رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البطولة المطلقة‮!‬

ما جرى أمس فى البرلمان بطولة زائفة‮.. ‬واحتكار‮ ‬يسىء إلى سمعة البلاد‮.. ‬لا‮ ‬يستوعبه النظام ولا حزبه الحاكم‮.. ‬وهذا درس كبير فى تصريح صغير لممثلة ناشئة،‮ ‬نشرته أمس‮ ‬جريدة‮ "‬الشروق‮".. ‬التصريح‮ ‬يقول‮: ‬رفضت البطولة المطلقة،‮ ‬لشعورى بأنها كبيرة علىّ‮.. ‬أما الممثلة فهى إيمى سمير‮ ‬غانم،‮ ‬وبغض النظر عن كثير مما احتواه الحوار،‮ ‬من خلافات فنية لا‮ ‬يخلو منها الوسط الفنى‮.. ‬فقد لفت نظرى ما قالته‮ " ‬إيمى‮".. ‬ورأيت أنه‮ ‬يصلح درساً‮ ‬فى السياسة للحزب الوطنى،‮ ‬بعد ما جرى فى الانتخابات البرلمانية،‮ ‬من تشويه وتزوير وتحريف‮.. ‬فها هى ترفض البطولة المطلقة لأنها كبيرة عليها‮.. ‬

والمعنى أنها تعرف حجمها وتعرف قدرها،‮ ‬وتعرف فى الوقت نفسه أقدار‮ ‬غيرها،‮ ‬وهذا هو الأهم من وجهة نظرى‮.. ‬وإن كانت البطولات المطلقة تصلح فى السينما،‮ ‬فهى لا تصلح فى السياسة بالمرة‮.. ‬والغريب أنه حتى فى ظل البطولات المطلقة فى السينما،‮ ‬فلا‮ ‬يمكن أن تتجاهل الأدوار الأخرى‮.. ‬وإلا‮ ‬يتحول العمل السينمائى إلى مسخ،‮ ‬ليس فيه دراما ولا قصة ولا أشخاص‮.. ‬من الآخر لا‮ ‬يوجد عمل فنى بالمعنى الصحيح‮ .. ‬ولا تنطبق عليه المعايير الفنية والسينمائية‮.. ‬من هنا كان التصريح له قيمة‮.. ‬ومن هنا كان‮ ‬يستحق أن نتوقف عنده‮!‬

وأعتقد أن البطولة المطلقة التى ارتضاها الحزب الوطنى لنفسه،‮ ‬لم تكن فى محلها‮.. ‬لأكثر من سبب‮.. ‬الأول‮: ‬أن البطولات المطلقة لا تصلح فى السياسة،‮ ‬وإنما تصلح فى إدارة العزب الخاصة‮.. ‬الثانى‮: ‬أن احتكار السياسة لا‮ ‬يعطى لها مذاقاً‮ ‬خاصة،‮ ‬ويؤدى إلى حالة السلبية المفرطة التى وصلنا إليها‮.. ‬ثالثا‮: ‬أنها قد تؤدى إلى إلغاء دور الأحزاب بمرور الوقت،‮ ‬لنعود إلى الحزب الواحد‮.. ‬رابعا‮: ‬أنها قد تؤثر على سمعتنا عالمياً‮.. ‬خامساً‮: ‬أنها قد تضرب مناخ الاستثمار فى مقتل‮.. ‬سادساً‮: ‬أنها تحولنا إلى دولة بوليسية أمنية،‮ ‬يكون الأمن مسئولاً‮ ‬عن كل

شيء‮.. ‬وتستطيع أنت أيضاً‮ ‬أن تضيف أسباباً‮ ‬أخرى،‮ ‬لعدم جدوى البطولة المطلقة فى السياسة‮.. ‬وبرغم هذا فللأسف لا‮ ‬يعرف الحزب الوطنى خطورة كل هذه الأسباب‮.. ‬ولا‮ ‬يعمل حساباً‮ ‬لسمعة مصر،‮ ‬إلا حينما نطالب بالرقابة الدولية‮.. ‬ولا‮ ‬يعمل حساباً‮ ‬للديمقراطية إلا حينما‮ ‬يدعو إلى الانتخابات‮.. ‬وغير هذا فلا حديث عن الاستثمار ولا حديث عن الديمقراطية أبداً‮!‬

فهل‮ ‬يشعر الحزب الحاكم مع مطلع دورة برلمانية جديدة،‮ ‬بالخطيئة التى ارتكبها؟‮.. ‬وهل‮ ‬يشعرون بأنهم‮ ‬يظلمون مصر،‮ ‬ويعيدونها إلى أيام الاتحاد الاشتراكى؟‮.. ‬وهل‮ ‬يتصورون أن المركب قد تسير بهذه البطولة المطلقة؟‮.. ‬وهل‮ ‬يعتبرون الوطن سوبر ماركت أو عزبة خاصة لشلة المنتفعين؟‮.. ‬وهل احتكار السياسة والاقتصاد شأن‮ ‬يصلح لإدارة الأوطان؟‮.. ‬وهل كان على الرئيس مبارك أن‮ ‬يصحح هذه الأوضاع؟‮.. ‬وهل كان عليه أن‮ ‬يعاقب الذين تورطوا فيها؟‮.. ‬أم أنهم الآن‮ ‬ينتظرون مكافأة‮ "‬تقفيل مصر‮".. ‬كما أسماها كاتبنا الكبير فهمى هويدى‮.. ‬أم ما هو الحل بالضبط لإنقاذ هذا الوطن من العصابة التى تتحكم فيه؟‮.. ‬نريد أن نعرف،‮ ‬ونريد أن نستوعب الدرس الكبير من ممثلة ناشئة‮.. ‬أدركت أن دور البطولة المطلقة كبير عليها،‮ ‬ولابد من وجود أخرى تشاركها دور البطولة‮! ‬