس زهقت من الإحباط والاكتئاب.. بزيادة عليهم.. لكنه يحمل معنى أن الحكاية ليست بالمؤتمر.. ولا ينبغى رفع سقف التوقعات.. كما كان يحدث فى الماضى.. وأعتقد أننى حسمت موقفى لصالح «اهبطوا مصرًا».. وهو وعد من الله!
أما العنوان الثانى فقد استبعدته أيضًا، وإن كنت أحب الحديث عن المكاسب السياسية، فى المؤتمر الاقتصادى.. ففى كل الأحوال «إحنا استفدنا وسنستفيد».. حين يأتى ملوك ورؤساء وأمراء إلى مصر بهذا الزخم، فهذا يعنى تجديد الثقة فى مصر.. ليس مجرد اقتصاديًا فقط، ولكنه سياسى أيضًا.. وهى مسألة مطلوبة فى الوقت الراهن.. وأتمنى أن تنجح الحكومة فى تسويق مصر سياسيًا واقتصاديًا.. وسياحيًا أيضًا!
مصر تحتاج لجهد بسيط جدًا لتسويق نفسها.. لأنها تمتلك كل مقومات النجاح.. تمتلك الموقع والمناخ.. تمتلك البشر والأرض.. تمتلك الأمن والاستقرار.. ولا تنشغلوا بشوية «بمب» يضربها الإرهابيون هنا وهناك.. المستثمرون يعرفون هذه الأشياء.. ثانيًا هناك استثمار أصلًا يذهب إلى

المناطق الخطرة.. رجل الأعمال نجيب ساويرس مثلًا، استثمر فى أفغانستان والجزائر ومناطق عديدة، اثناء دخولها فى الحرب! 
ثقافة الأمل والإحباط!
فارق كبير بين أن تشيع ثقافة الأمل، وأن تشيع ثقافة الاكتئاب والإحباط.. فارق كبير أن تقدم نورًا، وأن تخدع الآخرين.. هناك من لا يريدك أن تتفاءل.. هناك من لا يريدك أن تتحرك نحو المستقبل.. فلا تعطه الفرصة.. ينبغى أن تثق فى نفسك، وأن تثق فى ثورتك ووطنك.. فلا نحن من دعاة الاكتئاب، ولا نحن من دعاة الخداع.. مصر فعلًا تستحق أن نفخر بها وندافع عنها.. ليس بالأغانى فقط، ولكن بالروح والدم!
لا تستسلم لمن «يكبس» على أنفاسك.. لا تستسلم لمن يجرك جرًا إلى الخلف.. عندما كان آباؤنا يقولون: قوم يا مصرى، كانت قوى الاستعمار تفزع.. لأن المصرى إذا قام يعنى أن المارد قام.. مشكلته أنه ينام فترات طويلة فى التاريخ.. لا يقوم إلا إذا أظلمت الدنيا.. والآن حان الوقت ليقوم.. لذلك سوف تجد فزعًا غربيًا وأوروبيا.. سوف تجد فزعًا عند وكلائهم أيضًا.. كل هؤلاء يقللون مما نفعل.. فلا تستسلم!
آخر كلام!
مصر سوف تكسب معنويًا فى مؤتمر شرم الشيخ.. سوف تكسب سياسيًا واقتصاديًا.. ما يجرى استفتاء على وطنك واستفتاء على ثورتك.. استفتاء على نظام السيسى.. فهل كنت تريد أن يفرح وكلاء الغرب فى المنطقة؟..  هل كنت تريدهم ان يزغردوا مثلًا؟.. هل كنت تريد الإخوان أن يقرعوا الطبول؟.. لا تستغرب من أى شىء يحدث.. المستثمرون أيضًا لا يستغربون.. يعرفون معنى «اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم»!
(مصر سوف تكسب معنويًا بانعقاد مؤتمر شرم الشيخ.. سوف تكسب سياسيًا واقتصاديًا.. ما يجرى استفتاء على وطنك واستفتاء على ثورتك!)