رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقالة الإعلاميين قذائف ترد على حرب الإخوان

الإعلامي خيري رمضان
الإعلامي خيري رمضان قدم استقالته علي الهواء

حالة من السعار أصابت الإخوان فى الأيام الأخيرة محاولين الفتك بالإعلام. والقضاء على أى صوت حر معارض لأخونة الدولة المصرية. والفتك بأى صوت لا يسبح ويمجد فى النظام الرئاسى، ورغم إصرار العديد من القنوات على الحيادية وتقديم الرأى والرأى الآخر إلا أن هذا لا يشفع عند النظام الفاشى المطبق نظرية من ليس معى قلبا وقالبا فهو عدوى.

ورغم أن الاعلام الاخوانى لايعرف عن تلك المهنية شيئا ويعمل ليل نهار لصالح الاخوان حتى ولو كان سيؤدى فى النهاية الى دمار الكيان المصرى المترابط والحضارة القادرة على احتواء كل التيارات السياسية والفكرية, بل إنه استولى على الاعلام المصرى الحكومى بأكمله لكون وزيره هو الاخوانى صلاح عبد المقصود الذى لايقدر سوى على تطبيق نظرية السمع والطاعة للمرشد رغم أن جموع المصريين الأحرار هم دافعو مرتبه. ولكن لاصوت يعلو فى وجهة نظره فوق كلمة المرشد العام.

ووسط الانسحاق والانبطاح الاعلامى الحكومى وعلى رأسه وزيره كانت قنبلة «عصام الأمير» رئيس التليفزيون مدوية ضد الفساد والانحياز المقيت وعدم الحيادية بإعلانه استقالته من منصبه كرئيس للتليفزيون المصرى، احتجاجا على الطريقة المدار بها البلاد، ورغم أنه تقدم بالاستقالة لوزير الإعلام يوم الاحد الماضى ولكن كالمعتاد لم تعلن ربما لأنهم لايصدقون أن هناك من يترك الكرسى احتراما لنفسه حتى لايكون مشاركا فى تلك المهزلة السياسة التى يريد أن يسير عليها التليفزيون المصرى. ولم تكن تلك هى المرة الأولى التى تقدم فيها «الأمير» باستقالته.

ولأن الحرب على الاعلام لاتفرق بين الحكومى والخاص فالإخوان يتعاملون وكأنهم ملكوا الدنيا ومن عليها لذلك تحركوا بخفافيشهم فى الظلام وخاصة أنهم يعلمون أنه بالتأكيد ستكون هناك ضيوف فى القنوات الفضائية من جبهة الانقاذ الوطنى للتعليق على خطاب الرئيس محمد مرسى, وكما فعلوا سابقا مع قناة النهار عند إذاعة حوار الرئيس عندما أعلن محمود سعد أن البرادعى سيعلق على اللقاء ثم قال: إنه يبدو أن حوار الرئيس لن يذاع إلا بعد رحيل د. البرادعى!. وهو ماحدث فبمجرد انتهاء البرنامج. ظهر حوار الرئيس الذى تأخر عن ميعاد إذاعته رغم أنه مسجل.

ونفس الشىء حدث مع خطاب مرسى يوم الخميس الماضى، فبعد أن أعلن خيرى رمضان أنه يستضيف حمدين صباحى بعد الخطاب ليعلق عليه. ظهر خيري رمضان ليعلن استقالته من العمل في قناة cbc على الهواء مباشرة، أثناء تقديمه برنامجه اليومي «ممكن». وأكد أن انسحابه من العمل بالقناة يجئ على خلفية عدم سماح إدارة cbc لدخول المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي للاستديو، حيث سيكون ضيفا على برنامج «ممكن» بحجة أنهم لم يبلغوا بحضوره. وقدم خيري احترامه وتقديره لأسباب رفض القناة لدخول حمدين، ولكنه أكد احترامه لنفسه ولعمله، مشيرا إلى أنه متحمل مسئولية قراره حتى ولو كانت ستكلفه عمله بالإعلام كله.. وهذا الموقف المشرف لخيرى رمضان لايعفى القناة من أنها رضخت لهذا الابتزاز الاخوانى الذى بالتأكيد سيتبعه تدخلات كثيرة فى برامجها وأول الغيث برنامج

خيرى الذى كان مهنيا الى أبعد الحدود فى تغطيته الاعلامية. وهذا يعنى أن هناك رقابة على الفضائيات لم نعرفها من قبل حتى فى عصر مبارك.

وخاصة أن صباحي قد حضر بالفعل للاستوديو لإجراء اللقاء، لكن إدارة القناة رفضت ظهوره عليها.

ورغم ماتردد من أن ما حدث جاء بناء على تعليمات من جهات سيادية وصلت إلى حد التهديدات، إلا أن حق الجمهور على القناة معرفة ماحدث حتى لا تفقد القناة مصداقيتها.
وليتأكد المشاهد أن الديمقراطية ماهى إلا ادعاءات يتشدق بها النظام الاخوانى الذى يدعو رئيسه الى التحاور مع القوى الوطنية والمعارضة وفى نفس الوقت يمنع زبانيته كل من يقول كلمة حق من الظهور على الشاشة.. واستكمالا لاعترض كل من يعرف معنى الاعلام ودوره قدم على عبد الرحمن رئيس قطاع القنوات المتخصصة استقالته رافضا تقييد حرية الإعلام و التعبير عن الرأي.

إن تلك الاستقالات لن تكون الأخيرة بل هى مستمرة احتجاجا على ما يدور من استخفاف بعقول المشاهدين واستخدام أسلوب النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال وهذا ما فعله النظام السابق، فهل يعقل أن يموت المصريون أمام قصر الاتحادية بينما التليفزيون المصرى يذيع فيلما تسجيليا عن الحضارة المصرية على القناة الاولى، وفقرات ترفيهية على الثانية. والحرب على الاعلام أخذت منحنى آخر بعد أن أخلت نيابة استئناف القاهرة، سبيل الإعلامي محمود سعد بكفالة مالية 5000 جنيه، ووجهت له تهمة إهانة الرئيس محمد مرسي. نتيجة للبلاغ المقدم ضده من رئاسة الجمهورية تتهمه فيه بالاشتراك مع الدكتورة منال عمر، استشاري الطب النفسي، بسب رئيس الجمهورية، وإهانته.

والطريف أن محمود سعد كان من أشد المؤيدين للرئيس, وأطرف تعليق على خبر التحقيق معه كان من الاعلامية جيهان منصور فى دريم التى قالت إن محمود سعد كاد أن يخرج من الشاشة ليقول للناس انتخبوا مرسى!.. ويبدو أن آخر خدمة الغز قضية.. وأخيرا يبدو أن الفترة القادمة فى دنيا الاعلام ستعرف معنى أخرى للحرية بمذاق الإخوان.