رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"عشم" أهل السينما في "عواض"

بوابة الوفد الإلكترونية

ظلت الرقابة على المصنفات الفنية طوال السنوات الماضية من عمرها ملاحقة باتهامات كثيرة متعلقة بحرية التعبير، وكثير من المبدعين كانوا يرون أنها الاداة التي تستخدمها السلطة أو النظام للتنكيل بهم.

وبعد ثورة 25 يناير ووسط حالة الظمأ التي كان عليها أهل الفن بدأ الكثيرون منهم يتطلعون الى «فتح الباب على البحري» وهو الأمر الذي لابد أن نضع أمامه علامات استفهام كثيرة، ليس معنى أن الكل عاش حالة من الكبت خلال عصر مبارك، أن نتحول الى النقيض لأننا في مجتمع شرقي له عادات وتقاليد، لا تسمح بأي حال من الأحوال الخروج على النص وأن تتحول دور العرض، وشاشات التليفزيون الى منافذ لعرض أفلام «البورنو».
الحرية التي كنا جميعاً نبحث عنها متعلقة بطرح القضايا السياسية التي تهم المجتمع والسلبيات التي كانت تحدث في الدولة المصرية منذ ثورة 23 يناير وحتى الآن.
والحرية ليست تسريب مشاهد غرف النوم الى الناس بحجة أن هذه هى حرية الإبداع، ما كان يعانيه الفنان الحقيقي هو عرض وجهة نظرة في بعض القضايا، وليس أي شىء آخر، وبما اننا الآن نستقبل رئيساً جديداً للرقابة ينتمي الى حد بعيد لجيل الشباب، فعمره لم يتجاوز الـ 46 عاما، وهو بالنسبة لنا، وللوظائف العامة في عز الشباب، لذلك عليه أن يحافظ على تقاليد المجتمع المصري بكل ما فيها، وفي نفس الوقت يعطي المبدع حقه في طرح قضاياه.
الشىء الجميل أن الرئيس الجديد أحمد عواض أحد مخرجي السينما، وبالتالي فهو من داخل الوسط الفني، ويعى جيداً من هم يريدون استخدام الحرية بشكل خاطئ، ومن يريدون استخدامها بالشكل الذي يفيد المجتمع، انتماء عواض للحقل السينمائي تضعه في مأزق كبير أيضاً لأن هناك زملاء له سوف «يتعشمون» فيه بشكل كبير، وربما يتعرض لانتقادات أكبر لو تدخل لحذف مشهد من فيلم أو شطر من أغنية تحمل مدلولاً سيئاً.
وفي المقابل من هم خارج الوسط الفني سوف يتتبعون خطواته جيداً، والاتهام موجود.. بأنه ينتمي للوسط الفني، وبالتالي تهمة الانحياز سوف تلاحقه، وهذا يعني أنه في كل الأحوال محاصر من داخل الوسط وخارجه بنفس المبررات، وهى «العشم، والانتماء».
لذلك من البداية لابد من وضع آليات بحيث لا تكون الرقابة من وجهة نظر الناس محرضة على الفسق، والفجور كما يقول البعض، ولا تكون اداة لقتل الابداع.
فالدولة المصرية بكل أركانها تدخل مرحلة جديدة تحتاج إلى الشفافية في كل شىء، ومنصب الرقيب لا يقل أهمية من مناصب كثيرة في الدول فهو مثل القاضي الذي يحمل على عاتقه تطبيق أحكام القضاء حتى ينجو المجتمع من اللصوص، والبلطجية، والفاسدين، والرقيب مهمته ليست فقط تنقية السيناريو أو الأغنية من الاقتراب من الدين أو الوطن أو الجنس، هو مهمته أكبر من هذا، فهو يمرر للمجتمع أفضل صور الإبداع، وهو الوحيد القادر على تنقية السينما والغناء من مفاسد كثيرة ظهرت بقوة خلال السنوات الأخيرة، خاصة أن البعض بدأ يتخذ من الثورة ستاراً لتمرير أشياء كثيرة بحجة أن الثورة قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، فالحرية لها حدود، والعدالة الاجتماعية تعني أن كل ما يمر للمجتمع لابد أن يكون صالحاً للتداول لكل الناس وليس لفئة على حساب فئة، عواض باعتباره الرقيب الجديد سوف يستقبل أفواجاً وأفواجاً من السينمائيين بحكم «العشم» الذي تحدثنا عنه، وبالتالي عليه بالشفافية لمواجهة «العشم»، وإلا سوف يخسر هو وجيله فرصة كانوا ينتظرونها منذ فترة طويلة، الرقابة الآن في يد جيل كان يتصور أنه مهمش، لذلك فالكل سوف يفتح نوافذه لكي يرى ماذا سيفعل هذا الجيل؟ اما فيما يتعلق بما قاله في حواره مع الزميل علاء عادل من أنه كاره لكلمة الرقابة فهذا أمر شخصي يخصه، اما ما يتعلق بالوظيفة العامة فهو مجبر على تطبيق القانون، والجهاز اسمه الرقابة على المصنفات الفنية وليس أي شىء آخر، وهو قبل المنصب وفقاً للاسم الذي حددته الدولة.