رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"ضوء أخضر" لاغتيال الإعلاميين

خيرت الشاطر
خيرت الشاطر

الإعلاميون يحملون أرواحهم على أيديهم.. ولا أحد يعرف ما سيحدث فى الأيام القادمة.. هل سينفذ خفافيش الظلام تهديداتهم التى تظهر بين حين والآخر معلنة أنهم سيسحلون المخالفين لهم فى الرأى.. وماذا سيفعل هؤلاء الموتورون فى ظل شحن دينى متطرف،

وخاصة أن الخطاب الأخير للرئيس كان به الكثير من الهتيفة المطالبين بتطهير الإعلام، وتبعه حملة مسعورة على الفضائيات الإخوانية وخاصة أن الإعلاميين أمثال لميس الحديدى ويسرى فودة ووائل الإبراشى وآخرين نصبت لهم المشانق فى مظاهرات القوى المتأسلمة فهل هذا بمثابة كارت بلانش لنصبح ضمن البلاد التى تغتال إعلاميها، وخاصة أننا قدمنا أول شهيد إعلامى الصحفى «الحسينى أبو ضيف»، السبت الماضى أرسلت وزارة الاستثمار خطابات إلى معظم القنوات التى تهاجم الرئيس مرسى إيذانا بغلقها.. إن المشانق التى علقت للإعلاميين لن تخيف أحدا, بل ستزيدهم إصراراً على إعلاء كلمة الحق التى لا يراها الذين ألغوا عقولهم وأصبحوا قطيعا يسير وراء جماعة لا تعرف سوى مصلحتها الشخصية.. ولقد انتقدت لميس الحديدى الدكتور عبدالرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين المحرض على الإعلاميين، مؤكدة أنها ستتقدم ببلاغات للنائب العام ضد كل قائد جماعة حرض المواطنين على الإعلاميين رغم أننى أرى أن النائب المتأخون لن يفعل شيئا.. وإذا كانت لميس تتساءل:
«هل الـ14 إعلاميا الذين يقول عنهم مفتى الجماعة بأنهم يتقاضون 100 مليون جنيه، يقفون عقبة فى تاريخ إنجاز الإخوان»، وأن المليونية تحريض عليهم، فإن الإجابة أن الإخوان يخافون من كلمة الحق وإذا ملكوا زمام اغتيال كل من يعارضهم لفعلوا ذلك.. و«مفتى الجماعة» والمهندس خيرت الشاطر والمرشد والرئيس مرسى لن يتحملوا مسئولية أمن الإعلاميين لأنهم هم أنفسهم المحرضون. إن ما يحدث من الإخوان هو محاولة لهدم دولة القانون لصالح تفكيك الدولة بهدف السيطرة الكاملة لليمين المتطرف فى مصر الذى يقوده مكتب الإرشاد، وداعمه الأول محمد مرسى الذى أعطى شرعية لهجوم هذه الميليشيات المنظمة على الإعلام.. إن جماعة الإخوان المسلمين التى اختارت أن تلعب دوراً أكبر من قدراتها، وأدخلت نفسها فى حسابات خارجية ستقضى عليها وعلى الوطن لن تخيف الإعلاميين، حتى ولو كان الثمن الموت..
للأسف إن القائمة طويلة للإعلاميين الذين اغتيلوا أثناء تأدية مهمتهم فى العالم ومنهم السورية يارا عباس التى كشفت هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية، نقلا عن مصادر إعلامية ليبية مستقلة، إن قناصا من الميليشيات الليبية، المتأسلمة التى تحارب مع الجيش الحر كانت وراء مقتلها، خلال تغطيتها للمعارك الدائرة في القصير بين جيش الأسد والمعارضة المسلحة، لتكمل قائمة الإعلاميين التى تحمل فيها أسماء الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة ومنهم سمير قصير والإعلامى جبران تويني الذى كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة النهار الإعلامية. عرف تويني بمعارضته للتدخل السوري في لبنان. وعلي حسن الجابر هو رئيس قسم التصوير في قناة الجزيرة، اغتيل عن عمر يناهز 55 عاما في 12 من مارس 2011 وذلك في كمين استهدف طاقم قناة الجزيرة جنوب غرب مدينة بنغازي. والأمريكية، ماري كولفين والفرنسي ريميه أوشليك اللذين اغتيلا بالقرب من حمص في 22 فبراير 2012. وقد سبق لكولفين أن فقدت عينها في تغطية للأحداث في سيريلانكا.. وهناك هرانت دينك الإعلامى التركي من أصل أرميني، والذى اشتهر بدفاعه عن الأرمن ومطالبته الحكومة التركية بالاعتراف بمذابح الأرمن. اغتيل في أسطنبول في 19 يناير 2007 عن عمر يناهز 53 سنة.. شهدت روسيا عددا من الاغتيالات في صفوف الإعلاميين، ومن أشهرها اغتيال آنا بوليتكوفسكايا، التي اغتيلت في 7 أكتوبر بإطلاق الرصاص عليها أمام منزلها.

عرفت آنا بمعارضتها للحرب الشيشانية وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسوكراتيس جيولياس مدير إذاعة محلية وصاحب مدونة سياسية تحظى بشعبية كبيرة في اليونان، اغتيل في أثينا في 19 يوليو 2010 عن عمر يناهز 37 سنة. وهناك حائط تذكاري في مكسيكو سيتي للإعلاميين ضحايا القتل والاختطاف في المكسيك. تعد المكسيك ودول أخرى في أمريكا اللاتينية، مثل كوبا وكولومبيا، من أخطر الدول في العالم على الإعلام، وتتضارب المعلومات حول اليوم الذي قتل فيه الإعلامى الأمريكي دانيال بيرل. الذى تم إعدامه بوحشية في باكستان من قبل عناصر تنظيم القاعدة عن عمر ناهز 39 واغتيل إعلاميان تابعان لمؤسسة دويتشه فيله في أفغانستان، إذ تم إطلاق النار على كارين فوشير وكريستيان شتروفه. وأسباب القتل لاتزال مجهولة. توفيت كارين عن عمر ناهز 30 عاماً وكريستيان عن عمر ناهز 38 سنة أما مثال التحدى والصمود مي شدياق فقد نجت للمرةً ثانية من الاغتيال. في 2005.. وفاجأت القتلة ببقائها على قيد الحياة، وفي 2009 فاجأت المتآمرين على «جرأتها» وعودتها المُشرقة إلى الإعلام بالكبرياء وبالاستقالة التي فضحتهم على مرأى من عيون الناس. تلك الإعلامية العظيمة التى لم تطالبهم إلا بالانتصار للعدالة والمبادئ التي دفع في سبيلها شهداء السيادة والاستقلال حياتهم، وإذ لم تُفاجأ بالحصار الذي فُرض عمداً على برنامجها لوصمه بـ«غياب الموضوعية والانحياز». وفي محاولة اغتيالها الأولى لم تُستهدف مي لكونها مجرّد إعلامية تُطلّ على الناس، بل لأنّها صاحبة رأي عبَّرت عنه في زمنٍ حصد كثيرون فيه نفوذاً وجاهاً لتقرّبهم من أصحاب القرار، أو تراقص البعض على منظومة «الحياد».. مي شدياق مذيعة وصحفية لبنانية، عملت فى إذاعة صوت لبنان أثناء الدراسة في الجامعة اللبنانية وعملت فى المؤسسة اللبنانية للإرسال، أصيبت بجروح بليغة في قدمها اليسرى ويدها بعد حدوث انفجار في منطقة جونيه، ثم ذهبت إلى فرنسا للعلاج مما أبعدها عن الإعلام. تحمل مي شدياق درجة الدكتوراه وعادت مع برنامج بكل جرأة. وفى 4 فبراير 2009 أعلنت شدياق اعتزالها مهنتها مما أكد أن الإعلاميين المحاصرين بين راحتى الإرهاب والتهديد والوعيد واستباحة الدماء لن يخافوا من الإخوان المسلمين وقوى الاسلام السياسي وسيظلوا المدافعين عن حرية الرأى والتعبير عما يقومون به مهما تعرضوا لتهديدات بالقتل أو سب واعتداء فلن تقطع الألسنة أو تسود الشاشات والمنابر أو تقتل حرية الرأى والتعبير.