رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المقتول بشريعة القوة.. الحالم بقوة الشرعية

هل أصبح هذا المشهد غريبا علينا، أن تطارد مدرعة مصرية مواطنا مصريا لتدهسه، حتى تمنع صوته.. توقف تظاهره، تقتل رفضه للأبد، المؤسف أن هذا المشهد لم يعد غريبا علينا، وعلينا أن نعتاد تكراره آلاف المرات، رأيناه فى الثورة.. ثورة 25 يناير المنهوبة، فى ميدان التحرير قبيل اختفاء الشرطة، وكانت المدرعات والمصفحات تنعق بصوتها فى الميدان، تطارد الثوار، وتدهس بعجلاتها الضخمة أجسادهم،

تقتل من تقتل وتصيب من تصيب لتترك له إعاقة مستديمة، وحين رأينا هذا المشهد لأول مرة، اعتقدنا أن جنود الاحتلال الاسرائيلى يطاردون رجال المقاومة الفلسطينية، لكنه كان مصرى يدهس مصريا وبالأمس القريب، تكرر المشهد فى المنصورة، على مرأى ومشهد من الجميع.. لن يعد المشهد غريبا..ومطلوب منا أن نقبله ونعتاده فى هذا العهد البشع المذموم.
لم يعد غريبا، لأننا نعيش عصر شريعة القوة، قوة الذراع وفرد العضلات السياسية والأمنية على الشعب، بعد أن أصبح النظام أذنا من طين وأخرى من عجين، سد آذانه دون مطالب الشعب، وكنا نحلم طويلا ومازلنا بعهد تسوده قوة الشرعية، الشرعية التى تلاعبوا بها وزوروها، وسيواصلون فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة التلاعب بها، بتزوير الوعى، وشراء أصوات الغلابة بالزيت والسكر، والمصريون بين هذا وذاك تائهون، ضائعون، لم يعد لديهم أى تصور حول المستقبل، إلا صورة قاتمة مظلمة، حتى دفع اليأس بعضهم إلى الخروج فى الشوارع للمطالبة بعودة حكم العسكر من جديد، هم نفس العسكر الذين خرج نفس الشعب من قبل فى الميادين للمطالبة برحيلهم قبل 30 يونيو الماضى وعودتهم للسكنات.
لقد أصبح الشعب.. غالبية الشعب الطيب يرى فى الاستجارة برمضاء العسكر راحة وبصيصاً من الأمل عن الاستمرار فى الاحتراق بنيران الإخوان، إيمانا منهم بأن الجيش مهما بلغت قوته، لن يتجبر على أبناء الوطن الذى يتولى حمايتهم على الجبهة، ومهما ظلم، لن يبلغ به مبلغ الظلم مما يعانيه الشعب الآن على أيدى الإخوان، ومهما طال بقاؤه فى السلطة، لا بد أن يرحل ويعود لثكناته، لأن مكانه فى النهاية الجبهة الخارجية لا الداخلية، ومن هنا خرجت الجموع تناشد النخوة والشهامة العسكرية لإنقاذ البلاد التى تسير إلى الهاوية.
ورغم تفهمى لتلك النداءات، إلا أنى أرى فى الرجوع الى قوة الشرعية لمواجهة شريعة القوة التى يفرضها علينا نظام الإخوان الآن الحل الأمثل والأنجع والمخرج لما نحن سائرون إليه، من خلال ما أعلن عنه الرئيس محمد مرسى لانتخابات رئاسية مبكرة، والارتكان بصورة حقيقية إلى صندوق الانتخابات وإرادة الشعب بعيدا عن التهديد والتلويح والضغط وتزوير الإرادة، فاما يختاره الشعب مجددا «وهذا من رابع المستحيلات» وإما يختار غيره بعيدا عن سلة الإخوان لإنقاذنا، وأن يتم طرح الانتخابات الرئاسية المبكرة بعد أن تضع الانتخابات البرلمانية أوزارها، ورغم أنى أرى وملايين غيرى من المصريين أن شرعية الرئيس قد سقطت مع سقوط أول قطرة

دماء مصرية على أرض شوارع بمصر بأيدى الأمن والإخوان، إلا أنى مازلت أحترم اللجوء للشرعية للتغيير، وأعتقد أن فئات الشعب التى انخدعت بزيت وسكر الإخوان وتغطوا بأتواب أقمشتهم، قد أفاقوا الآن على الواقع ولن يقعوا فى نفس الاختيار، بعد أن تكشف لهم وجه الجماعة وسياستها الرهيبة فى إدارة البلاد والهيمنة عليها بشريعة القوة.
أطرح هذا وأنا أراقب فى حيرة مع ملايين غيرى ما سيسفر عنه انقسام القوى السياسية المعارضة، حتى داخل جبهة الإنقاذ بين مرجح للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية، وعدم ترك الساحة خالية للإخوان ليلعبوا فيها بمفردهم، وبين رافض للمشاركة ومتمسك بالمقاطعة، لأن الانتخابات محاطة بشبهات التزوير لعدة أسباب، منها إجراؤها على أربع مراحل تحت زعم العجز فى عدد القضاة المشرفين على الانتخابات، وتعدد المراحل يعد فرصة ذهبية للتزوير، الأمر الثانى قصر دور المنظمات المدنية والأهلية على المتابعة لا مراقبة عملية الاقتراع بصورة قريبة وواضحة، الأمر الثالث، إجراء عمليات الفرز فى اللجنة الرئيسية للانتخابات، هو أيضا يطرح فرصة التزوير، بجانب قيام الإخوان بتعيين أكثر من 12 ألف تابع لهم فى وظائف عامة ومهمة قبيل الانتخابات، للتأثير على أصوات الموظفين والعمال بهذه المؤسسات، وفوق هذا كله، عدم وجود ضمانة قانونية للطعن فى نتائج الانتخابات وقانون الانتخابات امام المحكمة الدستورية، اذا ما ذهب الفوز لفصيل غير الإخوان، وهو سلاح اخير تحتفظ به الجماعة خلف الأبواب، حال تمت إزاحتهم من الواجهة البرلمانية.
أعترف بأنى حائرة مثلكم، هل تشارك المعارضة فى الانتخابات، أم تتراجع على غرار بعض المتراجعين، حائرة؟ هل يمكن أن نحقق ما حلمنا به من قوة الشرعية، أم سنظل هكذا أعواما نئن تحت شريعة القوة، مع تفننهم فى إنهاك القوى الثورية فى المتاهات؟! سأنتظر الغد معكم فقد يحمل أى تغيير، فالله يغير ولا يتغير، ولكنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.