رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"هانى" أسد على إسرائيل.. حنون على روتانا وكارول

هانى مهنا
هانى مهنا

جلسة فى أحد المطاعم الفرنسية الشهيرة أوحت إلى أحد كبار الموسيقيين الفرنسيين بأن يكون هناك حقوق للأداء العلنى والطبع الميكانيكى،

بعد أن استمع هذا الموسيقى إلى أعماله فى الإذاعة الداخلية للمطعم. ومن هنا بدأ الحساب وتحصيل الحقوق على كل نغمة تعزف بأى طريقة من طرق الإذاعة. ومن هنا بدأت الخطوات العملية لوضع قوانين تحمى حقوق المؤلف والملحن فى شتى بقاع العالم. ومن هنا بدأ يوضع أول حجر فى جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية «ساسيم». هذه القصة حولت معظم كتاب وملحنى الأغنية فى العالم من فئة الفقراء إلى طبقة الأكثر ثراءً، وكان لها دور كبير فى حماية التراث العالمى. هذه الواقعة حدثت خلال النصف الأول من القرن الماضى، الآن ونحن فى الربع الأول من القرن الـ21 مازال لدينا فى مصر من يفصل قوانين حقوق الملكية الفكرية حسب أهوائه. مؤخراً أعلن هانى مهنا عضو جمعية المؤلفين والملحنين بأن الجمعية سوف تتخذ إجراءات ضد الإذاعة الإسرائيلية بسبب سرقة أحد ألحان الموسيقار فريد الأطرش «ما قالى وقولته» والتى غنتها المغنية الإسرائيلية ساريت حداد، ورغم أن هانى مهنا وأعضاء الجمعية جميعاً يعلمون أنهم يحاربون فى طواحين الهواء، ولن يستطيعوا أن يحصلوا على حق من إسرائيل لأنها دولة قائمة أساساً على وضع فوق القانون. وبالتالى أى كلام على حقوق يمكن الحصول عليها من قبل إسرائيل أو حتى أى دولة أخرى فهو كلام للشو الإعلامى، خاصة أن إسرائيل التى سرقت الأرض حصلت أيضاً على كل تراثنا بطرق غير مشروعة منذ عشرات السنين. الإذاعة الإسرائيلية يوجد بها أعمال وتسجيلات لأم كلثوم وعبدالوهاب ورياض السنباطى وعبدالحليم حافظ ونجاة وليلى مراد وغيرهم ولم يستطع أحد أن يحصل على حق أو باطل معهم.
الغريب أن القضية التى من الممكن بكل سهولة أن تأخذ الجمعية حق أحد أعضائها، وهو الموسيقار محمد عبدالوهاب من شركة روتانا التى اعتدت على الحق الأدبى لموسيقار الأجيال عندما أعطت الشركة لنفسها حق تركيب كلمات على المقدمة الموسيقية للحن أغنية «ليلة حب» فى ألبوم كارول سماحة وعنوان الأغنية المزيفة «وحشانى بلادي». أعضاء الجمعية علموا بالأمر من وسائل الإعلام المختلفة والتى تناقلت الخبر، كما أنهم استمعوا إلى رد كارول سماحة والشركة المنتجة وهى ردود غير قانونية لأنهم استندوا على تصريح من شركة صوت القاهرة باعتبارها مالكة لتراث أم كلثوم رغم أن هذا الحق هو من الحقوق الأصيلة لأسرة عبدالوهاب ولمالكى تراثه، وهو هنا المنتج محسن جابر الذى اشترى كل إنتاج عبدالوهاب،

والذى بالفعل أقام دعوى قضائية ضد روتانا. وهو الأمر الذى طرحناه من قبل، لكن يبقى موقف جمعية المؤلفين والملحنين الغامض التى اكتفت بالمشاهدة أو بإجراءات هزيلة، لأننا لم نسمع أن هناك إجراء اتخذ ضد مؤلف الأغنية أو ضد شركة روتانا باعتبارها عضواً ناشراً فى الجمعية. أيضاً هانى مهنا الآن هو رئيس اتحاد النقابات الفنية، وقبل هذا وذاك هو موسيقى عاش وسط هؤلاء العمالقة، وهو الأقرب إحساساً بفنهم، وبالتالى طالما أنه أخذ على عاتقه الدفاع عن حق فريد الأطرش، كان عليه أن يبادر بإعلان الحرب على كل الذين تجرأوا على تراثنا، خاصة أن كلام السيدة كارول سماحة، وشركة روتانا مستفز للجميع لأنهم تحدثوا عن قانونية العمل، وتركوا أمر تشويه عمل لموسيقار الأجيال، فالإبداع الذى خلفه كل كبار مبدعينا لا يجب أن نعبث به بهذه السهولة، لأن السيدة كارول أو روتانا لو فعلت هذا مع عمل لبيتهوفن أو موتسارت أو باخ لاضطروا لبيع عفش الشركة حتى يدفعوا التعويض المناسب، لأن هذه الأعمال ملك البشرية ولا يجوز العبث بها.
والجميل أن الست كارول قررت تصوير الأغنية كنوع من العناد للشعب المصرى. وأتصور لو أن هناك موقفاً اتخذ من اتحاد النقابات الفنية المصرية ونقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين لما جرأت روتانا وكارول على هذا الفعل، لكن الضعف الذى فيه الدولة المصرية، و«الطناش» الذى عليه النقابات والجمعية جعل المخطئين يتمادون فى الأمر.
ولا نعلم هل السادة أعضاء نقابة الموسيقيين بتشكيلها الحالى والسابق، والجمعية لهذه الدرجة يخشون على شعور الست كارول، بطبيعة الحال لن يضيع حق وراءه مطالب، لكن مثل هذه القضايا تكشف لنا الوجوه الخفية لبعض الشخصيات.