رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نشطاء الغبرة


الإخوان تجار دين والنشطاء تجار ثورة ومصر بين الاثنين ضحية زمن تعيس جعل مسجل خطر رئيسا لها في غفلة من العقل وجعل مجموعات من العاطلين ومتسولي المواقف ومتربحي الازمات قادة رأي وقادة مظاهرات ونجوم شاشات تدل على حالة خبل إعلامي .. ازمة مصر الحقيقية فينا نحن.. في الناس الغافلين الذين يسيرون نياما غير مدركين لحقيقة أن عواصف عاتية وخبيثة تقترب من العصف ببلدهم.

خلصنا الله من إخوان الشر والخيانة وابتلينا بنشطاء الندامة من مدمني الشعارات حول معايير حقوق الانسان العالمية والشفافية وتمكين المرأة – وكل هذا كلام جميل – لكن لو سألنا نشطاء السوء عن السياق الذي يجب ان نطالب فيه بضرورة تحقيق هذه المعايير وهل المنطق يقول إننا لو كنا نعيش في بيت واحد واشتعلت فيه النار.. نتكاتف ونطفئها أم نتركها لنختلف حول سؤال واحد - من المسئول عن الحريق؟
لقد صدقنا هؤلاء الشباب من النشطاء في 25 يناير وتعاطفنا مع نقائهم الثورى الذي تجلى أمامنا في الميدان وبعد ذلك أفقنا على الإخوان وقد ركبوا هؤلاء النشطاء ولبسوهم «العمة» الإخواني بدلا من كوفية الثورة وماهي الا شهور قليلة وكان مرسي قد ركب مصر قادما للقصر الجمهوري ممتطيا النشطاء وخلاصة نخب البلد .. واليوم مصر نفضت عنها غبار الاخوان واقتلعت نهارا جديدا لها من عين الجبروت الإخواني السلفي وتفاءلنا بأن البلد هتتحرك للأمام  ولمواجهة غباوة الإخوان ومخابيل رابعة كان لابد من اصدار قانون ينظم عملية التظاهر بعد أن اقتربت مصر من الشلل والفوضي بسبب همجية تظاهراتهم وصدر القانون ويكاد يكون أكثر لينا في مواده من كثير من القوانين المشابهة بأعرق الدول الديمقراطية.
ومن لحظة صدوره وربما من قبل أن يقرأه أحد من نشطاء الغبرة اعترضوا ودعوا للتظاهر لإسقاط هذا القانون.. هؤلاء النشطاء وبمنتهى الصراحة والوضوح في أغلبهم  مجموعات من الشباب سريع الانسياق للحشد دون تفكير – المهم يخرج من حالة الملل والفراغ التي تحاصره الى حالة مثيرة يصدق الشاب نفسه فيها متوهما أنه جيفارا مصر الحديثة.. أما القادة من النشطاء والقادرين على الحشد  من نوعية أحمد ماهر وعلاء عبدالفتاح ودوما واسراء وجميلة وغيرهم - فهم فئة قليلة تظهر كثيرا في وسائل الإعلام وكثيرة السفر تلبية لدعوات منظمات غير حكومية أمريكية أو أوروبية ويرتبطون بمؤسسات وجمعيات أهلية في الداخل ، وتحول التظاهر لديهم إلى هدف بغض النظر عن الأسباب وحتى بغض النظر عن النتائج لأن استمرار التظاهر يعني استمرار أسباب الارتباط بالمنظمات في الخارج ولو راجعت أي جهة أمنية أو قضائية جوازات سفر الكثير من مشاهير الناشطين والناشطات سيجدون

أن تأشيرات السفر السنوية قد تجبر هذا الناشط أو تلك لاستخراج جواز جديد كل عام او عامين على الأكثر – والسؤال هنا – ماهي حقيقة العلاقة بين هؤلاء والكثير من المنظمات والمؤسسات الاوروبية والامريكية غير الحكومية؟ وهل تنعكس هذه العلاقة على الدور الذي يلعبه الناشطون داخل مصر؟ العلاقة قد تبدو بريئة  الأهداف ولكنها بكل تأكيد ليست بريئة الوسائل والغايات لأن التمويل الذي يخصص لمؤسسة مصرية أهلية من أي جهة أجنبية يأتي مشروطا، وأنا اعلم تماما أن تمويلا جاء لإحدى الجمعيات  من جهة أوروبية وكان موجها للانفاق على تنمية الفهم الحقوقى والديمقراطي لدى نساء منطقة الدويقة – فهل هذه المنطقة العشوائية والفقيرة جدا نساؤها بحاجة الى علاج وتعليم وتغذية أم لفهم حقوقهم الديمقراطية.. الفلسفة والأهداف البعيدة لمعظم الجهات المانحة أن تنجح في حشد قطاعات كبيرة من الجماهير للمطالبة بالحقوق بغض النظر عن مدى وأولوية هذه الحقوق بالنسبة للناس وعما إذا كانت الدولة قادرة على تلبيتها ، وبغض النظر أيضا عما إذا كانت هذه الحشود تؤدى واجبها تجاه الدولة والقوانين الضابطة للحياة أم لا.. المهم الثورة والحشد والصراخ من أجل الحقوق.
ولذلك الدولة المصرية اليوم وفي هذه اللحظة مدعوة أن تحمى مؤسساتها وتطبق قوانينها لتستعيد هيبتها، واتمنى على وسائل الإعلام قاطبة أن تهتم بملف المنظمات غير الحكومية في مصر وأن تعيد تقديم نشطاء الشر والسوء للناس برؤية تحقيقية استقصائية متعمقة ليعرف المصريون أن بينهم من هم  اشد كفرا من كفار قريش ومن هم أشد عداوة وكرها لمصر من الإخوان المتأسلمين.. هؤلاء المخربون والمدمرون مجموعات خارجة على القانون ولو تركوا هكذا سينضم لهم قريبا من لاناقة لهم ولا جمل.. لا في الثورات ولا في النكسات.

[email protected]