رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علمني الجهل ..شكرا

لماذا نجحت تيارات الظلام في الانتخابات؟. نجح الإخوان لأنهم مسلمون وبالتالي فالباقي ليسوا مسلمين!. فهم إما كفرة وإما مسيحيين. ونجح حزب النور لأنه يحاول إدخال الدين الإسلامي لمصر.هل فهم هذا صعب! هل كان شباب الثورة يتوقعون غير هذا؟

.نجحت هذه التنظيمات لأن التعليم لم يشجع الطلاب أبدا علي التفكير في أي شيء , فقد كان الزعيم يفكر بدلا منهم.نجحت لأن الأمية من أيام ناصر ( يا حبيب الكل يا ناصر) استمرت. بل زادت. فالتعليم كان يشبه التعليم شأن كل شيء في عهده. السياسة تشبه السياسة ( هيئة التحرير ثم الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي) التي أسسها وألغاها واحدة بعد أخري وأخيرا التنظيم الطليعي السري! والوحدة العربية التي (لا يغلبها غلاب) وشبه المعارك التي خاضاها وحده ولم يستشهد فيها غيره.والصحافة التي أممها والتليفزيون الحصري لزمرته. وحبس كل مجموعة تذهب متطوعة للريف لتمحو الأمية!. وماذا تنتظر عندما يكون وزير التعليم  بعد طه حسين عميد الأدب العربي هو الرائد كمال الدين حسين؟. فكر أي نوع من التعليم أخذه بعد 18 شهرا في الجيش الذي قالوا عنه بأنفسهم إنه كان جيش تشريفة للملك وقواده من الخونة والفاسدين لذلك قاموا بحركتهم لتطهيره. كان التعليم مجانيا حتى الثانوية العامة وكانت الجامعة مجانا للمتفوقين. وبعد أن شملت المجانية الجامعات أيام الحركة المباركة بدأ الناس تدريجيا في التسرب من التعليم, والإحصاءات الحالية أكدت تفشي البطالة في كل محافظات مصر بين الجامعيين بنسبة أكبر كثيرا ممن توقفوا عند مرحلة الإعدادية والثانوية, فالشهادات التي نالوها لا تفيد المجتمع ولا تفيد من يحصل بها علي عمل حكومي فمرتباتها لا تكفيهم وهو الأمر المنطقي لأن الشهادة مزيفة .فماذا تساوي ورقتين من فئة المائة جنيه عندما تكون مزيفة؟ ويكون العمل نفسه زائفاً؟.
قبل الحركة المباركة كان المصري يعرف أن مشكلته تتلخص في ثلاثية الفقر والجهل والمرض.فهل تغير الأمر بعد ستة عقود ودخولنا الألفية الثالثة؟. الانتخابات الآن تعني أننا مازلنا نعاني الفقر والمرض لكننا لا نعاني الجهل!.
الشعب يتظاهر ويعتصم ويضرب طلبا للقضاء علي فقرهم و أمراضهم. لكن لا أحد يفعل هذا لمحاربة الجهل. كأن القضاء علي الفقر والمرض ممكن بدون القضاء علي الجهل أو ربما لأننا

وصلنا لأعلي درجات العلم والثقافة والوعي.فإذا كان ذلك كذلك فيجب أن نعتذر لمبارك ونشكره بدلا من محاكمته!.بهذه المناسبة أحكي لكم واقعة بسيطة. كنت أشاهد القناة الأولي  فوجدتها تعرض مسرحية (تخاريف) وكان المشهد  يدور حول حاكم جاهل جاء لدولة اسمها أنتيكا بلمسة سحرية من عفريت. ولما شعر الحاكم بقلاقل قرر مقابلة أحد المواطنين ليتعرف علي شكلهم! وجاءه مواطن يلبس الهلاهيل فراح يناقشه.فتحجج الحاكم بأنه لا يسمع لرأي الشعب لأن أغلبه أمي. (وكأنه هو نفسه ليس جاهلا) ورد المواطن قائلا (سيادتك بقالك في الحكم عشرين سنة, ما حدش له مصلحة في الأمية غيرك). وهنا انقطع الإرسال فجأة وظلوا يعرضون بعض الأغاني حتى لا يكملوا عرض بقية المسرحية التي عرضتها من إنتاجي عام 1987 وأذيعت مئات المرات علي كل القنوات المصرية وغيرها وحفظ المشاهدون بعض حوارها ومازالوا يرددونه لليوم. لكن هذه المرة كنا في عام 2005 أثناء حملة مبارك للترشيح في انتخابات رئاسة الجمهورية  وكان يحكمنا منذ خمسة وعشرين عاما, وبذلك انطبق الحوار علي شخصه (وهو ما قصدته). استنتجت سبب قطعها هذه المرة فقط , وهو أن أحد المسئولين غير الأميين رفع سماعة التليفون وأمر بقطع إرسالها فورا. لكن ما حدث لم يلفت وقتها نظر أي مثقف ممن ينتقدون مبارك في الصحف المعارضة والمستقلة. 
يسألني بعض الصحفيين الآن لماذا لا تكتب مسرحية عن ثورة 25 يناير؟.
وأسألهم بدوري: يعني إيه مسرح ويعني إيه ثورة؟.
ولا أفكر حاليا في محو أميتي!.