رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

روشتة الفساد

ستظل قضية الفساد هي حجر العثرة أمام تقدم هذا البلد.. فالارهاب تستطيع أن تقضي عليه بالعمل الأمني والسياسي وفي وقت زمني لا يتعدي سنوات قليلة أما الفساد فيحتاج الي إرادة سياسية أولا وقبل كل شيء وهذه الإرادة ليس المقصود بها إرادة رئيس الجمهورية فقط أو إرادة رئيس الوزراء ولكنها تمتد لتشمل كل المسئولين في مختلف القطاعات في الدولة. أي إرادة كل من بيده قرار حتي ولو كان مدير وحدة قروية أو مكتب فيها.

ولأننا أمة تهوي اختراع العجلة من الأول وعندنا عار أن نأخذ من أي دولة تجربة ناجحة أو نلتزم بما تعهدنا به دوليا والحجج جاهزة تارة بدعوي الخصوصية وتارة بسبب العنجهية ولكن في الحقيقة هناك لوبي محدد يرفض انقاذ البلاد من الفساد من أجل هذا تجاهلت لجنة الخمسين وقبلها لجنة الغرياني النصوص الواردة في الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد وأصرت هيئات مكافحة الفساد العاجزة أصلا عن مكافحته علي أن تكون هي المهيمنة علي ما سمته اللجنة التنسيقية لمكافحة الفساد.
هذه اللجنة التي تم تشكيلها من رؤساء هذه الهيئات لم تقدم أي شيء في هذا المجال رغم مرور أكثر من 6 شهور علي تشكيلها وتحولت إلي أداة لصرف للبدلات والمكافآت ولوازم الاجتماعات ومصاريف السكرتارية والانتقالات وما انتهت إليه مجرد مقالة انشائية رائعة حول الفساد في مصر تم تسميتها زورا وبهتانا الخطة الاستراتيجية لمكافحة الفساد.
والإرادة المفقودة هي أساس الفساد لأن هؤلاء المسئولين هم من يضربون المثل والقدوة فإن كان الموظفون يشاهدون رئيسهم يتلقي رشوة أو هبة.. أو يطلب منه تسهيل أوراق معينة أو يتقاسم معهم حصيلة الفساد أو يحابي موظفين بعينهم علي حساب آخرين أو يعين أهل الثقة بدلا من أهل الخبرة.. هؤلاء من المفترض أن يكونوا عين الدولة والشعب لمحاربة الفساد أصبحوا هم سبب الفساد.
ولأن الفساد أصبح في مصر أمراً واقعياً وأصبحت النزاهة نوعاً من أنواع الهبل والطيبة وتحولت الكلمات حول الشفافية والمسئولية والمساءلة والمحاسبة إلي مجرد شعارات للاستهلاك

الآدمي لايقابلها أي فعل حقيقي علي الأرض.
الفساد في مصر لم يعد مجرد الاستيلاء علي مال عام أو أراض مملوكة للغير أو للدولة أو قبول رشوة مالية أو عينية بل وصل إلي التضحية بالأرواح وأصبح الافلات من العقاب أمراً معتاداً مما جعل المسئولين الكبار والصغار يتمادون في الاهمال فلا يهم أن تغرق ناقلة فوسفات في النيل لا يهم أن يتم تدمير مترو الأنفاق بما فيه لا يهم أن يموت مئات التلاميذ في حادث أتوبيس المهم هو أن يبقي هذا المسئول والحجة عنده ثابتة: الشعب هو السبب.
طريق التصدي للفساد واضح ولكن يحتاج الي رجال ونساء مخلصين ليس للحاكم ولكن لهذه الأمة.. نعم العلاج مر لكنه مهم ويحتاج الأول إلي القدوة وإلي من يضرب بيد من حديد علي كل فاسد صغير أم كبير مسئول أم مواطن عادي موظف أم رجل أعمال ضابط شرطة أو رجل مدني الكل يجب أن يشعر أن الدولة جادة في محاربة الفساد.
مكافحة الفساد لا تحتاج إلي كل هذا الكم من الأجهزة الرقابية ولا تحتاج إلا عشرات الاجتماعات هي تحتاج إلي جهاز رقابي محترف وقوي ومستقل وإلي لجنة تضع خطط الوقاية والمكافحة تضم شركاء المجتمع.. الروشتة موجودة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ولكن هناك أطرافاً داخل السلطة لا تريد صرف الدواء.