رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مركز الحسينية بالشرقية بلا مياه وصرف

استحق مركز الحسينية بمحافظة الشرقية لقب أفقر مركز علي مستوي الجمهورية، سواء من الناحية الخدمية أو الاقتصادية.

فالمركز يفتقر للخدمات الأساسية، مثل مياه الشرب غير المطابقة، فضلا عن عدم وجود شبكة للصرف الصحي وانعدام المواصلات العامة والتي تقتصر علي سيارات ربع النقل والتي يقودها صبية لربط قري المركز.

ياسمين حسن - مدرسة الإعدادية - تؤكد أنها تعاني الأمرين مثلها مثل الآخرين في الحصول علي وسيلة مواصلات تنقلها الي القرية التي بها المدرسة، حيث لا توجد وسيلة سوي سيارات نصف النقل المخصصة لنقل الماشية، إلا أنه لا يوجد سواها رغم أنه يقودها صبية غير حاصلين علي رخص للقيادة لعدم وجود رقيب أو رجال مرور في المركز نهائيا والوسيلة الوحيدة التي تربط المركز بالمراكز المجاورة هي أتوبيس نجع حمادي الذي لا يوجد له بديل في حالة حدوث عطل أو أي شيء آخر مما يضطر الأهالي الي ركوب السيارات ربع النقل والتي ترتفع أسعارها عن أسعار المواصلات علي مستوي الجمهورية علي الرغم من الفقر المدقع الذي يعيش فيه هذا المركز.

وتضيف مها هاشم - من أبناء المركز-:إنني لا أصدق ونحن في بداية الألفية الثالثة أن هناك مركزا علي مستوي العالم لا يوجد به صرف صحي، فنحن المركز الوحيد الذي يحرم من هذه الخدمة علي الرغم من وجودها في قري المراكز المجاورة مثل قري سماكين الغرب وأخميم ونحن نستهلك يومياً ما يعادل ثلاثين ألف جنيه لمقاومة الناموس المنتشر داخل القري، بسبب عدم وجود صرف صحي وسوء عربات الكسح، مشيرة الي ان عدد سكان المدينة 60 ألف نسمة فقط وكل أسرة تستخدم في اليوم بنصف جنيه أقراصا للناموس فتكون الحصيلة هي مبلغ يكفي لسد رمق الكثير من فقراء هذا المركز.

وأوضح حسام حمادة أحمد من قرية منشأة أبوعامر: نحن نشرب مياها ملوثة ودرجة الملوحة فيها ليست الدرجة المسموح بها الاستخدام الآدمي، حيث إن نسبة المنجنيز مرتفعة جداً مما أدي الي انتشار أمراض الكبد والفشل الكلوي بصورة كبيرة جداً بين أبناء القرية والقري المجاورة، علي الرغم من وجود قطعة أرض مجاورة لنهر النيل تم التبرع بها من أبناء القرية لإنشاء محطة تحلية مياه، إلا أنه لم يستجب أحد وكأن حياة سكان القري بالمركز لا تساوي شيئا سوي صوت في الانتخابات وكأننا خلقنا من أجل ذلك فنحن نشرب مياها ملوثة ولا بديل عنها لأن مياه الصرف الصحي المنتشرة بالقرية والقري المجاورة هي نفسها المياه التي نشربها بعد ضخها في مواسير ماكينات المياه، لأن القري كلها تصرف صحياً بيارات أعدت خصيصاً لذلك في كل المنازل وهي مجاورة لمواسير ماكينات رفع مياه الشرب.

أما في المركز فهم يشربون من مياه الترعة المجاورة لهم والتي تصل في فترة الجفاف إلي انهم يشربون مياها مملوءة بالقواقع والبلهارسيا وما شابه ذلك ومنهم من يستطيع

شراء مياه معدنية خوفاً علي صحتهم وصحة أبنائهم وهم الطبقة التي تبحث دائماً عن مقعد في البرلمان، أما الفقراء مثلنا فلهم الله وعليهم أن يشربوا من مياه الترع رضوا أم أبوا.

ويشير خيري محمد من أبناء المركز إلي أن المستشفي خارج نطاق الخدمة الوحيد الموجود لخدمة أبناء المركز لا يوجد به أدني خدمات، فهو بلا أطباء وبلا علاج، فاذا ذهبت بمريض وكان حظك عالياً في وجود طبيب الاستقبال سوف يقوم بكتابة الروشتة وعليك إحضار العلاج من الخارج، أما إن كان حظك عاثراً مثل حظ أبناء هذا المركز فلن تجد سوي الممرضات وعاملات وعمال النظافة والمسعفين وسائقي سيارات الإسعاف فقط.

ويضيف خالد عبد الوهاب - موظف في الادارة الزارعية -: نحن نعيش في حالة يرثى لها، فلا يعقل أن يكون هذا هو حال مجتمع بأسره محروم من جميع الخدمات فهل يصدق أي انسان في الدنيا أن هناك أناسا يعيشون بلا أي خدمات فنحن محرومون من كل شيء، فحتي سيارات المطافئ عندما تذهب لإطفاء حريق شب في إحدي القرى فلا يجدون مياها وفي حالة وجود مياه لا تحضر سيارات المطافئ إلا بعد أن تأتي النيران علي كل شيء ولم يتبق لسيارات المطافئ سوي الدخان وحدث في الأسبوع الماضي أن نشب حريق بالتحديد في قرية منشأة أبوعامر وأتت علي عشرة منازل كاملة وكانت نتيجته احتراق جميع المواشي والطيور والأثاث بهذه المنازل ولم تبق منها شيء، كما أدت إلي وفاة أحد الأشخاص في الحال، رغم أن سيارات المطافئ حضرت سريعة ولكنهم لم يجدوا مياها في حنفيات الحريق المجاورة للمنازل التي شب بها الحريق، مما اضطرهم للاتصال بمهندس الري من أجل أن يفتح لهم مياه الترعة والتي وصلت بعد خراب مالطة فهذا هو حالنا وحال كل من تسول له نفسه أن يكون ابناً من أبناء مركز أو قري الحسينية.