عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة معاداة الإخوان

ليس ذنبنا أن جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1928 وحتى سقوط مبارك 2011 أنهم اصطدموا باثنين من الملوك وأربعة من الرؤساء مما اضطرهم للبقاء طيلة ثمانين عاما يعيشون حياة سرية سواء داخل السجون والمعتقلات أو تحت الأرض.. من الظلم أن يدفع المصريون ثمن صراع الإخوان وتوابعهم مع السلطات والحكام ولا نغفل أن هناك من دفعوا ثمنا مماثلا فى نضالهم من أجل الحرية من المفكرين والمثقفين وأهل الرأى ولم يكن موقفهم من السلطة أى سلطة خلال القرنين الماضيين من أجل الحكم والامارة مثلما هو الأمر بالنسبة للإخوان وتوابعهم الذين وصل صراعهم من أجل السلطة الى درجة القتل أكثر من مرة بما فى ذلك قتل رئيس وفشل محاولة قتل آخر.

ومن يتأمل عقدة الإخوان التاريخية يجد وجه شبه بينهم وبين عقد اليهود الذين عانوا الظلم والتحقير من ملوك أوروبا لمئات السنين التى عاشوا خلالها فى جحور وزرائب المدن الاوروبية حتى كان موعدهم مع هتلر الذى أحرق منهم ما أحرق وقتل ما قتل وانتهت الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء 1945 وهى لحظة فارقة بالنسبة لليهود تشبه كثيرا لحظة سقوط مبارك بالنسبة للإخوان وتوابعهم.. وحيث كوفئ اليهود بفلسطين واعلان أممى لدولتهم كذلك كوفئ الإخوان وتوابعهم بمصر وكما رأى اليهود أن حلم الدولة لن يتحقق الا بمحو هوية الفلسطينيين التاريخية فإن الحال بالنسبة للإخوان وتوابعهم قريب الشبه حيث يرون أن لا استقرار يمكنهم من السلطة والحكم إلا بمحو الهوية التاريخية لمصر – تلك الهوية التى لفظوها فلفظتهم ثمانين عاما.
لقد بدأ عصر تجارة الإخوان وتوابعهم لقنص كل شيء تحت شعار بما لا يخالف شرع الله، وقريبا قد نسمع عن جريمة معادة الإخوان مثل جريمة معاداة السامية بالنسبة لليهود وهناك مؤشرات لذلك فى العصف بصحفيين وكتاب وفنانين بتهم كالعيب فى الرئيس أو المساس برموز الوطن.. سوف يشترون كل شيء – الذمم والضمائر والدنيا والآخرة.. سيسعون لبيع الجنة بالمتر كما كان البابوات والكهنة يبيعون صكوك الغفران فى القرون الوسطى للمتشوقين لجنة بعد الموت تعوضهم عن جحيم رجال الدين والكنيسة والامراء والنبلاء فى ذلك الزمان.. ويذكرنى هوس الإخوان وتوابعهم بشعار «بما لا يخالف شرع الله» بيهودى ذهب لبابا الفاتيكان فى القرون الوسطى وطلب منه شراء جهنم – اندهش البابا وسأله كيف تترك الجنة وتشترى جهنم، وأصر اليهودى وباع له البابا جهنم كاملة بصك من صكوك الكنيسة آنذاك، وغاب اليهودى

وعاد للبابا بعد سنين غنيا تعلوه مظاهر الترف وباغته البابا بالسؤال.. ماذا فعلت بأرض جهنم واجابه اليهودى انه كان يسأل كل من يقابله كم تدفع كى لا أدخلك جهنم وجمعت أموالا طائلة من الاف المؤمنين والضالين.. هذه هى حكاية اليهودى قبل خمسة قرون واعتقد مع فارق ادوات العصر ستكون هى حكاية الإخوان وتوابعهم نسخة 2012..
والذين يقولون إن الإخوان وباقى التيارات رافعة راية «بما لايخالف شرع الله» سوف ينجحون فى خطف مصر التاريخ والجغرافيا والهوية فإنهم يحكمون على ذلك باللمس أى بما يرونه من تقدم على الأرض حققه الإخوان وتوابعهم حتى وصلوا للسلطة واقتنصوا البرلمان بغرفتيه وتأسيسية الدستور ومجلس الوزراء والمجلس القومى لحقوق الإنسان ويستعدون للانقضاض على هيئة وهيبة المحكمة الدستورية.. من يحكم على الأحداث بهذا الشكل فهو انسان كما يقول الأستاذ العقاد «يتحسس التاريخ بأصابعه».. أما الذى يقول أن الإخوان المسلمين وتوابعهم من جماعات بما لا يخالف شرع الله تقدموا ولكنه تقدم يتجه نحو الهزيمة والسقوط – فهذا لا يتحسس التاريخ إنما يرى حتمية التاريخ لأنه يسبق بالبصر والبصيرة نشوة انتصار هؤلاء وهؤلاء ثم يقف فى مواجهتهم ويقول بأن هزيمتكم مؤكدة.. لماذا؟.. ببساطة من يعادى شرع الأوطان وهوى الأوطان فإنه كاذب حين يرفع راية «بما لا يخالف شرع الله» لأن الله ليس عدوا للأوطان وقد خلق البلاد والعباد على فطرة الحرية، بل خص الإنسان من بين كل الكائنات بمنحه حق الاعتراض على السماء وعصيانها إن شاء – فكيف بمخلوقات مقذوفة من الماضى تدعى غيرة على السماء لم ينسبها من استوى على العرش لنفسه.
[email protected]