عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تفكيك امبراطورية كمال الشاذلي‮ بالباجور

تخلي‮ ‬الحزب الوطني‮ ‬عن الذراع اليمني‮ ‬للمرحوم كمال الشاذلي‮ ‬في‮ ‬الانتخابات التكميلية بمجلس الشوري‮ ‬في‮ ‬الباجور بفارق‮ ‬9‮ ‬آلاف صوت‮.

‬سقط المحاسب أحمد حشمت عزالدين سكرتير عام محافظة دمياط في‮ ‬الانتخابات علي‮ ‬مقعد الفئات،‮ ‬الكل تخلي‮ ‬عنه رغم تفكيك الامبراطورية التي‮ ‬بناها الشاذلي‮ ‬في‮ ‬هذه الدائرة‮.‬

فشل السكرتير العام في‮ ‬إيقاف عجلة الزمن في‮ ‬الدائرة التي‮ ‬طالما كانت خارج حسابات الزمن من عبدالناصر الي‮ ‬السادات وصولا الي‮ ‬مبارك وعصره المديد‮.‬

وفي‮ ‬انتخابات‮ ‬غابت عنها‮ ‬يد التزوير لم‮ ‬يحصد جناب السكرتير العام الذي‮ ‬كان‮ ‬يمثل أحد أركان امبراطورية كمال الشاذلي‮ ‬في‮ ‬الباجور سوي‮ ‬6700‮ ‬صوت مقابل نحو‮ ‬15690‮ ‬صوتا حصدها منافسه الصحفي‮ ‬أحمد مختار بفارق‮ ‬يقترب من‮ ‬9‮ ‬آلاف صوت‮.‬

كانت أركان امبراطورية الشاذلي‮ ‬في‮ ‬الباجور متعددة وكان رجاله داخل الإدارة المحلية أكثر من عدد الوظائف التي‮ ‬يشغلونها وكان أحمد حشمت عزالدين واحدا من هؤلاء‮.‬

بدأ عزالدين حياته محاسبا في‮ ‬الجامعة وتبناه المرحوم كمال الشاذلي‮ ‬كماتبني‮ ‬موظفا آخر هو سعيد ريحان،‮ ‬وأصبح عزالدين وريحان من القوة الضاربة للوزير السابق وعندما حلت ستائر الصدام علي‮ ‬مسرح المنوفية بين المستشار عدلي‮ ‬حسين محافظ المنوفية في‮ ‬ذلك الوقت وبين الوزير الراحل‮. ‬عسكر‮ »‬عزالدين وريحان‮« ‬بجوار الوزير وكانا‮ ‬يراهنان علي‮ ‬قوة الشاذلي‮ ‬وسطوته فتحديا المحافظ وهما من رجال الإدارة المحلية‮.‬

وعندما زاد المستشار من ضغطه اضطر الشاذلي‮ ‬الي‮ ‬ابعادهما عن المسرح ونقلهما الي‮ ‬القليوبية وأصبح حشمت عزالدين رئيس لمدينة القناطر الخيرية،‮ ‬وسعيد ريحان رئيسا لمدينة شبين القناطر،‮ ‬وشاءت الأقدار وأراد النظام أن‮ ‬ينتقل المستشار الي‮ ‬القليوبية وفي‮ ‬أول اجتماع عقده مع المجلس التنفيذي‮ ‬وحضره عزالدين وريحان قال المحافظ كلاما عنيفا ضد المحسوبية،‮ ‬فهرب الاثنان الي‮ ‬الأمانة العامة للحزب الوطني‮ ‬ولم‮ ‬يخرجا منها إلا بقرارين الأول تعيين عزالدين رئيسا لمدينة الباجور وريحان رئيسا لمدينة بركة السبع بالمنوفية،‮ ‬وفرقت الرقابة الإدارية الصديقين عندما ألقت القبض علي‮ ‬الأخير متلبسا بالرشوة وصدر ضده حكم أيدته الاستئناف‮.‬

أما حشمت فقد تغول في‮ ‬الباجور وأصبح في‮ ‬عصر المرحوم عثمان شاهين محافظ المنوفية السابق هو الآمر الناهي‮ ‬مع اللواء حسام بديوي‮ ‬السكرتير العام حيث كان المحافظ مريضا وغاب للعلاج أكثر من مرة،‮ ‬وظل حشمت في‮ ‬منصبه الي‮ ‬أن حصل علي‮ ‬درجة وكيل وزارة وكانت كلمة منه كفيلة

بهز المحافظة كلها‮.‬

ثم قفز الي‮ ‬مقعد السكرتير العام المساعد،‮ ‬ومن هذا المنصب خرج حشمت الي‮ ‬مدينة دمياط سكرتيرا عاما،‮ ‬وحتي‮ ‬اللحظة التي‮ ‬توفي‮ ‬فيها كمال الشاذلي‮ ‬كانت الأمور تسير كما خطط لها الراحل‮.‬

قسم الشاذلي‮ ‬6‮ ‬مقاعد قبل أن‮ ‬يتوفاه الله هي‮ ‬4‮ ‬مقاعد للشعب‮ »‬دائرتا الباجور واسطنها‮« ‬ومقعدان للشوري‮ ‬حيث تضم دائرة شوري‮ ‬الباجور كلا من الباجور واسطنها‮.‬

وفي‮ ‬مقعدي‮ ‬شعب الباجور وضع اسمه مع عاطف الحلال ومن هذا المنصب خرج حشمت الي‮ ‬مدينة دمياط سكرتيرا عاما وقبل أن تجري‮ ‬انتخابات الشعب الماضية التي‮ ‬سبقها موت النائب محمد أبوالمجد وشغر مقعد الشوري‮ »‬فئات‮« ‬خطط الراحل كمال الشاذلي‮ ‬لإزاحة أقوي‮ ‬المتنافسين علي‮ ‬المقعد وهو رجل الأعمال محمود منصور الذي‮ ‬خاض معركة قوية ضد‮ »‬أبوالمجد‮« ‬في‮ ‬انتخابات الشوري‮ ‬2007‮ ‬وقام الشاذلي‮ ‬بتحويل منصور الي‮ ‬مقعد الشعب في‮ ‬دائرة اسطنها بدلا من شوري‮ ‬الباجور وكأنه‮ ‬يعد العدة لإنجاح أحمد حشمت عزالدين‮.‬

وبالفعل نجح منصور في‮ ‬الاستحواذ علي‮ ‬مقعد الشعب وأصبح الطريق ممهدا أمام أحمد حشمت عزالدين للشوري‮ ‬لكن فارقا كبيرا بين الباجور قبل وفاة الشاذلي‮ ‬والباجور بعدها‮.‬

دخل عزالدين الانتخابات بدون كمال الشاذلي‮ ‬وظل مغرورا كالطاووس الي‮ ‬أن وجه له الناخبون لكمة أطاحت به،‮ ‬وتغيرت الخريطة الانتخابية في‮ ‬الباجور وسقطت أول قطعة‮ »‬دومينو‮« ‬في‮ ‬الحرس القديم بالباجور الذي‮ ‬يمثله حاليا ثلاثة نواب هم‮: ‬وحيد زايد وعاطف الحلال لمقعدي‮ ‬الشعب والجميع‮ ‬يعرف كيف حصلا عليه‮.‬

والأخير هو عفت أبوالعزم عضو مجلس الشوري‮ »‬عمال‮« ‬الذي‮ ‬يقترب من مصير‮ »‬عزالدين‮«.‬