بارما و لوكاريللي..وانتصرت الكرة أخيرًا للمخلصين
تبقى القصص الإنسانية المُلهمة التي تُقدمها الساحرة المستديرة من أسباب تربعها على رأس أكثر الرياضات شعبية حول العالم، ويُمكن أن يُباهي عُشاق الكرة بأن رياضتهم هي الوحيدة القادرة على صُنع حكايات بهذا البهاء.
آخر تلك القصص والتي توجها أبطالها بالنجاح المُبهر بالأمس هو عودة فريق بارما لصفوف الدوري الإيطالي الممتاز "السيريا آه"، بعد 3 سنوات من المُنافسة في الدرجات الدُنيا للمسابقات الإيطالية.
المثير في القصة "بارما" الى الدرجة الرابعة في 2015 بسبب تقاعس لاعبيه، أو تدني مستواهم، بل جاء بسبب مادي بحت أتبعه ذلك الهبوط الإلزامي لدوري الهواة الإيطالي، فبعد أن أشهر "بارما" إفلاسه كان أمام النادي حل وحيد وهو أن يتدخل مستثمرون لإنقاذه، وهو ما لم يحدث بسبب عدم الرغبة في مواجهة ديون النادي و التي بلغت 25.5 مليون دولار، واعتبر أحد المستثمرين ان الاستثمار في النادي يعد مجازفة كبيرة خاصة مع احتمالية ظهور نفقات إضافية جديدة.
كان لروايتنا بطلها الأسطوري وهو قائد الفريق أليساندرو لوكاريللي، العمود الذي صان للفريق قوامه بعد تخلي أصحاب رؤوس الأموال عن مساعدته، والذي خرج في تصريح شهير له بعد الهبوط مباشرة واعدًا أبناء المدينة الجميلة برجوع فريقها لدوري الأضواء الإيطالي، وهو ما تم بعد سلسلة تضحيات كبيرة كان نجمها "لوكاريللي" في رحلة الكفاح للعودة للمكان الصحيح وسط معوقات الأزمة المالية التي تُحاصر الفريق، وكان من تجلياتها بيع حافلة الفريق، ليكون مشهد الختام لرواية الولاء الفريدة تلك دموع "لوكاريللي" تنهمر بحرارة وهو يقول لقد صُنت وعدي.
دراما صعود "بارما" وعودته للكالشيو كانت مثيرة حتى اللحظات الأخيرة، فأبناء الشمال دخلوا المباراة و أعينهم على المباراة التي تجمع منافسهم فورزينوني مع فوجيا، بارما كان في حاجة لتعثر مُنافسه بالتعادل أو الهزيمة.
رفاق "لوكاريللي" أتموا ما عليهم وفازوا على سبيزيا
يجدر الإشارة الى أن "لوكاريللي" يبلغ من العُمر 40 سنة، ويتم عامه الحادي والأربعين في يوليو المقبل، وكان قد أعرب عن رغبته في الاعتزال العام الماضي قبل أن يتأهل الفريق من دوري الدرجة الثالثة الى الثانية، فقرر بعدها البقاء في الملاعب.
يُذكر أن نادي بارما سبق ولعب لألوانه العديد من نجوم العالم منهم الأرجنتيني فيرون ومواطنه كريسبو و البلغاري ستويشكوف والفرنسي ليليان تورام هذا بالإضافة للحارس الإيطالي الأسطوري بوفون الذي تُشير التقارير الى إمكانية عودته للفريق للإعتزال بين صفوفه.