رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قنوات "الفتنة" لا تفرق بين الحرية والفوضى !

حين يختلط «الحابل بالنابل» وتتحول بعض القنوات الفضائية الدينية من حتمية التثقيف ونقل الحقيقة الي زرع الفتنة والتحريض علي الآخرين، فعلي الجميع أن ينتظر الأسوأ، لكن للأسف حين تقف الدولة موقف المدافع عن نسيج الوطن، لترويض أي توتر قد تسببه تلك الفضائيات تتعالي أصوات «المصلحة» بدعوي تقييد حرية الإعلام،

وفجأة تتحول الحرية التي تنادي بها الثورة الي فوضي هدامة يتم نقلها علي الهواء مباشرة، فقد جددت مظاهرات بعض الاتجاهات الدينية للمطالبة بحرية التعبير لمشايخهم في القنوات الفضائية الدينية، وفتح مجال الجدل بينهم وبين القنوات المسيحية المتطرفة.

مؤخرا شاهدناه خلال قناة «الحقيقة» المسيحية التي التقطها النايل سات 7 درجات غرب وخلقت حالة من الإثارة علي المواقع الالمكترنية وفقا للاحصائيات شبه الرسمية فإن القنوات الدينية الفضائية التي يتم بثها علي القمر الصناعي المصري نايل سات والأقمار الأخري الواقعة علي مدار 7 غرب يمكن مشاهدتها في المنطقة العربية تبلغ 96 قناة أن هناك فوضي في الفضاء باسم الدين، هذه القنوات منها 18 قناة تبث مباشرة علي النايل سات، منها 8 علي النايل سات 1 و10 علي النايل سات 2 وهي 15 قناة سنية و3 شيعية بخلاف 78 قناة تبث عبر الأتلانتيك بيرد وهي 32 قناة بصورة مباشرة منها 16 سنية و7 شيعية و8 مسيحية وقناة واحدة خاصة بالجماعة القاديانية و23 قناة لشركة نورسات منها 12 شيعية و11 سنة و20 قناة مخصصة للنايل سات منها 15 سنة و5 شيعية و3 قنوات لشركة جلف سات كلها شيعية.
وفي دراسة جادة موضوعية حول هذه القنوات أكدت الاحصائيات زيادة عدد القنوات الدينية بعد الثورة الي ضعف ما كانت عليه في مايو 2010 بما يدل علي مدي الربحية والجدوي الاقتصادية التي يحققها الاستثمار في مثل هذه النوعية من القنوات الي درجة تحول بعض القنوات الغنائية والثقافية والعامة الي قنوات ذات اهتمامات دينية في الأساس، وأشارت الدراسة الي أن معيار الحكم علي تصنيف القنوات الي دينية أو غير ذلك هو نوعية 50٪ علي الأقل من برامجها ووقتها المخصص للموضوعات الدينية مع ملاحظة وجود نسبة غير قليلة، منها يقتصر إرسالها علي بث القرآن الكريم علي مدار اليوم أو جزء كبير منه.
في هذا الشأن تحذر الدكتورة مني الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة من خطر الفوضي الإعلامية بقولها: نحن بحاجة الي ثورة علي السياسة الإعلامية لمثل هذه الفضائيات المضللة حتي تعيد تقييم دورها وتستشعر مسئولياتها تجاه المجتمع وحتي يكون أداؤها مبنيا علي المهنية والشعور بالمسئولية ولا يكون بوقا لأغراض شخصية لمالكي هذه الفضائيات.
وأضافت أن أي تضليل إعلامي تقوم به هذه الفضائيات يعد خيانة للوطن فمن المفترض أن يكون الإعلام موضوعيا في رسالته وأن يعبر عن كل الآراء الموجودة في المجتمع.
ينصح الدكتور محمود يوسف وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة التعامل بمهنية في التعامل مع القضايا المطروحة علي الساحة الآن، بما يؤهلهم مهنيا ونفسيا للدور الخطير المنوط بهم وبما يتواكب مع الأحداث الحالية والمستقبلية في مصر، غير أن الرسالة الإعلامية المقدمة من وجهة نظره أن تكون معبرة عن صحيح الدين وتساهم في خلق جيل يحترم الأديان الأخري وحقوق الإنسان والمواطنة بعيد عن الإثارة وحشد الآلاف ضد رجال الدين وتشويه صورتهم واتهامهم بالكفر، ولهذا أطالب بإطلاق مرسوم رسمي لحماية المشاهد العربي يوقع عليه وزراء الإعلام العرب.
يقول الدكتور عبدالمعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن بعض الفضائيات تساهم في نشر التطرف والابتعاد عن الاعتدال والوسطية وحتي علي المستوي الديني تبتعد عن سماحة الإسلام وتقدم صورة مغلوطة عنه.
نفس الرأي تؤيده الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف حيث تقول: هناك فضائيات تتسم بالتشدد سواء علي المستوي الديني أو السياسي وهي تقدم الفكر المتطرف الذي يهاجم كل من يخالفه وحتي هذا التطرف دخل في السياسة بعد ثورة 25 يناير وللأسف كل هذه القنوات غير المعتدلة في آرائها تخلق حالة فوضي وخطورة علي استقرار المجتمع.
وقال خبراء حقوق الإنسان: إن المشكلة الآن تواجه الجميع في حجم الحريات المتاح عبر وسائل الإعلام المختلفة لافتا الي أن الحرية ليس معناها الإساءة للإسلام أو الأقباط أو الإضرار بأشخاص معينين، ولكن  معناها الاختلاف في الرأي فقط، وأضافوا لابد أن يميز الجميع سواء في الفضائيات أو عبر الانترنت بين الاختلاف في الرأي والمواقف الشخصية، رفاضين قيام شيوخ الدعوة السلفية أو الجماعة الإسلامية بالإساءة الي رموز الأزهر، تحت أي مسمي واتهامهم بأنهم من بقايا النظام السابق.
أمابيتر حنا - طالب بكلية الإعلام - يري أن «الفيس بوك» رغم أهميته في التواصل الاجتماعي إلا أنه يصنع صراعا بين الأشخاص ففي أحداث ماسبيرو لعب دورا سيئا وحرضت صفحاته علي القتل والفتنة وحاولنا كطلبة أن ننتج برامج وأفلاما تسجيلية عن الوحدة الوطنية ونشرها علي «الفيس» حتي نحمي شبابنا من الأفكار المدمرة والتي تؤدي الي التطرف وحرق مصر.
وتحلم كارولين وجدي المخرجة بالفضائية المصرية تطبيق القانون علي كل من يزرع الفتنة بين أطياف الشعب خاصة أن مصر أم الأديان السماوية وجميع زملائي يتعاملون معي بكل ود ولا أسمع عن الفتنة الطائفية إلا هذه الأيام وهذا يحيرني كيف نصنع ثورة تطالب بحرية العقيدة والبعض يسعي لتدمير مطالبنا.
وقال خبراء الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: إن هناك بعض الملاحظات علي أداء بعض هذه القنوات من فتاوي تحريضية علي الأديان الأخري مما يثير الفتن الطائفية ولكن الحل لا يكون بالإغلاق ولكن بمطالبة القائمين عليها بالكف عن سياسة التحريض والفتاوي التي تسيء الي فئة معينة أو إحداث الفتن وكذلك المشاكل الزوجية والأسرية وإن كثيرا من المتحدثين في هذه القنوات والمشاركين بها يسعون في الأساس لإثارة المشكلات بظن أن إثارة المشكلات نوع من السبق الإعلامي لكن يتسبب هذا في خلق نوع من البلبلة كنا في غني عنها مشيرا الي أن الحرية ليست مطلقة لأن إطلاق الحريات له من المخاوف والمخاطر الكثير ولا يجب أن نفرح لما يترتب علي ذلك من انتهاك حركة الأديان.