رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات بغايا المعبد.. بهية الزايطة وبمبة العربجية وفريدة ينّي أشهرهن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ارتبطت مهنة الدعارة في جانب منها بشكل كبير بالأجانب الذين حصلوا على معاملات خاصة في ظل وجود الامتيازات الأجنبية، وكان من بين القوادات وأصحاب بيوت الدعارة مثل بهية الزايطة، شاهور شان، فريدة ينّي، وأنجليكا خريستو.

 

رغم أن البغاء كان ولا يزال مكروهًا ومحل مطاردة ومضايقة من جانب السلطات في مصر في أغلب الفترات التاريخية، لكنه كان يحظى ببعض التقنين والتسامح في أوقات أخرى ففي الربع الأخير من القرن الـ17 كانت البغايا تسجلن في سجلات الشرطة، وتحصى أعدادهن، وتحفظ الشرطة هذه السجلات التي تضم أسماء محترفي البغاء من النساء ومن الذكور لأغراض الضرائب.

 

وكان يقوم بتلك المهمة ما يسمون بـ"شيوخ العرصات" الذي يعمل أحدهم في القاهرة، والثاني في بولاق، والثالث في مصر القديمة، كانت مهمة هؤلاء الشيوخ، جمع الضريبة من النساء والصبية، وكان تحت إدارة قائد الشرطة الصوباشي40 رجلًا يعرفون بجاويشية باب اللوق مهمتهم حصر الصبية والبغايا ومعرفة من قضى منهم الليل خارج منزله أو داخله، وظل هذا النظام ساريًا حتى أبطله الوالي حسين باشا.

 

وبمجئ الحملة الفرنسية علي مصر أقامت في "غيط النوبي" المجاور للأزبيكة في القاهرة، أبنية لـ"البغاء" على هيئة خاصة، وفرضوا على من يدخلها رسومًا معينة، إلا إذا كان مصرحًا له بورقة يحملها صادرة من السلطة الفرنسية تبيح له الدخول دون أجر.

 

وظل البغاء معمولًا به في عهد محمد علي، حتى أصدر في يونيه 1834 قانونًا حظر فيه الرقص العمومي للنساء والبغاء في القاهرة، وتقرر عقاب المخالفات لهذا القانون بالجلد 50 جلدة في المرة الأولى، وبالأشغال الشاقة لمدة سنة أو أكثر في حالة تكرار المخالفة، كما تضمنت العقوبات ابعاد المومسات والراقصات إلى "إسنا"، "قنا"،"الأقصر"، في محاولة منه على لتطهير العاصمة من هذا النشاط أو تهميش نشاط العموميات بدفعهن إلى حافة المجتمع.

 

وكشفت الدراسات والأبحاث أنه تم تقنن البغاء حيث تم أول تسجيل للبغايا في القرن السابع الميلادي بينما تؤكد عدد من الدراسات أن البغاء كان موجودا في العصر الفرعوني، وأكد مؤرخون أن بعض الغرف التي اكتشفت في هرم سقارة عرفت باسم "غرف الإله بس" والتي كانت مخصصة لممارسة البغاء فيما سميت العاهرات بـ"بغايا المعبد".

 

وعام 1885صدرت لائحة التفتيش على العاهرات والتزمت البغايا بمقتضاها بالتسجيل وإلا عوقبن وتم العثور مؤخرا في دار الوثائق والمحفوظات على وثائق عمرها زد على 120 عاما تتحدث عن تسجيل البغاء

في مصر.

 

وبمراجعة أسماء العاهرات المسجلة في الدفتر لوحظ أن معظمها تحتوى على لقب "مميز" وكأنه ماركة مسجلة مثل حسنة الطرابية ، زينب الفطاطرية ، بهية الزايطة ،فطومة الإسكندرانية ، بمبة العربجية وغيرهن وبعض الأسماء توحى بجنسيات غير مصرية مثل شاهور شان ، أنجلكة خريستو ،فريدة ينى وغيرهن.

 

ووسط محاولات جادة لإلغاء الدعارة فى مصر بإعتبارها بلد الأزهر، حيث يروى الشيخ محمد متولي الشعراوي فى كتابته "حكاية النائب الذي ألغي مهنة البغاء في مصر"، وهو النائب عن دائرة باب الشعرية سيد جلال ، والتي دائرته أشهر شوارع الدعارة كلوت بك، حيث تقدم إلى وزير الشئون الاجتماعية جلال فهيم بطلب إحاطة حول دور البغاء وتضمن الطلب إصدار قانون بحظرها وتم إقرار المشروع بالبرلمان رغم المعارضة القوية له قبيل ثورة يوليو.

 

ويعد شيخ البرلمانيين المصريين "سيد جلال الجيلاني" تلك الشخصية التى قلما تتكرر في التاريخ النيابي، فقد ولد سيد جلال عام 1899 بقرية بني عديات مركز منفلوط بمحافظة أسيوط، وقبل أن يبلغ سيد جلال عامه الخامس كان يعيش يتيمًا بعد وفاة والديه، ليبدأ سيد جلال رحلة جديدة في منزل خاله، الذي كان يتحلى بالمبادئ والفضيلة والقيم الحميدة.

 

واستطاع جلال عام 1945 أن يشق طريقه بقوة وأن يلعب دورا هائلا في الحياة السياسية قبل الثورة وبعد الثورة حتى لقب بـ"شيخ البرلمانيين"، وأن يقود حملة شرسة لإلغاء البغاء، ويمسح عن جبين مصر هذا الوضع الذى كان غير مقبولاَ وقتها من عموم الشعب المصرى بصدور القرار الشهير بإلغاء بيوت الدعارة في مصر بلد الأزهر الشريف.