رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهند عانت من ويلات الأوبئة.. وفيروس حصد أرواح 17 مليون

الإنفلونزا الإسبانية
الإنفلونزا الإسبانية في الهند

عانت الهند على مر تاريخها من تفشي الأوبئة والأمراض القاتلة، بداية من الكوليرا والطاعون والجدري والملاريا والحمى الصفراء حتى فيروس كورونا الآن، وجميعها أوبئة حصدت ملايين الأرواح على مر العصور.

 

في أواخر القرن العشرين، انتشرت الإنفلونزا الإسبانية في الهند لتتسبب في سقوط أعداد مُفزعة من الضحايا، حيث سجلت عام 1918، أولى علامات تفشيها في صفوف الجنود على الجبهة الغربية بالحرب العالمية الأولى من دون التسبب في وفيات كثيرة.

 

ما بين أواخر مايو ويونيو من نفس العام، نقل الجنود أعراض الإنفلونزا الإسبانية إلى بلاد الهند، وانتقل المرض للمرة الأولى نحو مدينة مومباي عن طريق إحدى السفن التي نقلت الجنود الهنود إلى وطنهم، وذلك تسبب في تفشي المرض بشكل سريع للغاية، وتسبب في كارثة حصدت أرواح الملايين من الشعب الهندي.

خرج الوضع عن السيطرة في الهند خلال الموجة الأولى من الإنفلونزا الإسبانية، حيث لم تسجل أعداد كبيرة من الوفيات، لكن تفشي المرض بشكل كبير بين الناس، وفي شهر سبتمبر من نفس العام، عنونت إحدى الصحف الإنجليزية بالمنطقة قائلة إن عدد الوفيات اليومية بمومباي يقارب 300 حالة وإن الأسوأ قد مر.

 

ومن مومباي وبقية المناطق بالجنوب، ظهرت بالهند في سبتمبر موجة ثانية من الإنفلونزا الإسبانية سرعان ما انتشرت بسبب الطرق التجارية لتمتد نحو مختلف أرجاء البلاد. ووفق تقارير تلك الفترة، استقبلت مناطق الحرق يومياً ما بين 150 و200 جثة.

 

كما نقلت مصادر بريطانية أن مدينة مومباي سجلت وحدها يوم 6 أكتوبر 1918 حوالي 768 حالة وفاة بسبب المرض. وتحدث الشاعر الهندي سورياكانت تريباثي، الذي عاصر تلك الفترة، عن انتشار الجثث والمصابين

بالشوارع، مؤكداً على فقدانه عددا كبيرا من أفراد عائلته وعدم عثوره على الكمية الكافية من الحطب للقيام بالمراسم الأخيرة وحرقهم.

 

إلى ذلك، نقلت تقارير بريطانية أخرى أخباراً مفزعة عن انتشار الجثث بالوديان والأنهار، خاصة نهر الجانج الذي تراكمت به الجثث استعداداً لحرقها.

 

ومن ضمن مشاهير الهند الذين أصيبوا بالإنفلونزا الإسبانية، يذكر التاريخ اسم مهاتما غاندي، فبعد مضي 4 سنوات على عودته من جنوب إفريقيا ومعاناته مع سياسة التمييز العنصري المنتشرة بها، أصيب غاندي البالغ من العمر حينها 48 سنة، بالمرض واضطر للمكوث ببيته، معتمداً على نظام غذائي مميز اقتصر أساساً على حمية سائلة وتمكن في النهاية من الانتصار عليه والنجاة بعد معاناة هددت حياته واستمرت لأيام.

 

يشار إلى أنه ما بين 1918 و1920 قتلت الإنفلونزا الإسبانية أكثر من 50 مليون شخص بالعالم، وفي الهند لوحدها، قتل المرض خلال عامين فقط أكثر مما قتلت الحرب العالمية الأولى، حيث بلغ عدد الهنود الذين فارقوا الحياة 17 مليون نسمة، لتصنف بذلك كأكثر البلدان تضرراً من الإنفلونزا الإسبانية من حيث عدد الوفيات.