رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سقوط التليفزيون فى ميدان التحرير

لم تتناسب تغطية التليفزيون
لم تتناسب تغطية التليفزيون مع ضخامة الحدث

كانت أحداث السبت الماضي مريرة علي ملايين المصريين، والجميع شاهدوا علي شاشة التلفاز مسلسل العنف والدماء وأنا بطبيعتي متحيز لتليفزيون بلدي، وكان من المفروض أن يكون علي مستوي الحدث

ولكن للأسف جاءت التغطية باهتة ولا تتناسب بالمرة مع ضخامة الحدث، كانت متابعة الأحداث عبارة عن رسائل قصيرة عما يحدث في ميدان التحرير والمحافظات الأخري وتحول برنامج ستديو 27 مجرد مكلمة لاتواكب الأحداث الساخنة بالشكل المطلوب، وكان من المفروض أن تكون قناة النيل للأخبار المتخصصة أكثر قربا من الأحداث.. ولكنها اكتفت أيضا بمجرد رسائل قصيرة وحوارات معادة لاتتعلق بالحدث.
ربما كانت التغطية أفضل في الفترة ما بين الساعة الخامسة والسادسة مساء ولكن يبدو صدور تعليمات عليا بأن تكون تغطية التليفزيون المصري بهذه السطحية وليس من المعقول أن نقيد قناة النيل للأخبار طوال ساعات الليل أحاديث باهتة عن مصر بعد مليونية الجمعة وذلك حتي الفجر والقناة الثانية مالهاش دعوة تعرض فيلما أجنبيا في السهرة يليه إعادة لإحدي مباريات الدوري الانجليزي والقناة الثالثة حاجة تكسف ويبدو أنها قناة تابعة لدولة أخري، والقنوات المتخصصة خارج الصورة تماما قناة الدراما تعرض مسلسلات كئيبة، ولايف تعرض برامج منوعات وكانت الطامة الكبري في سهرة قناة نايل كوميدي والتي عرضت مسرحية «العسكري الأخضر»!! هل يعقل هذا، مئات الجرحي من الشباب مصر وهناك قتلي وتليفزيون الدولة يعرض مسرحية كوميدية، الي هذه الدرجة نايل كوميدي ليست قناة خاصة وهي قناة تابعة لتليفزيون الدولة مما يؤكد أن المسئولين في ماسبيرو كانوا مغيبين وربما كانوا يحاولون أن ينسي المصريون هذه الليلة الكئيبة. أعلم تماما أن التليفزيون المصري لديه كافة الامكانات لتغطية أفضل وعقول لديها القدرة علي الإبداع والابتكار.
لماذا عجز المسئولون في تليفزيون الدولة عن إجراء أي حوار مع أي مسئول بالدولة في الوقت الذي نجحت فيه قناة CBC الخاصة في عمل حوار تليفزيوني مع اللواء محسن الفنجري عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة استمر لأكثر من نصف ساعة وكان بالتحديد في الثانية والنصف صباح الأحد لم أجد

حوارا علي مثل هذا المستوي أو أقل بالتليفزيون المصري شاهدت حوارات جيدة في قناة LTB مع تامر أمين وخيري رمضان وعبدالرحمن يوسف ومعتز الدمرداش علي قناة الحياة.
الذين تابعوا الأحداث علي الهواء حتي الرابعة صباحا حتي قناة مودرن سبورت لم تكن بمعزل عن الأحداث في برنامج «مساء الأنوار» مع مدحت شلبي الذي أرسل مندوبا تابع الميدان حتي الرابعة صباحا أيضا، وشعرت بالغيظ الشديد وأنا أشاهد قناة النيل للأخبار في نفس التوقيت تذيع حوارات معادة لا علاقة لها بالأحداث الدامية، لمصلحة من يهرول ملايين المشاهدين لمتابعة الأحداث علي القنوات الخاصة ولا يجدون في تليفزيون الدولة ما يشبع رغبتهم في مزيد من المعرفة وتحليل الأحداث التي ربما تعصف بثورة 25 يناير. أشعر أن المسئولين في تليفزيون الدولة أصبحوا فاقدين للثقة، ولا أعلم تحديدا ما الضوابط السياسية التي تحكم العمل في التليفزيون بعد الثورة، ويبدو أنهم في حالة خوف دائم سواء من أصحاب السلطة حاليا أو الثوار وهم لا يدركون أن لديهم ميزة كبري هي عدم وجود أجندات مثلما يحدث في القنوات الخاصة.
علي أي حال ما حدث مساء السبت إحدي حلقات السقوط للتليفزيون في تغطية الأحداث.. نرجو في الساعات القليلة القادمة أن يتحرروا من الخوف الذاتي ويقدموا إعلاما بشكل أكثر حرية وموضوعية، لو أرادوا مجرد العودة لحلبة المنافسة الإعلامية.