رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"فرح ليلى".. مات بالسكتة الفنية

بوابة الوفد الإلكترونية

على غير العادة، صدمت ليلى علوى جمهورها الذى اعتاد منها فى السنوات الماضية تقديم أعمال ذات مستوى فنى راق, فبعد عدة سنوات شاهدنا فيها ليلى علوى فى أعمال فنية مميزة قدمت فيها

المسلسل المكون من 15 حلقة فى حكايات بنعيشها,  ثم كان دورها المميز فى «نابليون والمحروسة» متقمصة شخصية نفيسة البيضا واستطاعت بامتلاكها لناصية الشخصية التاريخية بتفاصيلها الدقيقة إعطاء انطباع جيد أن ليلى علوى تعيش مرحلة النضج الفنى ولكن هذا للأسف ذهب هذا كله أدراج الرياح مع الحلقات الأولى من «فرح ليلى» الذى كان من المفروض تقديمه كفيلم ولكن عندما فشلت ليلى علوى فى التحضير لمسلسلها الرمضانى قام خالد الحجر بمط قماشة العمل الفنى وقرر تقديمه كأطروحة درامية رمضانية معتمدا على الارضية الجماهيرية لليلى علوى.
وجاءت الدراما بما لا يشتهى المتفرج الذى وثق فى اختيارات نجمته فى السنوات الماضية لذلك ورغم شراء معظم القنوات المسلسل فإن الجمهور اكتشف مع الحلقات الأولى أنه خدع وأمام حدوتة «ملتوتة» لا تصلح حتى لسهرة تليفزيونية فالعمل المبنى على البطولة الفردية والحكايات الجانبية الفرعية التى تصب كلها فى اتجاه النجم كانت فارغة من المضمون وتعتمد على البناء الدرامى الهش. والشخصيات بلا جذور  والاحداث معلقة فى الهواء والعديد من الشخصيات تم تواجدهم فى الدراما اعتمادا على نظرية الحشو فالصديقة المقربة للبطلة والتى تعمل معها هى وزوجها عوقب المشاهد لعدة حلقات بحوار ساذج ومكرر عن رغبتهما فى الانجاب والمحاولات المستميتة من أجل ذلك ولا مانع من تقديم مشهد طويل لليلى علوى وصديقتها فى محل ملابس أطفال واللقطات المقحمة وكل واحدة منهن تمسك ملابس طفل رضيع, وزيادة فى حشو الشخصيات هناك حكاية الست توحة وابنتها والتفاصيل المملة عن العلاقة بينهما .وحتى يكون للعمل عقدة درامية فقد عزف المسلسل على مشاكل العنوسة ومخاوفها،وكان من الممكن طرح أسباب تحظى باحترام عقلية المشاهد من إيجاد سبب فكري لارتفاع النسبة بين شخصيات لهن مواصفات ليلى علوى وهن كثيرات فى المجتمع ولكنه عمد الى اختيار المنحنى المعتاد فى تلك الاطروحة وهو الرغبة فى العناية بالاب واستكمال دور الام وللاسف أن هذا الطرح أيضا كان باهتا ومعتمدا على حوارات سفسطائية بين الاب وابنته, بل إن السيناريست وجدها فرصة فى حشو شخصيات جديدة عندما أعطى بعدا دراميا من خوف الابنة من مرض السرطان الذى ماتت بسببه الأم. فأقحم شخصية الطبيب النفسى. الذى أدى دوره فطين عبد الوهاب, فكان فرصة بين الحين والاخر لظهوره مع ليلى لاستهلاك مشاهدجديدة عبارة عن فضفضة.
وبالموازاة مع مشكلة العنوسة دخل خالد الحجر بنفس الرتابة وكلاكيت عشرات المرات لمعالجة  رأيناها للكلام عن  الزواج العرفي من خلال شخصية  مي ، لنعيش حلقات نستعرض فيها زواجها من زميلها وحملها منه، ثم هروبه بلا مبرر درامى وخاصة أنه كان فى الحلقات الاولى يحاول بكل السبل الزواج منها، ولزيادة جرعة التراجيديا أدخلنا المخرج فى تفاصيل محاولات ليلى لمعالجة الموقف دون اكتشاف الأب خوفا عليه من أزمة كبيرة، ولتجنب الفضيحة.. ثم يدخلنا فى التسلسل المنطقى والخارج من كتالوج المعالجة الدرامية للزواج العرفى فى أعمالنا الفنية على مر العصور بأن تفقد «مى» جنينها وما يتبعه من نحيب وبكاء واتهامات متبادلة بين الأطراف, ولا مانع من ظهور حبيب جديد لمى  حتى نكمل الحوارات الجانبية لشخصيات مهمشة. ولأن مى معيدة فى فنون جميلة. فلقد تفتق

ذهن خالد الحجر عن تقديم حلقات كاملة عن الطلبة وهم يغنون ويختلفون بلا داعى ولا سبب درامى, بل أن هناك مشهداً طويلاً تغنى فيه إحداهن ثم تدخل فى نقاش عقيم مع صديقها ثم تصاب بالاغماء وتفيق ونحن لا نعرف «مين دى أصلا» وما فائدتها فى الدراما!
ووسط هذا الهرج والمرج فى مشاهد لا مبرر لها فلا مانع من عدة لقطات لعبد الرحمن أبو زهرة متغزلا فى فنجان القهوة واخرى لليلى علوى وهى تطبخ أو تقدم الشاى. ولكن مشهداً خبزاً الفطير المشلتت وتوابعه من الدرامية من الحديث عن جماله وطعمه وطريقة أكله تصلح لتكون نموذجاً لكيفية «اللت والعجن» فى الدراما. ولأن المسلسل لازم يكون فيه راجل يحب ليلى من هنا ظهرت ظهرت شخصية أدهم (فراس سعيد) ودخوله الى الاحداث استمر حلقتين ونحن نشاهد لعبة القط والفار بينهما. وهناك أيضا شخصية المدرس المضطرب نفسيا، والذي يحب ليلى ويحلم  بالزواج منها وبالطبع لا مانع من الحكايات الجانبية لهذا الجار. وكله فى رمضان دراما حتى وإن كان عنصرها الاول هو المط والتطويل، فهناك العديد من المشاهد  بين الأب وابنته التي يتمنى أن يراها متزوجة قبل أن يموت,يمكن التخلص منها .أما شخصية ليلى فبناؤها الدرامى ضعيف وهش ولا يصلح لعمل  درامى يمتد طوال شهر رمضان  بدأ بتنظيم حفلات الزفاف، ومتابعة التفاصيل لإقامة الفرح ثم استعراضه دون سبب درامى ويتبع ذلك مشاهدة ليلى وهى تحلم بارتداء الفستان.. واستكمالا للحشو فلا مانع من الكلام عن طوابير البنزين رغم أن العمل لا يقترب من قريب أو بعيد بما يحدث فى مصر الان ..وأعتقد أن السبب الوحيد كان لإيجاد سبب لركوب ليلى علوى الحمار ليصبح بطلا فى إحدى الحلقات.. والسؤال الذى لا أعرف له اجابة لماذا كل هذه الاغانى الكاملة فى المسلسل.. وعليك أن تختار 1- حشو لابد منه لملء الشرائط؟ 2- المخرج أعتقد أنه يقدم فيديو كليب ؟ 3- عقاب للمشاهد الذى تحامل على نفسه وأكمل المسلسل؟ ليصبح «فرح ليلى» سببا فى إصابة المشاهد بصدمة المتابع لعمل فنى كان يأمل به خيرا ..وسقطة فنية لفنانة دخلت مرحلة النضج الفنى من سنوات.. وغبار يغطى أعمالا رائعة مثل «حديث الصباح والمساء» و«نابليون والمحروسة».