رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحلام قائد «الثورة الثالثة»!

بشري لنا فنحن ننتظر ثورة ثالثة قد تقوم قريبا. ويا رب كتر ثوراتنا علي غرار

أغنية يا رب كتر أعيادنا. وقد انطلقت الشرارة الأولي لهذه الثورة  منذ يومين بالتزامن مع ذكري وفاة المرحوم جمال عبد الناصر. وقبل ذكري حرب أكتوبر.
إذ خرج علينا المناضل حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي - وكأنه الحاصل علي أعلي نسبة أصوات في انتخابات الرئاسة الماضية- وحذر قائلا (لو صدر حكم قضائي ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك. فسنقوم بثورة ثانية ضد الدولة الجديدة وسأتزعم بنفسي تلك الثورة كما حدث في ثورة يناير) - طبعا هو لا يعترف بثورة 30 يونية تماما كما لا يعترف بها الإخوان حتى الآن. 
ولم أفهم معني الثورة علي القضاء. وكان أولي به أن يعلن عن إلغاء القضاء نفسه.
أو إلغاء انتخابات الرئاسة التي سقط فيها بامتياز لأنها جرت تحت إشراف القضاء.
ولا بد أن نفس القضاء قد قام بتزويرها. كما زورت صور ملايين المصريين عن
طريق الفوتو شوب كما انفردت قناة الجزيرة القطرية وكشفت الملعوب للعالم أجمع.
ولم لا؟ وقد قام الزعيم عبد الناصر – قبل أن يصبح رئيسا أو زعيما وبلا قضاء ولا انتخابات بالمرة- بحل جميع الأحزاب ومجلس النواب ومجلس الشوري وقيد الصحافة وحبس الجميع عدا الإخوان وأسكت جميع الأصوات ثم راح يؤسس ما يشبه الأحزاب بأسماء مختلفة ويغيرها كل فترة وينزل في استفتاءات لوحده حتى توفي زعيما محبوبا لم يأت لمصر أو للعالم زعيم غيره.
افهم أن يري حمدين نفسه الزعيم المنتظر تلميذ عبد الناصر. وربما مثل الزعيم
القذافي والزعيم صدام حسين. لكن أن يهدد القضاء بثورة مثل ثوراتهم فهذا هو الغريب ونحن في الألفية الثالثة وفي مصر لا في ليبيا أو العراق. وأخشى أن
يكون الآن يعد لمذبحة قضاء جديدة مثلما فعل الزعيم قبل وفاته بعام. ويضع أسماء قضاة يأتمنهم بدلا من القضاء الحالي. أو ربما يتوقف عن استخدام القضاء كله لمدة تستقر فيها الأمور. ولا بد أن هذه الثورة الجديدة ستدعو لدستور جديد ولا شك أنها ستضع المسئولين الحاليين في السجون وخاصة القضاة والنيابة والشرطة  وتكون أحكامهم سريعة دون إبطاء. مش ثورة حقيقية بقي؟!.
ولا شك أنه سيكتب أسماء القادة الجدد الذين سوف يساعدونه في

الحكم. وليس أمامه إلا الإخوان والسلفيون وباقي الفصائل المشبوهة للعمل معه كما فعل ناصر مرة وكما صنع السادات مرة. وسوف يقوم قائد الثورة الثالثة – أو الثانية حتى لا يغضب- بإصدار الأوامر للجيش والشرطة مستخدما الضغط الشعبي الهائل الذي سيحصل عليه. السؤال: هل كان الرجل يري كل هذا في أحلامه؟.
لم  أكن يوما من أتباع مبارك. ولم أخذ منه أي شيء وفي إحدي المناسبات قبل
ترشحه لمرة ثانية أو ثالثة, عقد لقاء له مع الأدباء والفنانين. فنزل وراح يصافح الجميع فردا , فردا فلما جاء دوره صافحني دون أن ينظر في وجهي. ثم صافحته ثانية بعد قليل مع بقية فريق فيلم (البداية) الذي نال جائزة ذهبية من مهرجان دولي فتعمد ثانية الا ينظر في وجهي. ربما خاف أن أشبهه لأن اسمي لينين!.
لكني أحترم عدم هروبه من مصر وكان هذا متاحا له. وهو ما لم يفعله باقي
الرؤساء الذين قتلوا أو هربوا. ولا يعنيني الآن أن يحكم عليه بالإعدام أو البراءة. فيجب أن نحترم الحكم مهما كان, فلسنا قضاة.
ولا شك أن أخطاء مبارك كثيرة. لكنه يحاكم بتهمة قتل المتظاهرين. فإذا أخذ البراءة, يحق لأي مواطن أن يرفع عليه عددا من القضايا في أمور أخري. تماما كما رفعت قضية علي الزعيم صباحي لتحريضه ضد القضاء وحولها النائب العام للتحقيق فيها.! وعن نفسي سأتقبل الحكم عليه بالبراءة. اما إذا تمت إدانته فسوف أقول إن الزعيم كان يحلم... فاغفروا له.