رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علّموا أولادكم ركوب العجل!

من الآن فصاعداً لن نستطيع التقاط أنفاسنا.. زيارات وجولات وانتخابات وخناقات.. لكن سأحاول أن أتوقف سريعاً أمام حركة المحافظين.. رغم موقفى الثابت والمعلن، أنها جاءت فى توقيت خطأ.. أى قبيل الانتخابات.. أو فى اللحظة نفسها التى يتقدم فيها المرشحون بأوراقهم.. دون ان يعرف المحافظون الجدد الملفات المطلوبة والملحة.. وفوجئنا بأن الكلام عن الاختيارات لم يتحدث عن الكفاءة، ولكن عن شباب حليوة زى الورد!

المفاجأة كانت لافتة للنظر لدرجة أن هناك من قال إنهم «محافظو السيسى».. آخر قال إنهم ماركة «السيسى موديل».. إلا أن هؤلاء جميعاً تحدثوا عن المظهر أكثر مما تحدثوا عن «سى فى».. فمن ينشر صوراً لأحد المحافظين وهو يركب عجلة.. ومن ينشر أنه يرسم «تاتو».. ومن ينشر صوراً عائلية لحرم المحافظ فى وضع إنسانى حميم للغاية.. والتعليق أنها تغيظ النساء.. الأكثر طرافة ما قيل عن حدوث هجرة للإسكندرية!
أتحدث عن معايير الاختيار.. ما هى؟.. خاصة ان هناك من قال إذا كان السيسى كده يبقى لازم المحافظ يكون كده.. وإذا كان المعزول معووج بقه، يبقى لازم يكون المحافظ بتاعه متسولاً أو «عباسية».. هكذا لعبت الصور الشخصية والعائلية دوراً كبيراً فى التعليق على حركة المحافظين.. وكان ذلك مثار دهشتى.. هل هذا هو المقصود؟.. هل كانوا اختيار السيسى؟.. أم كانوا اختيار محلب ولبيب؟.. هل كانوا آخرة صبرنا؟!

الكفاءة.. والتاتو!
لأول مرة يتفحص الناس صور المحافظين الجدد.. من منهم صغير السن؟.. من منهم شباب حليوة؟.. من منهم يعبر عن الثورة؟.. من منهم يعبر عن المؤسسة العسكرية، والكوتة المعروفة؟.. من منهم يركب العجل ويرسم التاتو؟.. وهكذا تفحصنا صور 17 محافظاً جديداً.. وربما تفحصنا صور المحافظين القدامى.. لم ننشغل بمهاراتهم وكفاءاتهم.. لكننا انشغلنا بتفاهات هنا وهناك.. فمن أراد أن نعيش هذا الجو؟.. من هو؟!
صدقونى.. لم نفكر فى العشوائيات ولا قدرتهم على مواجهة هذه الظاهرة، رغم خطورتها.. لم نفكر كيف يواجهون أزمتى البوتاجاز والكهرباء وكذلك الخبز.. كل ما شغلنا السن.. وطريقة المحافظ الجديد فى مجاراة الحداثة.. وخد عندك نكات وقفشات وصور وبوستات لا حدود لها.. بعضها يتحدث عن هجرة إلى إقليم بعض المحافظين، وارتفاع أسعار الشقق والنهضة القديمة، والحياة الرومانسية التى ستعيشها النساء!
أعود لأسأل: من اختارهم؟.. هل هو الرئيس شخصياً لنحاسبه؟.. أم رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية لنحاسبهما؟.. هل كانوا فى المعتذرين وتم اقناعهم؟.. أم أنهم هم الذين تمنّوا؟.. أم أن هؤلاء هم المتاحون بعد الاعتذارات؟.. فما قيمة الحركة اصلاً؟..

ولماذا كانت الدولة حريصة على إجرائها، قبيل انطلاق ماراثون الانتخابات؟.. لماذا لم يُبق الرئيس على «القدامى» إذا كانوا هم من يعرف الملفات؟!

حمار وحلاوة!
بقيت أسماء المحافظين سراً حتى ساعات من إعلان الحركة رسمياً.. وقيل قبلها إنهم شباب فى الأربعينات.. رحت أبحث عن الشباب المعنيين.. أين هم؟.. وقيل أيضاً إنه لا سيدات فى الحركة.. ثم ظهر أن هناك ثلاث سيدات فى موقع النائب.. ولو كانت الحكاية بالحمار والحلاوة، كان من الممكن اختيار فنانين.. عمل المحافظين شىء آخر.. نزول الشوارع وإحداث التنمية مسألة أخرى.. الاحتكاك بالجماهير يحتاج مقاتلين!
إذا كانت الحكاية بركوب العجل، فلابد أن نختارهم من منتخب مصر للدراجات.. إن كان هناك منتخب بهذا الاسم.. العمل فى هذا المنصب لا يحتاج إلى عضلات فقط، وإنما يحتاج إلى عقل.. كان لابد أن تقوم إدارة الإعلام فى الرئاسة بتوزيع «سى فى» لكل محافظ.. هكذا نشعر أننا اختلفنا.. صحيح أن لقاء المحافظين القدامى مؤشر جيد، لكن إلى أى مدى كان البديل أفضل.. للأسف البديل عندنا على طريقة مبارك ومرسى!

آخر كلام!
ما هو مفهوم التغيير؟.. على أى حال، ما حدث قد حدث والسلام.. صدرت الحركة بعد ولادة متعسرة.. لكنها صدرت.. الأهم أن يوفقوا لخدمة المواطنين.. الأهم أن ينهضوا بالمحليات.. فقد ظلمناها طويلاً.. ولا أريد أن نظلمها من جديد.. فلا يعنى التغيير أن نقدم فئة من المحافظين تركب العجل.. حسن البرنس كان يركب العجلة.. المهم الكفاءة وتقديم الخدمات وتحضير العشوائيات.. وكل حركة وأنتم بخير.. وعلموا أولادكم ركوب العجل!
(ما هو مفهوم التغيير؟.. لا يعنى التغيير أن نقدم فئة من المحافظين تركب العجل او ترسم التاتو!).