شهدت فترة الحملة الفرنسية على مصر والشام، أبشع المجازر في أواخر القرن الثامن عشر، والتي تم إضافتها إلى سجل فظائع نابليون بونابرت، وكانت من بينهم مجزرة يافا.

 

(اقرأ أيضا) فرانكلين روزفلت.. حكم الولايات المتحدة 12 عام على كرسي متحرك

 

بعدما خسر بونابرت في معركته أمام القائد البريطاني البحري هوراشيو نيلسون في المعركة الشهيرة المعروفة باسم "معركة النيل" في أغسطس 1798، قرر أن ينتقل من الهزيمة إلى إيجاد طرق آخر لاحتلال مصر، من خلال توسيع حملته إلى الشام بجيش كبير، وإبقاء جزء من هذا الجيش في مصر، بهدف فصل الدولة العثمانية عن تحالفها مع بريطانيا، ومنع أي خطوة من شأنها طرده من مصر.

 

خطَّط نابليون للتمركز في مدينة يافا وجعلها قاعدة لغزو الشام، كونها تمتاز بموقع جغرافي جيد وبحسن التحصين والقلاع العالية.

 

نابليون يرحل عن مصر لاحتلال يافا

زحف نابليون من شمال شرقي مصر نحو مدينة العريش بالتحديد من أجل دخول مدينة غزة، وعندما وصل إلى العريش، وجد جنود أحمد باشا الجزار والي عكا، في انتظاره، من أجل حماية حدود الولايات العثمانية في فلسطين.

 

وفور وصول جيش بونابرت، تم حاصر الجنود ومهاجمتهم وقطع الإمدادات التي يرسلها الجزار إليهم، حتى استسلموا بعد أن نفدت ذخيرتهم، وسيطر نابليون وجيشه على العريش، ومنها زحفوا إلى غزة.

 

بعد وصولهم إلى غزة، وجد جميع الأهالي فروا هاربين خائفين من بطش الجيش الفرنسي، واستولوا عليها من دون مقاومة، ثم توجه نابليون بجيشه إلى مدينة الرملة ثم اللد ثم منها إلى يافا.

 

خطة نابليون للسيطرة وحصار يافا

طلب الجيش الفرنسي بعدما وصلوا إلى ياما، الاستسلام، لكن أحمد باشا الجزار لم يعطي موافقته على ذلك، ولهذا انقسم الجيش الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت، إلى 3 طوابير، واحد توجه على طريق عكا، لمنع وصول جنود الجزار، وأرسل نابليون رسالة مع رسوله إلى حاكم وأهالي يافا يطمئنهم فيهم

على أرواحهم وجنودهم وأن سبب محاصرته لهم هو إخراج جنود الجزار العثمانيين من المدينة، وذلك كونهم اعتدوا على مدينة العريش، وأمهلهم ساعة لكي يستسلموا.

 

رفض أهالي يافا التسليم، واحتجزوا رسوله، فجن جنون نابليون وأمر جنوده بضرب المدينة بالمدافع، واستسلمت المدينة، ولكن نابليون نقض وعده وخان سكانها رغم وعودهم وإعطائهم الأمان، وقام جنوده بأعمال قتل إجرامية واغتصاب وسلب ونهب للمدينة.

 

إعدام 4 آلاف جندي بأول أيام العيد

في أول أيام عيد الفطر، بدلًا من أن يحتفل المسلمون بالعيد في يافا، واجهوا أبشع وأفظع مجزرة في التاريخ، حيث أمر نابليون بإعدام أكثر من 4 آلاف جندي من جنود المسلمين، رميًا بالرصاص أو بحد السيف، ثم رميهم في البحر.

 

وقد تحجج نابليون بارتكابه هذه المذبحة البشرية بحجج كثيرة، أبرزها صعوبة إبقاء جنود لحراسة أسرى المسلمين، لأنه كان يريد استجماع كافة قواته لاحتلال عكا، وحجته الأخرى أن ثلث هؤلاء الجنود نقضوا عهدهم في العريش بأن لا يحاربوه.

 

طالع المزيد من موضوعات كان زمان عبر موقع alwafd.news

 

موضوعات ذات صلة:

 

لم تستغرق سوى 40 دقيقة فقط.. أقصر حرب فى التاريخ

مخترعين قتلتهم اختراعاتهم.. طائرة تفككت في الجو وآلة أكلت ساق صاحبها

اختفاء رئيس وزراء وحريق مكتبة الإسكندرية.. ألغاز لم تُحل بعد