رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لو فاتك الناشط «اتمرغ» فى جهاده

فى ليلة سوداوية، واصوات مسيرة للارهابية تصك اذنى عن بعد، ومجموعة من الناشطين يثرثرون على الفضائية ليزيدوا سقمى، باغتنى شيطان الحقد ليحاسبنى على مكتسباتى المادية من ثورتي، 25 يناير و30 يونية، فقد شاركت وأولادى بقوة فى مظاهرات هذه وتلك وكدنا نموت اكثر من مرة، رغم ذلك «يا حسرتى» لم احظ بلقب من الألقاب التى توزعت بعد الثورتين بسخاء، افتح أى «حنفية» عفوا اقصد فضائية، أجد كام ناشط ينسابون منها بغزارة، وبكلام ممرور فضفاض ومكرر، وقد ركب كل منهم صهوة الثورية وجعل من نفسه مفجر الثورة، افتح النور، الاقى كام خبير استراتيجى «ملعلط» متآنق، يقول كلاما لا يفهم أغلبه.

فيما توارى فى الخلفية المظلمة اصحاب الثورة الحقيقيين أو على الأقل محركوها، واختفى الخبراء والعلماء والأساتذة الحقيقيون، وتمددت كلتا الثوريتن فى دهاليز المكلمة، وحمدت الله ان امى رحمها الله لم تر خيبتى وفشلى «فرغم انى لم اكن محركة للثورة ومجرد مشاركة فيها كملايين الشعب وآلاف الاعلاميين»، لكنها مما كانت ستموت بحسرتها وهى تقول لى «جتك خيبة مش قادرة تبقى ناشطة ولا خبيرة»، ولن تصدق أمى بطيبتها دفاعاتى، بأننا لم نعد نعرف من الوطنى ومن الخائن، من المأجور، ومن الطابور الخامس، تتساقط يوما بعد يوم الاقنعة، وتتكشف الاتفاقيات والمصالح، واسرار الجيوب المفتوحة غبر سراديب الصهيونية والاستخبارات الامريكية والتركية والقطرية.

وتذكرنى هوجة الثراء التى حطت على النشطاء والخبراء، والمنتمين للجمعيات الحقوقية «اياها» بهوجة الثراء التى حطت على الانفتاحيين فى عهد الرئيس السابق انور السادات فقد قيل وقتها ان من لم يحقق الثراء فى هذا العهد الانفتاحى الذى «ربى القطط السمان» وضخم الثروات بلا مبرر من دماء الشعب واطعامهم نفايات العالم، لن يحقق الثراء فى مرحلة أخرى، غير ان الثورتين والحمد لله، جلبت لنا قططا سمان من نوع آخر، وأدت الى انفتاح للجيوب على جهات اجنبية سرية بصورة أو بأخرى، جهات كل هدفها تخريب مصر وتمزيق اوصالها، وتفريق دمها تحت مسميات شتى، واعتقد ان البسطاء من الباعة الجائلين الذى اثروا من بيع الشاى والذرة أيام المظاهرات فى التحرير اشرف كثيرا ممن اثروا على حساب الثورة هذه وتلك، واثروا على حساب تشويه الثورتين وتمييع اهدافهما، ومحاولة تفصيل الأهداف على مقاسهم، وإلا كانت الثورتين انقلابات على الشرعية، انتهكت فيها الحقوق الإنسانية.

ولكن «ملحوقة» يا أمى سأبقى مجاهدة، وهذا هو اللقب الأبقى والأنجع، والأكسب مالا وشهرة فى زمن ما بعد الثورتين، وعلى رأى مثل من تأليفى «لو فاتك الناشط والخبير .. اتمرغ فى جهاده، وقد ظهر لنا الآن المجاهدون، ودعاة الجهاد فى مصر بعد ان انتقلت عدواهم ومدهم الدموى من العراق، سوريا، وليس بالضرورة ان أحمل سلاحا واقتل به أحدا، لا يكفى ان أظهر فى شريط مسجل على يوتيوب أو أى من المواقع التى باتت أكثر من الهم على القلب، لأدعو للجهاد، وقد ربيت لحية وارتديت جلبابا أبيض، لا عفوا نسيت أنى امرأه، سأرتدى نقابا، وهذا يكفى لا

تلتقطى الجماعات الجهادية وتدفع لى بالدولار او الدينار، لأروج لافكارهم «المختلة المريضة» من اجل اقامة ولايات او امارات اسلامية، تكون فى النهاية دولة الخلافة.

والحمد لله كما قلت ملحوقة، فقد وصلتنى دعوة للجهاد باسمى عبر ميل مطول، وجاءت الرسالة بالمصادفة البحتة بعد ساعات من إعلان حركة داعش الإسلامية التى تقتل وتخرب وتمزق فى سوريا، اعلان دعوتها للجهاد فى مصر لتطبيق الشريعة على لسان أحد المصريين المجاهدين الذى هاجر وفر بدينه من مصر للجهاد فى سوريا، لان الديمقراطية ضلال، وكأن مصر يحكمها يهود خيبر.

الدعوة من حركة تطلق على نفسها اسم «حركة المعلمون المجاهدون»  وتطلب منى الانضمام إلى عضويتها، واتحافهم بأفكارى «النيرة» لتطوير منظومة التعليم، ومرفق بالدعوة شرحا مطولا حول الجهاد، خاصة الجهاد باليد والسلاح، لمحاربة الكفار والفسدة والمفسدين، ورغم ان اهداف الحركة فى عمومها تبدو لى مقبولة ومطلوبة من حيث المطالبة بالتطبيق الفعلى لقرار الحد الادنى والاقصى للاجور، وأن يواكب ذلك محجرية التضخم، لان زيادة الاجور مع استمرار زيادة الاسعار سيؤدى إلى مزيد من التضخم وانفجار ثورة الجياع، بجانب مطلبهم للرقى بمستوى المعلمين والدراسة، وغيرها، إلا ان اسم الحركة اصابنى بارتكاريا من نوع خاص، لماذا كلمة مجاهدين، خاصة فى تلك المرحلة التى نعانى منها رفع شعار الجهاد فى وجوهنا بلا مبرر، فهذا جهاد الإخوان الإرهابيين ضدنا وكأننا اعداء الله وهم شعب الله المختار، جهادهم يقتل ويخرب ويدمر ويعرقل ويحرق أمن وطن كان العالم كله يحسدنا على أمنه وأمانه.

أرجوكم افيقوا، افهوا، ليس هذا زمن الجهاد وتجنيد المجاهدين، مصر ليست مكانا للجهاد، فلسنا كفارا أو أعداء الله، جاهدوا الجهاد الحق الصحيح الذى يصلح لهذا الزمان، جهاد النفس، جاهدوا أنفسكم وشياطينكم، جاهدوا رغبتكم فى القتل والتخريب والتدمير وتمزيق الوطن جاهدوا أحلامكم فى الثراء والسلطة والجاه، جاهدوا عشقكم فى سفك الدماء .. ايه المصيبة دى، أى جهاد تدعون له؟!

والآن إلى الجهاد .. يا ترى انت يا «مظهر»، ما فيش حد يجندنى..؟