عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإنتاج والأزهر والسيناريو ثلاثى غياب الأعمال الدينية

بوابة الوفد الإلكترونية

تظل الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ينقصها الاحتفاء بأعمال فنية عن سيرته العطرة، تستذكر على الناس قيمة النبي العظيم، وللأسف في كل عام لا يجد التليفزيون المصري، والفضائيات سوى أعمال قليلة للاحتفاء بهذه المناسبة بعرض أفلام «الشيماء» أو «فجر الإسلام»، ومؤخرًا «الرسالة» الذي رفض عرضه التليفزيون المصري لفترة طويلة نظرًا لتجسيد سيدنا حمزة عم رسول الله، ولكن مؤخرًا أذاعه التليفزيون والفضائيات، وحظى بنسبة مشاهدة عالية.

لماذا انشغل المنتج المصري بإنتاج الأفلام الاجتماعية على حساب الدينية؟ طرحنا هذا السؤال على المتخصصين.

مسعد فودة: الأزمة في السيناريوهات
أرجع مسعد فودة نقيب السينمائيين غياب إنتاج الأعمال الفنية التي تحكى سيرة الرسول وآل بيته إلى غياب السيناريوهات التي تستطيع أي شركة إنتاج أن تقدمها، وإذا كانت أي شركة إنتاج ستدخل مثل هذه المشاريع تعرف أنها لن تحقق أي عائد مادى، لكنها يجب أن تعى أنها ستحقق عوائد معنوية كثيرة، ويكفيها أن يكون في تاريخها مثل هذا الفيلم، وأضاف فودة لا يوجد سيناريوهات قدمت تشجعنا أن نتطرق لهذه الموضوعات لأنه لها حساسية حتى في التناول، وهذا استقطع فترة طويلة منا، لكن الآن بدأ كتاب كبار يفكرون في هذا، خاصة بعدما استفزنا الـ 14 دقيقة المسيئة التي عرضت على موقع اليوتيوب، واستفز جميع المسلمين في بقاع الأرض، وهو ما دعا كثيرين للتفكير، والعمل على إنتاج أعمال دينية، وبدأت تعمل بوجهتين معنوية ومادية من خلال سيناريوهات ذات مضمون عال وتستطيع أن تصرف بتكلفة كبيرة.
وعن عدم تنفيذ مشروع إنتاج أفلام تحكى السيرة النبوية لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن النقابة بالفعل جهزت 10 أفلام بـ 10 مخرجين و10 أفكار، وتمت المعاينات، ولكن نظرًا للظروف السياسية العصيبة التي تعانى منها مصر الآن وعدم إمكانية التصوير أرجأنا المشروع حتى تهدأ الأوضاع الحالية.
وأضاف فودة أن المخرج الكبير على عبد الخالق هو المشرف العام على المشروع بالتعاون مع الاستاذ عمرو خالد وكان من المقرر أن يبدأ خلال أيام المخرجان أمير رمسيس وعلى إدريس إنتاج فيلمين لكن للأسف اضطررنا إلى تأجيل الأعمال نظرًا للحصار الموجود على مدينة الإنتاج الإعلامي و التي تبرعت لنا باستديوهات مجانية لتصوير الأعمال هناك، وأكاديمية علوم الإنتاج أيضًا مجانًا للتصوير، وننتظر الآن مرور أحداث 25 يناير وما بعدها لاستقرار الأوضاع للبدء في التصوير.

بهاء الدين إبراهيم: الرقابة حجزت على حرية الكتاب
ونفى المؤلف بهاء الدين إبراهيم أن يكون قلة الموضوعات هي السبب، معللًا ذلك بأن السبب في تراجع الإنتاج الفني الدينى كله هو القيود والضوابط التي وضعها الأزهر لظهور الشخصيات الإسلامية، وقال: ككاتب لا استطيع أن انتج فيلمًا عن الشخصيات الكبيرة لأنها ممنوع ظهورها، والشخصيات الأساسية مثل العشرة المبشرين بالجنة، وآل البيت وهذا منع جزءًا كبيرًا من الإنتاج الفني، لأن الكاتب ليس لديه فرصة الاختيار ومقيد بحكم الضوابط التي وضعها الأزهر، بالإضافة إلى أن الإنتاج الإسلامي سواء كان سينما أو تليفزيون مكلف بالقياس إلى الإنتاج الآخر نظرًا لوجود ملابس وديكورات معينة ومواقع تصوير مجهزة خصيصًا لذلك، حتى تكون هذه الأفلام قادرة على المنافسة مع الإنتاج العادى وهو أمر صعب للغاية، فالمسلسلات الدينية والأفلام تنجح لكنها لا تحقق إيرادات نظرًا لأنها لا يتوافر فيها إمكانيات الإغراء للمشاهد، فالاتجاه الدينى هو أقرب إلى الوعظ، والناس لا تذهب للسينما حتى تتعلم أو تتعظ، لكنها تذهب لكى ترفه عن نفسها.

محمد السيد عيد: الحل عودة الإنتاج الحكومى!
واتفق معه الكاتب محمد السيد عيد مؤكدًا أن هناك أسباب

عديدة لغياب الإنتاج الدينى، أولها الأزهر نفسه الذي وضع قواعد قاسية تمنع ظهور الخلفاء الراشدين وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة، وهذه شخصيات محورية في التاريخ الإسلامي والدعوة الإسلامية، ثانيًا أن السينما المصرية منذ أن رفعت الدولة يدها عنها وتراجعت عن تقديم أفلام كبرى، ولهذا لم نعد نرى أفلامًا بضخامة الناصر صلاح الدين أو «واإسلاماه»، ووصل الأمر إلى حد غريب من التراجع لأن القطاع الخاص كل ما يهمه هو تحقيق الربح، وبالتالى فهو لا يقوم بإنتاج أية أعمال تاريخية أو دينية مهما كانت قيمتها ولهذا فالأمل الوحيد حتى يعود الإنتاج أن يتراجع الأزهر عن شروطه القاسية، خاصة أن المسلسلات العربية التي تنتجها الدول الشقيقة كسرت كل قواعد الأزهر، وقال: في مسلسل «الحسن والحسين» رأينا آل البيت وفي مسلسل عمر رأينا الخلفاء الراشدين وبعض المبشرين بالجنة فماذا بقى من ممنوعات الأزهر أنه يفرض هذه الممنوعات على الدراما المصرية فقط، وأرجو أن يعيد النظر فيها، وأضاف عيد: أرجو أن تقوم أجهزة الدولة سواء في وزارة الثقافة أو وزارة الإعلام بتبنى الأفلام التاريخية والدينية التي لا يقدم القطاع الخاص عليها بحيث نقدم زادًا معنويًا للأجيال الجديدة ونقوم بتعريفهم بدينهم وتاريخهم.

على عبد الخالق: نبحث عن إنتاج ضخم يليق باسم الإسلام
وقال المخرج على عبد الخالق إن إنتاج أفلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتضى إنتاجا كبيرًا ليخرج العمل بشكل يليق باسم رسول الله، فالإنتاج الذي كان يقدم في الخمسينيات والستينيات لا يمكن أن يقدم حاليًا، فالتكنولوجيا تطورت وإنتاج فيلم يحترم قدر الإسلام ويليق بمكانته، وهذا لن يتم إلا بتضافر جهود كل رجال الأعمال الذين يخافون على الإسلام ويريدون أن يقدموا عملًا يحترمه.
وعن مشروع إنتاج أفلام قصيرة عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد عبد الخالق أنه بالفعل اتخذ خطوات فعلية بعمل أفلام روائية قصيرة وتم وضع خطة لبداية التصوير ومعاينة المواقع على أن تنتجه نقابة السينمائيين بالتعاون مع بعض شركات الإنتاج المصرية وقطاع الإنتاج المصري لإنتاج أفلام وتم الاستعانة بـ 10 مخرجين روائيين ووضعت تصورًا للمشروع قدمته للنقيب ومجلس النقابة لتنفيذه، وعرضه في دول العالم كلها في وقت واحد عن طريق المهرجانات الدولية والمصرية، وبذلك تصل الرسالة للعالم كله حتى يقدم عملًا يحترمنا كمسلمين.