عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‬بدء عرض فيلم اللعبة العادلة في‮ ‬مصر‮!‬

علي مدي علمي لم‮ ‬يحدث سابقا أن أدت مناقشته قضية سينمائية من خلال برنامج تليفزيوني إلي تغيير وتعديل في قناعات وقرارات الرقابة علي المصنفات الفنية،

‮ ‬قبل أن‮ ‬يفعل ذلك برنامج‮ "‬إستوديو مصر‮" ‬في حلقته الأخيره التي أذيعت‮ ‬يوم الخميس الماضي علي نايل سينما‮! ‬بدأت الحكاية بحالة هوجة،قام بها بعض الصحفيين،‮ ‬قبل العرض الخاص للفيلم الأمريكي‮ "‬اللعبة العادلة‮ "‬الذي اخرجه‮ "‬دوج ليمان‮" ‬ويلعب بطولته شون بين‮ ‬،‮ ‬ونعومي واتس بمشاركة خالد النبوي وآخرين،‮ ‬ونجحت الهوجة‮ "‬مؤقتاً‮" ‬في إلغاء العرض الخاص للفيلم الذي كان مقررا له الثلاثاء قبل الماضي،‮ ‬علي اساس أن العرض العام للفيلم كان من المفترض أن‮ ‬يبدأ‮ ‬يوم الاربعاء‮ ‬14يناير الحالي،‮ ‬ولكن طبعا هذا لم‮ ‬يحدث!وتأجل عرض الفيلم اسبوعاً‮ ‬كاملاً‮ ‬،بسبب تلك الضجة التي بدأت في الواقع قبل عدة اشهر،‮ ‬وبالتحديد عند عرض الفيلم لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الذي اقيم في شهر مايو الماضي،‮ ‬بدأت حملة التشهير علي طريقة‮ "‬إلحق‮ ‬ياجدع‮ " ‬الفيلم فيه ممثلة إسرائيلية بتعلب دور واحدة عراقية،‮ ‬طب وفيها ايه ؟؟ واحد عاقل سأل هذا السؤال،‮ ‬وكانت الإجابة‮ "‬أزاي بقي ؟؟ ده خالد النبوي‮ ‬يبقي كده بيطبع مع إسرائيل،‮ ‬ولازم نشنقه ونسحلة أو نسحله ونشنقه،‮ ‬عشان‮ ‬يبطل‮ ‬يفكر في حكاية العالميه‮"! ‬ولأن المجتمع المصري‮ ‬يمكن ان تحركه شائعة كاذبة،‮ ‬أو‮ ‬يمكن ان تستميله بكلام زائف عن الوطنية،‮ ‬والخطر القادم من التطبيع‮ "‬لايعرف أحد منا التعريف السليم لمعني التطبيع‮ "! ‬فقد استغل البعض المشاعر الصادقة لهذا الشعب الطيب الذي لا‮ ‬يفكر مطلقا في جمع معلومات صحيحة عن اي أزمة أو شائعة‮ ‬يواجهها ويترك نفسه لتيارات من الاكاذيب،‮ ‬وأدت الهوجة أو الهيصة لحدوث حالة تربص بفيلم اللعبة العادلة،‮ ‬رغم أن الفيلم‮ ‬يناصر القضية العربية،‮ ‬ويعلن صراحة وبوضوح،‮ ‬ان إدارة بوش قد كذبت علي العالم،‮ ‬وقامت بالعدوان علي العراق،‮ ‬وتدميره تحت زعم كاذب بوجود إسلحةو دمار شامل‮! ‬وهو الكلام الذي صرخنا في البراري وحاولنا ان نخاطب العالم كي نقنعه بذلك ولكننا فشلنا،‮ ‬ثم جاء فيلم‮ »‬اللعبة العادلة‮« ‬ليطرح هذه الحقيقية،‮ ‬نقوم إحنا نعمل إيه ؟؟ بدلاً‮ ‬من الإحتفاء به وبصناعة،نقوم نهاجمه‮ ‬،ليه‮ ‬هو إحنا لمؤاخذة مجانين ؟؟ حاشي لله نحن عقلاء جدا،‮ ‬ولكن تعمل ايه في أصحاب النفوس الرضية؟ اللي عملوا هيصة وشوشرة علي الفيلم وصناعة،‮ ‬لأنهم قال إيه إكتشفوا وجود ممثلة إسرائيلية ضمن فريق العمل،‮ ‬ولان‮ ‬غدة الوطنية شغالة جامد عند بعض المسئولين عن صناعة السينما،‮ ‬قام السيد منيب الشافعي‮ "‬الرئيس الدائم والأبدي لغرفة صناعة السينما‮"‬‭ ‬بعمل اجتماع عاجل وأخذ توقيع أعضاء الغرفة علي مايشبه الانذار بمنع عرض الفيلم في مصر،‮ ‬و"هوب‮" ‬قام باعت الإنذار الي سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية،‮ ‬وطبعا رئيس الرقابة،‮ ‬ضل أن‮ ‬يكون حريصاً‮ ‬علي أن‮ ‬يكون شهيداً،‮ ‬ولابد إنه استرجع حالات سابقة لرقباء تم الإطاحة بهم،‮ ‬في عصور سابقة لإجازتهم افلام سينمائية احدثت ضجة،‮ ‬وقضايا رأي عام،‮ ‬وعلي رأي‮ ‬غادة عبد الرازق‮ "‬اللي‮ ‬اتلسع في الدقي‮ ‬ينفخ في المعادي‮"!‬وقام رئيس الرقابة بالنفخ في المعادي،‮ ‬من باب الاحتياط بعد أن نفخ في الزبادي،‮ ‬ومنع العرض الخاص والعام لفيلم اللعبة العادلة،‮ ‬ولان الاستاذ ممدوح الليثي رئيس النقابات الفنية،‮ ‬لا‮ ‬يقل وطنية عن منيب شافعي،فقد أعلن رأيه برفض عرض الفيلم‮ ‬،‮ ‬واضاف بثقة ان بطلته إسرائيلية،‮ ‬وحاول
البعض ان‮ ‬يقنعوه بأن بطلة الفيلم نعومي واتس استرالية أبا عن جد،‮ ‬ولكنه اصر علي موقفه،‮ ‬ولم‮ ‬يتزعزع عنه،المهم كل واحد نقط في الفرح بكلمتين عن الوطنية رفض التطبيع مع إسرائيل،‮ ‬وهي قضية محسومة لإننا جميعا نرفض التعامل مع هذا الكيان العنصري المغتصب،‮ ‬ولكن ليس معني ذلك أن نرفض مثلاً‮ ‬قراءة صحف إسرائيل،‮ ‬لإننا‮ "‬مخاصمينهم‮" ‬ونرفض عرض أي فيلم فيه واحد ماشي في الشارع‮ ‬،‮ ‬ويتضح انه مولود في اسرائيل‮! ‬وعلي كل حال خدها مني كلمة ثقة مفيش فيلم أمريكاني مفيهوش واحد من جنسية عربية أو إسرائيلية أو من أمريكا اللاتينية فالسينما الأمريكية تتعامل مع كل الجنسيات والملل،‮ ‬وربما كان هذا أحد اسباب تفوقها وثرائها وتنوعها،‮ ‬ولذلك فإن برنامج‮ »‬استوديو مصر‮« ‬الذي كتبه الصحفي الزميل ماجد حبتة،‮ ‬وقدمته ماجدة القاضي قد قام بوضع كل النقط علي الحروف،‮ ‬دون أن‮ ‬يتورط في الطلوع الي الرووف‮!‬

وقد إستضاف مجموعة متباينة من العقلاء والمثقفين بينهم الناقد السينمائي‮ ‬عصام زكريا،‮ ‬والكاتبة فريدة الشوباشي،‮ ‬والمنتج محمد حسن رمزي وهشام عبد الخالق المنتج السينمائي الشهير بالاضافة الي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية سيد خطاب،الذي سحب قراره بمنع عرض الفيلم،‮ ‬بعد أن شاهده وتأكد خلوه من أي افكار مسمومة،‮ ‬واستمع الي آراء ناس رايقة و"أنا بحب الناس الرايقة‮"‬،‮ ‬اللي بتفهم صح،‮ ‬وبتتكلم بمنطق بعيدا عن الآراء المتشنجة،‮ ‬التي لا تمر علي الدماغ‮ ‬وتخاطب العقل،‮ ‬وفي مبادرة شديدة الرقي قام محمد حسن رمزي بالإعتذار عما فعلته‮ ‬غرفة صناعة السينما،‮ ‬وجاء حديث إسعاد‮ ‬يونس التليفوني مدعما ومشجعا لرئيس الرقابة علي عدم الإلتفات لأصحاب الآراء المتخاذلة،‮ ‬بل طالبت بحماية الرقابة من عدوان من‮ ‬يمارسون إرهاباً‮ ‬فكرياً‮ ‬علي أعضائها،‮ ‬وبعد اأ ذكرت ماجدة القاضي مذيعة البرنامج اسماء عشرات الافلام الأمريكية التي عرضت في الفترة الاخيرة،‮ ‬وضمت اسماء ممثلين‮ ‬يحملون الجنسية الإسرائيلية،‮ ‬وان هذا أمر عادي جدا،طالما كان الفيلم لايحمل أي افكار ضد العرب أو الإسلام أو أي‮ ‬ديانة سماوية اخري‮ ‬،‮ ‬وليس فيه ما‮ ‬يمنع عرضه‮! ‬وبارك جميع الحضور عرض فيلم‮ »‬اللعبة العادلة‮« ‬في مصر،‮ ‬وقد بدا العرض فعلا أمس‮ "‬الاربعاء‮"‬،‮ ‬والتقط الفنان خالد النبوي انفاسه أخيراً‮ ‬بعد تلك الازمة العابرة‮ ‬،التي قصدت الإساءة له،‮ ‬والشوشرة علي نجاحه الفني‮!‬