رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فلول الإخوان والناصرية

كتب الأستاذ وجدي زين الدين في «الوفد» ينتقد تصريحات محمد حسنين هيكل التي قال فيها إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لايزال يعمل بنظام مبارك والإخوان.
ورأيي أن الأستاذ وجدي كان رفيقا به. فالمفترض أن يكون «هيكل» آخر من يتحدث. فقد تعودنا من «هيكل» تزوير تاريخنا منذ 52 وحتى الآن!.

فكان بوق عبدالناصر الأول وصديقه المقرب ولذلك فهو يدافع عما كتبه عنه ومازال. وكان الأولي به أن يعتذر. فزعيمه هو الذي أوقف العمل بالدستور لسنوات وكذلك مجلس النواب ومجلس الشورى وألغي جميع الأحزاب وأولهم حزب الوفد وأبقي فقط علي الإخوان لأنهم كانوا ظهيره الوحيد, ولأن نصف جماعته هو كانوا منهم! حتى اختلف معهم بعد فترة بسبب التنازع علي السلطة فحاولوا قتله جزاء خيانته لهم. وانفرد وحده بوضع دستور بعد دستور ومات وترك مصر بلا أحزاب. وبلا شريك له إلا عبدالحكيم عامر، الذي رفع أهله قضايا مازالت قائمة تتهمه بأنه اغتاله!
أما هو فقد تسبب في انفصال السودان عن مصر وهو ما كان النحاس يرفضه إلي حد تصريحه الشهير (تقطع يدي ولا تقطع السودان عن مصر) لكن بطل العروبة القادم قبل شرط انجلترا وقبلها انقلب علي الرئيس محمد نجيب والذي كان محبوبا من المصريين والسودانيين معا. فاختار السودان الانفصال بسبب هذا. وكانت السياسة المعروفة عن زعيمه أنه سحق حرية الرأي وأمم الصحافة واعتقل وحبس كل المعارضين ورغم هذا أدخلنا في ثلاث حروب متتالية وفشل نظامه ومشروعه في إقامة الخلافة الإسلامية تحت اسم (الوحدة العربية) وشطب اسم مصر التاريخي لنصبح الإقليم الجنوبي في الجمهورية العربية المتحدة التي ضمت سوريا واليمن وانهارت تماما بعد خمس سنوات تقريبا. لكن ظل اسمنا لوحدنا الجمهورية العربية المتحدة حتى مات - ولا تسأل متحدة مع من, فقد أدخلنا في ثلاث حروب وخسرها كلها وراحت فيها دماء آلاف المصريين وأوشكنا علي الإفلاس. ورغم كل هذا لم يختف إرهاب الإخوان أصدقاء الأمس فحاولوا في 65 إعادة مجدهم وقد كبل الشعب المصري بأكمله. وسجن الكل وعذبوا في سجونه، ومات منهم من مات. ولا أي اعتذار!.
كانت هذه سياسة الزعيم المفدى الذي يحكم عن طريق مقالات هيكل وأمثاله وعن طريق آلاف الأغاني التي تدعي أننا انتصرنا خلال كل الكوارث التي لحقت بنا.
وجاء السادات الذي جعله ناصر النائب الأول بعده وتولي الحكم. لكنه كان أحكم منه في البداية وأعاد اسم مصر, واستطاع أن يحقق نصرا ثم يحقق معاهدة سلام. وحاول أن يغير في سياسة سلفه ببعض الانفتاح السياسي والاقتصادي.
ولكنه لم يبعد كثيرا عن أفكار عبدالناصر فسمح بثلاثة أحزاب ورسم لكل حزب طبيعته فهذا يميني وهذا يساري ورأس هو الحزب الوسطي علي منوال الأزهر الشريف الوسطي. وعلي منوال «ناصر» كان يتولى الرئاسة باستفتاء لا انتخابات.
لكن فلول الناصرية تصدوا له. فهم مازالوا يعبدون الناصرية بعضهم لأنهم كانوا في الصورة ولا يريد أن يبتعد عنها. وبعضهم لأنهم خجلوا أن يغيروا سياستهم. فيقال إنهم من المنافقين. وهنا عاد السادات إلي بداية «ناصر» فرمي نفسه في أحضان الإخوان ليحتمي بهم. ولكنهم تظاهروا بأنهم معه وتآمروا ضده وقتلوه. فخارج جماعتهم السرية المنظمة لا توجد قوي أخري تركها ناصر لنا. 
أما مبارك الذي اشترك في الحرب، فحاول أن يكون وسطيا أيضا حتى لا تلسعه النار، فلاعب السياسيين ولاعب الإخوان والسلفيين وغيرهم، ومشي علي طريق «ناصر» فكان يصبح رئيسا باستفتاء مزور. وفي آخر رئاسة ارتضي أن ينزل الانتخابات فمن السهل تزويره. ولم يذهب الناس لأنهم كانوا يعرفون النتيجة. ولما ثار الناس عليه تنحي عن الحكم فخرج الإخوان من السجون إلي الرئاسة عن طريق «حماس». لكن هدف الإخوان كان أبعد من ذلك فزوروا الانتخابات وحرقوا وقتلوا ومازالوا. لكنهم طلبوا رأس مبارك كما حاولوا مع «ناصر» ونجحوا مع السادات. والناصريون الآن يحاولون مع «السيسي» الذي انتخب من الشعب بلا تزوير. لكن الناصريين مثل الإخوان لم يستسلموا بعد وعلي رأسهم محمد حسنين هيكل، الذي علي استعداد أن يغير رأيه إذا دعاه «السيسي» الذي ينتقده، أو يستشيره في الكبيرة والصغيرة وعندئذ فقط يرضي بسياسته ويبشرنا بأننا علي الدرب. فإذا كان لنا أن نرفض الإخوان فيجب أن نرفض الناصرية. والذي يعد «هيكل» هو أول فلولها, فلن نخرج للنور بدون هذا.