عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخلافة الإسلامية عندنا!

 

بعد 25 يناير.. وبعد 30 يونية.. هل نستطيع أن نقول اليوم إن الشعب المصري ضد الشعب المصري؟.. وهل سنظل طويلاً فيما نحن فيه؟

فقد زادت معدلات الفساد والحوادث والسرقات والجرائم والنصب والفوضي من كل نوع، لا شك أن كل ذلك كان موجوداً قبل هذه التواريخ، ومن ضمنها أيضاً حوادث الإرهاب بطرق مختلفة، ولكن كل هذا كان مغموراً تحت السطح، وطفح بعد ثورة الناس الذين خرجوا يعلنون سخطهم، فما معني ما نعانيه الآن من فوضي يبدو معها وكأن الثورة لم تندلع حتي الآن؟.. بل وكأنها لم تحدث أصلاً!
نفهم محاولات الإرهاب التي لا تتوقف، ولكن ما معني أن تتزايد حوادث السيارات؟.. وباقي قائمة الخروج علي القوانين؟.. كل القوانين.. ومن كل الفئات؟.. فيعلن الكثيرون الإضراب والاعتصام والتمرد والعدوان في نفس الوقت علي بعضهم البعض وفي الوقت الذي مازالت الدولة تحارب فيه الإرهاب في كل أنحاء مصر وكأن الناس لا تهتم به ولا تشعر به إلا عند سقوط قتلي من أهاليهم، ثم تواصل بعدها كل أنواع الفساد والإهمال وتشكو فقط عندما تنقطع الكهرباء مثلاً بفعل الإرهاب وقد تمتنع عن دفع الفواتير، وتواصل إلقاء القمامة في كل مكان، والتزويغ من العمل.. إلخ.
المشكلة أن الدولة مثلها مثل بقية الناس ولا عجب فهي تتكون منهم، قد تعودت علي إمساك العصا من المنتصف حتي لا تغضب أحداً، خذ مثلاً قوانين المرور التي تغيرت خمس مرات في خلال سنة، وفي كل مرة تزيد العقوبة قليلاً، كأنها تخشي من السائقين أو من وجهاء القوم أصحاب السيارات الفاخرة.
ألقي الآن نظرة علي ما حدث، إذا كانت 25 يناير ثورة فلماذا جاءت بالإخوان؟.. فإذا كان الإخوان زوروا نتيجة الانتخابات، وهددوا الأقباط حتي لا يدلوا بأصواتهم، فهي شيء يشبه حادثة بسيطة علي الطريق وغايتها غرامة يدفعها السائق.
وعندما قام الشعب وقلب الموازين علي رأس الإخوان في 30 يونية، تمخضت النتيجة عن وزارة تضم البرادعي نائباً لرئيس الوزراء، فعمل علي عدم فض رابعة، بل لم يعلن عن وقت يحدث فيه ذلك، فشجع البعض علي الالتحاق بها ومنهم السلفيون والغوغاء والعملاء.
ثم افتتحوا فرعاً آخر لها في ميدان النهضة وأمام الجامعة، وشرعوا في بناء فرع ثالثاً في حديقة الأورمان، ولم يعلن البرادعي أي موعد لفضها، فلما تقرر فض رابعة اتصل بأمريكا فوراً ثم قدم استقالته وغادر مصر في اليوم الثاني، ثم لحقه زياد أحمد بهاء الدين، فهل استفدنا من هذا الحدث؟.. إطلاقاً فمسك العصا من الوسط هو الاستراتيجية التي نتمسك بها حتي الآن، وهو ما يحفز الآخرين علي

فعل ما يريدون غير عابئين بالمعركة التي يخوضها الجيش والشرطة ضد الإرهاب الذي لم يبادر من البداية بترحيل أبناء سيناء لمواجهة الإرهاب باستراتيجية أقوي.
مازلنا نتمسك برد الفعل، ليسرق الناس ويقتل الناس في الحوادث ويخرج بعضهم ضد الدولة والقوانين وبعدها نفكر في أن نفعل شيئاً، وهو ما فعلناه مع الجامعات وبالتدريج أيضاً، ولكننا لم ننجح فيه حتي الآن، حقاً هناك من الناس البسطاء من ينخدع بكل هذا، لكن الحقيقة أيضاً أن الكثير مما يحدث عندنا بفعل فاعل وتحديداً التمويل الذي يأتي من عدة بلدان عربية وأجنبية.
لاشك أن هناك بعض الإصلاحات لكن الثورة تختلف عن الإصلاح.
فهل قامت عندنا ثورة بالفعل؟.. لابد من إجابة صريحة واضحة، ليس بالمهدئات ولا بالمشي تاتا.. تاتا، الفرق بين الثورة وبين الإصلاح كبير، الثورة تعني تغيير الأوضاع جذرياً، وتعني قبلها تغيير الأفكار، فكل الأعمال تبدأ بالفكر أولاً، ولا ينفع معها أن يكون التغيير بواسطة المرتجفين أو خلايا الإخوان النائمين، أو بالذين يجمعون بين الثورة وبين الإصلاح، أو بواسطة أنصاف الإخوان، ولا معني لهذا أو ذاك عن طريق السلفيين الذي يمنع الدستور الحالي أحزابهم التي تجمع بين الدين والسياسة جهاراً، ولا عجب فنحن دولة تعلن في كل وقت أنها وسطية وتدعي أن ديننا وسطي لا يعترف بالتعنت أو التشدد أو التطرف، ولكنها أيضاً لا تعترف بالتحضر أو التقدم أو بالتفكير المتحرر مثل كل البلاد التي كانت في الأحوال مثلنا ثم تقدمت وسبقتنا فتقدمت عنا كثيراً!
فإذا استمر الحال علي ما هو عليه، فليس أمامنا إلا تغيير الدستور والسماح للإخوان ولداعش والسلفيين وبالأزهر بالطبع، بالاشتراك في السياسة ونأخذ نحن زمام المبادرة ونعلن عن إقامة الخلافة الإسلامية من مصر!