رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مولود في 25 يناير"..رؤية ذاتية لثورة لم تكتمل

بوابة الوفد الإلكترونية

كثيرة هي الأفلام التي تسابقت للتعبير عن ثورة 25 يناير وقدمت تجسيدا حيا للثمانية عشر يوما الفارقة في تاريخ مصر الحديث، ورغم أهمية مثل هذه الأفلام في التوثيق لثورة يناير وحفظ مئات التفاصيل البصرية التي تحتاجها الأجيال القادمة

لتدرك عظمة المصريين وتحضرهم إلا أن أغلب الأفلام إن لم تكن جميعها اكتفت برصد الفترة من 25 يناير حتي خطاب عمر سليمان الشهير الذي أعلن إزاحة مبارك عن عرش مصر.
والمؤكد أن معظم أفلام الثورة توقفت عند هذه اللحظة المصيرية اعتقادا من مبدعيها أن إرادة المصريين انتصرت وأزاحت هذا النظام المستبد، فلم يفكر أي منا في أن هذا الجسد الذي أصبح بلا رأس سيبقي علي قيد الحياة وتنبت منه المزيد من الرؤوس التي تبث سمومها بين المصريين وتفرقهم.
ويأتي فيلم «مولود في 25 يناير» للمخرج أحمد رشوان ليتجاوز فترة الثمانية عشر يوما ويخوض في مستنقع الثورة الذي صنعه المجلس العسكري وحلفاؤه السياسيون وهو ما يجعله العمل الأقرب لواقع الثورة المصرية التي تتجلي في بداية الأحداث وحتي اختيار جمعة الدولة المدنية كنهاية للفيلم في إشارة الي أحد أهم مبادئ الثورة التي تنادي بمدنية الدولة.
وتوغل رشوان في أدغال ثورة يناير لا يقلل من أهمية الأفلام الأخري التي سيذكرها التاريخ، ويثني علي مبدعيها من شباب السينمائيين الذين تصدوا لتجربة إنتاج أفلام وثائقية وقصيرة عن الثورة في الوقت الذي تخاذلت فيه الكيانات الإنتاجية الكبيرة التي امتصت مليارات من دماء هذا الشعب ولم تفكر في إهدائه فيلما واحدا كنوع من رد الجميل.
وفيلم «مولود في 25 يناير» يقدم رؤية خاصة للثورة من منظور مخرجه أحمد رشوان الذي تصدر دور البطولة ولعب دور الراوي للأحداث والمعلق عليها كتعبير عن رؤية المثقف المصري للجوانب المهمة من الثورة، والرؤية الذاتية التي قدمها رشوان تعتبر الطريق الأصعب في الأعمال الوثائقية، لأن الفيلم هنا

لا يوثق لأحداث الثورة فقط ولكنه تسجيل لموقف صاحبه الذي يتحمل مسئولية أفكاره التي سجلها علي الشريط السينمائي أمام التاريخ.
ورغم حميمية الفيلم وقربه من شباب الثورة إلا أن مخرجه اعترف بأنه لم يكن ينوي صنع فيلم عن الثورة ولكنه صور ما يحدث ليتذكر هذه الأيام المجيدة، وهذا الاعتراف قد يكون مفتاح هذه الحميمية التي تستشعرها في الفيلم لأن الشريط غير مصنوع حتي المشاهد الأقل جودة في الشريط السينمائي التي استعان بها المخرج لرصد بعض الأحداث لا تزعج المشاهد الذي اعتاد علي تبادل الكثير من فيديوهات الثورة علي المواقع الالكترونية أثناء أحداث الثمانية عشر يوما.
وهناك الكثير من شباب الثورة شعروا بأن هذه الأيام بمثابة ميلاد جديد لهذا الشعب الذي اعتقد المخلوع بل اعتقدت كثير من طوائف الشعب أنه لن يثور أبدا بعد قيام النظام بإرهاب مواطنيه بدولة بوليسية وقانون طوارئ ومعاناة في البحث عن لقمة العيش, ولكن الشعب المصري صنع ميلادا جديدا لتاريخه وقد يكون اسم الفيلم تعبيرا عن ميلاد مخرجه معنويا في 25 يناير وختام الفيلم يصور لمواليد 25 يناير وما بعدها إشارة الي هذا المعني ورمز معلق علي هذه الوجوه البريئة ينبئ بمستقبل أكثر إشراقا وحرية لمصر وشبابها القادم.


[email protected]