رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عمر الشريف: أخاف أن تسير مصر فى عكس الاتجاه

يقف على أعتاب الثمانين ويرى فى الدنيا أملاً يمتد الى أطراف الدنيا الواسعة.. نظارة الكاميرات داخل مصر وخارجها ولديه من التواضع رصيد يدفع الناس نحو احترامه.. عمر الشريف أو لورانس العرب يسافر كثيراً ولكنه يترك قلبه فى المحروسة وعندما يعود يسترد قلبه من جديد ثم يأخذ نفساً  عميقاً ويقول مصر أجمل بلاد الدنيا.. وفى ابتسامة أهلها سر الحياة.

توجه الفنان العالمى عمر الشريف من فرنسا الى قطر وذلك للمشاركة فى فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الدوحة السينمائى.. اختارت إدارة المهرجان «الشريف» ليكون ضيف شرف ومن المقرر ان تستضيفه جامعة قطر بدعوة من قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم مساء اليوم ليتحدث عن مشواره الفنى وأهم التحديات التى تعرض لها ورأيه فى الربيع العربى الذى ألقى بظلاله على الوطن العربى من المحيط الى الخليج.
أكد عمر الشريف فى اتصال تليفونى لـ«الوفد» انه سعيد بحالة النشاط الفنى التى بدأت فى بعض الدول العربية وفخور بمستوى المهرجانات فى دبى وأبوظبى خاصة وانها تستضيف نجوم السينما العالمية وتعرض أفلاماً على مستوى فنى متميز، وحول حالته الصحية والعملية الجراحية الأخيرة قال عمر الشريف: الحمد لله اجريت عملية جراحية فى ساقى اليسرى بمستشفى ممتاز فى فرنسا ومنذ اسبوع بدأت أشعر بتحسن فى الحركة.. ونصحنى الطبيب المعالج بإجراء جلسات علاج طبيعى لمدة «60» يوماً حتى تسترد ساقى سلامتها واستطيع الحركة دون حسابات أو مخاوف.
وبخصوص ما تردد حول نيته فى اعتزال الفن نهائياً قال عمر الشريف: لا أعرف من يردد هذا الكلام لم أقرر الاعتزال لأننى ببساطة شديدة أحب العمل وأحب التمثيل.. وعن المشهد السياسى الذى تمر به مصر الآن قال: أنا من أكثر الناس تفاؤلاً بثورة «25 يناير» وأيدت هذه الثورة وكنت أشاهد المظاهرات المليونية من نافذة الفندق الذى أقيم فيه.. ولمست جمال وقوة ما فعله المصريون بعد ذلك كلما سافرت الى دولة غربية أو عربية.. لكن الخوف يتملكنى من أن تمشى مصر عكس الاتجاه بسبب الحركات الاحتجاجية التى تملأ الشوارع وتوقف سير العمل.. وواصل «الشريف» كلامه قائلاً: مصر فى حاجة ماسة الى الاتحاد وعدم التفرقة، مطلوب من القائمين على إدارة شئون مصر الوقوف بالمرصاد لكل من يحاول اشعال الموقف بين المسلمين والمسيحيين، واكد عمر الشريف ان العلاقة بين المسلم والمسيحى قائمة على الحب والاحترام ولكن مطلوب من المشغولين تحسين السياسة التعليمية لتقريب المسافات بين الأجيال الجديدة.. وقتل أى مؤامرة لاشعال فتن الطائفية.
وأوضح عمر الشريف انه متفائل رغم ضبابية المشهد السياسى ويطالب كل القوى السياسية بالعمل على مصلحة مصر والابتعاد عن البطولات المزيفة حتى يعبر الوطن الى بر الأمان وقال عمر الشريف ان التحدى الأكبر الذى يواجه مصر فى هذه المرحلة هو الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية.. ويأمل ان يعود الأمان المفقود الى الناس حتى تغيب ظاهرة البلطجة ويتلاشى محترفو الاجرام.
وعن مصير القذافى قال: مشهد مؤسف ومحزن ولا تعرف هل تتعاطف معه أو تتشفى فيه بسبب اصراره على التمسك بالسلطة على أرواح الناس.. أمر مدهش ان يهتف الناس بسقوط الحاكم وهو يعاند ويكابر. أزمة البلاد العربية الحقيقية من وجهة نظرى هى انهم يتكلمون عن الديمقراطية وكأنها اختراع.. يعلنون اعجابهم بدول الغرب ولا يسعون لتقليدهم أو حتى اقتباس المشاهد الجميلة

لديهم.. وأتصور انه رغم تحرك الشعوب العربية وسعيها نحو الديمقراطية والحرية الا ان التعامل مع المشهد.. يجعلنى أشعر بأن الحكام العرب لا يريدن تضييق الديمقراطية ويتعاملون معها وكأنها «ابرة فى كوم قش» والأمر بسيط وهو أن يخلص الحكام للشعوب..  ويدرك الرؤساء ان شرعيتهم أساسها الحقيقى هو رضاء الشعوب عن تصرفاتهم وأفعالهم.
وأشار عمر الشريف الى أن محاكمة رموز الفساد فى مصر شىء حضارى ويعكس اننا بلد نحترم قيمة القضاء ونسعى للعدالة..وناشد الشريف صناع السينما بعدم تقديم محاولات لمناقشة أسباب وتداعيات ثورة «25 يناير» فى هذا الوقت لأن الأمور مازالت غامضة والرؤية تائهة.. وبعد فترة سوف تهدأ الظروف وتتكشف حقائق رهيبة ويعجز خيال السينمائيين مهما كان خصباً عن نسجها..وأوضح انه مثل كل الناس كان يعلم ويدرك ان فى مصر فساد وأن هناك مجموعة من الأشخاص تاجروا بأحلام وآلام الناس لكن بصراحة ما كشفت عنه الثورة كان بشعاً ومرعباً.. والأمل فى عدالة القضاء فمن أخطأ يحاسب.. وواصل عمر الشريف كلامه مؤكداً أن العواطف لا تحكم الشعوب ويجب على الرئيس القادم ان يعمل ويخلص من اجل رفاهية شعبه،.. والحكومة التى تعجز عن تدبير لقمة العيش لشعبها وتعجز عن تحسين مستوى التعليم وتوفير الرعاية الصحية يجب أن يطاح بها..
واختتم عمر الشريف حديثه للوفد قائلاً: مصر دولة  كبيرة ولها تراث حضارى وثقافى كبير وتستحق مكانة أفضل وأعظم.. والحقيقة اننى أشعر بالضيق كلما سمعت ان الهدف في المستقبل ان نكون مثل تركيا واتساءل لماذا لا تكون مصر الأفضل.. خاصة ان مصر دولة لديها موارد ولديها امكانيات وقبل الموارد والامكانيات والثروات يوجد شعب قادر على تحقيق المعجزات.. أملى أن أرى مصر تسير فى الاتجاه الصحيح وأن يتنفس شعبها ديمقراطية وحرية.
وأضاف «الشريف» أنه يرجو انتعاش حال السينما المصرية لتنافس فى المهرجانات العالمية وأنه حزين على حالها الآن حيث تراجع مؤشر الانتاج للخلف وتقدمت السينما الايرانية رغم انها تتحرك فى ظروف أصعب وأشار الى ان الفن الجيد هو الذى يرتقى بذوق الناس ويحسن سلوكهم وانه غير راض عن اعمال فنية كثيرة ولا يحب مشاهدة أعماله خاصة التى قدمها فى بداية مشواره الفنى.
[email protected]