رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شلوت الفقي

في لقاء معه منذ عدة سنوات بأكاديمية ناصر العسكرية العليا جمع بينه وبين مجموعة من الصحفيين والاعلاميين المختصين بالشؤون العسكرية في دورة تنظمها الاكاديمية بشكل سنوي حول العلوم الاستراتيجية والامن القومي كان لقاؤنا في صبيحة اليوم الذي تم فيه الاعلان عن الافراج عن الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام .

وكنت في ذلك مثل كل المصريين غاضبا من قرار الافراج ووضح لي ان تنفيس موجة الغضب ستكون في وجه الدكتور الفقي الذي اوقعه حظه العاثر في مرمي حالة الغضب التي اجتاحتني انا وبعض زملائي في ذلك اليوم وكان منهم علي ما اذكر الزميلين اسامه الدليل ومهدي مصطفي .

احتسبناه في ذلك الصباح علي رجال السلطه الذين "تواطئوا"في اصدار قرار الافراج الذي اغضبنا ورفضناه وما ان بدأ الحوار بعد انتهاء محاضرته التي لم تخل من عبقرية حضوره وقدراته التعبيرية حتي بدأت انفس حمم الغضب علي الرجل الذي فوجيئ بمساندة شديدة من جانب زملائي اسامه ومهدي وزادوا ايضا علي ما قلت .

ولاحظت ان الرجل المشهور بالبلاغة وحسن الخطاب قد اصابته "لعثمة" المتردد في التفوه بما يجيش في صدره ويخشي ان فعل ذلك ان يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه خاصة انه كان ما زال واحدا من نواب الحزب الوطني ويمسك بتلابيب احدي لجانه المهمة .

ولم نجد في اجابة الرجل شفاء لغليل النفوس الغاضبة والمحبطة وهنا تدارك الامر اللواء المنتدب من الاكاديمية لتنظيم اللقاء وحاول انهاء الجلسة التي اصبحت اقرب الي حلبة صراع افكار واراء واصابها بعض الصخب جراء الغضب من قرار السلطات في ذلك الوقت.

وما ان وقف الدكتور مصطفي الفقي هاما بالرحيل الا ولاحظت منه اشارة لي توحي برغبته في التحدث الي فوجه لي بوحا لم اكن اتوقعه منه وفاجأني بعبارة لم اكن اتوقعها منه في ذلك الوقت – حيث اهترناه محسوبا علي النظام- وقال"نحن في نظام يمكن ان يعطيك شلوتا في اي لحظة وبشكل مفاجيئ "

وهنا اعجزني لساني عن الرد خاصة انني لم اكن مستعدا لاستيعاب مفاجأة العبارة وما تحمله من معاني .

ومنذ ايام تابعت ما قاله الكاتب الصحفي عادل

حموده في برنامجه رجال حول الرئيس وخصص فيه حلقة عن الدكتور الفقي وكيف تعرض لحملة تشويه واقصاء رهيبة قادها رئيس الديوان في ذلك الوقت زكريا عزمي بل وعدم رضا الرئيس المخلوع نفسه عن التقارير الفنية والسياسية التي كان يعدها ويقدما الفقي.

ورغم ان الدكتور الفقي كان من اوائل من اطلوا  عبر الفضائيات في البدايات الاولي للثورة منحازا للموقف الشعبي ومحلللا وناقدا ومنتقدا لاداء نظام المخلوع حتي اثار موقفه كثير من رجال السلطة في ذلك الوقت وزاد من غضبهم عليه واتهموه باستغلال الموقف للكيد لهم والثأر منهم الا ان مواقف الرجل تلك لم تشفع له لدي كثيرين بعد ذلك.

وكان الدكتور الفقي علي موعد مع "الشلوت" الثاني وجاء هذه المرة من جانب بعض الشباب الذين رفضوا رغبة المجلس العسكري بترشيحه لتولي امانة جامعة الدول العربية خلفا للسيد عمرو موسي وفوجيئ الرجل الذي تأهب لشغل الموقع وخرج في جولات الي عدد من الدول العربية مستفيدا من علاقات الصداقة الوطيدة بينه وبين كثير من صانعي السياسة الخارجية في تلك الدول حتي فوجيئ بالشلوت الاخير الذي اطاح به بعيدا عن مرمي مقعد الامين العام بناء علي عوامل كثيرة دعمها واسس لها بالطبع عدد من الشباب الذين اصروا علي منحه "شلوتا" جديدا ربما "لكي لا يكون النظام البائد فقط هو من يمنح "الشلاليت" بل و الشعوب ايضا لها حظ فيها .

[email protected]